كيف أدّى البطيخ الأصفر إلى نشر السالمونيلا في الولايات المتحدة؟ وهل يجب علينا الحذر؟

3 دقيقة
كيف أدى البطيخ الأصفر لنشر السالمونيلا في الولايات المتحدة وهل يجب علينا الحذر؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Lightspring
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تكشفت مؤخراً أزمة صحية في أنحاء الولايات المتحدة وكندا كافة، حيث أدّى تفشي عدوى السالمونيلا، الذي يُعزى إلى الشمام الملوَّث، منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023 إلى مقتل العديد من الأشخاص وإصابة المئات. ومع انتشار الخوف بين السكان، تسارع السلطات إلى احتواء الأزمة وسحب المنتجات المرتبطة بعلامات تجارية محددة مستوردة، وحثّ المستهلكين على توخي الحذر الشديد من شراء أو تناول أو تقديم فاكهة الشمام مجهولة المصدر، ما أثار تساؤلات عديدة حول سلامة الإمدادات الغذائية. وإليك كامل التفاصيل المتعلقة بهذه الحالة وما مدى خطورة المرض.

متى بدأ تفشي المرض؟

أُبلِغ عن أول إصابة مَرضية في 16 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention)، في حين أن آخر حالة أُبلغ عنها في الولايات المتحدة الأميركية كانت في 28 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023. مجموع عدد الإصابات في 42 ولاية أميركية يُقدّر حتى 15 من شهر ديسمبر/كانون الأول بـ 302 حالة، أُدخل نحو 129 (49%) شخصاً إلى المستشفى، وتوفي منهم 4 حالات.

في حين بلغ عدد الإصابات في كندا حتى تاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول 153 شخصاً، منهم 53 حالة احتاجت دخول المستشفى. تُقدِّر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن العدد الحقيقي للمصابين أعلى بكثير من العدد المبلغ عنه؛ إذ يتعافى الكثير من الأشخاص دون رعاية طبية ولا يخضعون لاختبار السالمونيلا.

اقرأ أيضاً: ماذا نعرف عن متحور كورونا الجديد؟ وهل سنعود إلى سيناريو 2020 المرعب؟

من أين جاء الشمام الملوَّث؟

ما زالت وكالة الغذاء والدواء والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تحققان في تفشي عدوى السالمونيلا في أميركا وكندا، وقد تبيّن أن تفشي العدوى مرتبط بالشمام المستورد من المكسيك، وعلى وجه الخصوص الشمام المزروع في منطقة سونورا. لذلك، أصدرت وكالة الغذاء والدواء في 6 نوفمبر/تشرين الثاني قراراً بسحب آلاف المنتجات التابعة لماركات محددة من الأسواق، وتبع ذلك عمليات سحب متعددة للفاكهة الكاملة والمقطَّعة. هذا بالإضافة إلى أنها حذّرت المستهلكين والمطاعم وتجار التجزئة وتجار الجملة بعدم تناول الشمام التابع للعلامات التجارية التي حددتها أو بيعه أو تقديمه، وذلك ينطبق على المنتجات التي تحتوي على الشمام.

كما أوصت المستهلكين وتجار التجزئة والمطاعم بفحص الثلاجات الخاصة بهم والتخلص من الشمام الطازج والمقطَّع الذي جُمد لاستخدامه لاحقاً. وحذّرت المستهلكين غير المتأكدين فيما إذا كان الشمام الخاص بهم، سواء المقطع مسبقاً أو المنتجات التي تحتوي على الشمام المقطع مسبقاً، آمناً للاستهلاك أم لا عدم أكله أو استخدامه، وإنما التخلص منه. 

أمّا كيفية تلوث الشمام بالبكتيريا ما زالت غير واضحة، وما زال مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة الأميركية وكندا يحققون في الأمر، قد يكون ناتجاً عن مياه ملوثة مستخدمة في الري أو التصنيع، أو خلال المراحل اللاحقة من التصنيع، فمرافق التعبئة والمعدات التي لا تُنظَّف وتُعقَّم على نحو صحيح.

وتعليقاً على ذلك، يقول مستشار سلامة الإنتاج والأستاذ المتقاعد في جامعة كاليفورنيا، تريفور سوسلو (Trevor Suslow)، إن منطقة زراعة الشمام في المكسيك قد شهدت عواصف وأعاصير قوية في أواخر الصيف وأوائل الخريف، الأمر الذي قد أدّى ربما إلى فيضانات في المنطقة سببت التلوث. ويذكر المستشار أن الشمام بمجرد تلوث قشرته، فإن بكتيريا السالمونيلا تنمو متغذية على المواد المغذية الموجودة في القشور، وقد تنتقل من القشرة الخارجية إلى الجزء المأكول، كما قد تصل إليه أيضاً من أسطح التقطيع أو مصانع المعالجة أو متاجر البقالة. 

اقرأ أيضاً: نوع جديد من الفلفل الحار يتربّع على عرش الطعام الأكثر حرّاً في العالم

ما خطورة عدوى السالمونيلا؟

السالمونيلا بكتيريا تعيش في أمعاء الحيوان والإنسان وتخرج مع البراز. غالباً ما تحدث العدوى نتيجة المياه الملوثة أو الطعام الملوث، خصوصاً اللحم أو الدواجن أو البيض أو منتجات البيض غير المطهوة جيداً أو الحليب غير المبستر. تتراوح فترة الحضانة، وهي الفترة التي تمتدُ بين التعرض للبكتيريا وظهور أعراض المرض، بين 6 ساعات و6 أيام. وتشمل الأعراض ما يلي:

  • الإسهال.
  • الحُمّى.
  • تقلصات معوية.
  • غَثيان.
  • قيء.
  • قشعريرة.
  • صُداع.
  • دم في البراز.

يُذكر أن الأعراض قد لا تظهر على بعض المصابين. وغالباً ما يتماثل معظم الأشخاص الأصحاء للشفاء خلال أيام قليلة دون تناول علاج محدد، لكن قد يسبب الاسهال في بعض الحالات الإصابة بالجفاف الشديد ما يستدعي الحصول على رعاية طبية فورية، كما قد تتفاقم المضاعفات إلى درجة تهدد الحياة وذلك في حال انتشرت العدوى خارج الأمعاء.

وكما ذكر سابقاً، لا يحتاج الأشخاص معظمهم إلى طلب الرعاية الطبية عند الإصابة بعدوى السالمونيلا؛ لأنها تنتهي تلقائياً خلال بضعة أيام. لكن إذا كان المصاب بها طفلاً رضيعاً أو طفلاً صغيراً أو أحد كبار السن أو أحد الأشخاص ضعاف المناعة (مثل الحوامل أو الخاضعين لعمليات جراحية مؤخراً)، فينبغي الاتصال بالطبيب في حال استمر المرض أكثر من بضعة أيام، أو كان مصحوباً بحُمّى شديدة أو براز دموي، أو سبب جفافاً شديداً. يمكن تمييز الجفاف بقلة التبول عن المعتاد، والبول الداكن اللون، والشعور بجفاف في الفم واللسان، والعيون الغائرة، وعدم وجود دموع عند البكاء. 

اقرأ أيضاً: ما حقيقة تفشي حمى التيفوئيد في السعودية؟ وما طرق علاجها والوقاية منها؟

عموماً عدوى السالمونيلا ليست من الحالات المهددة للحياة عادة، ولكن الإصابة بمضاعفاتها قد تكون أمراً خطيراً على الفئات المذكورة سابقاً، وخصوصاً في حال دخول عدوى السالمونيلا إلى مجرى الدم ووصولها إلى أنسجة أخرى. على سبيل المثال، قد تُصيب الجهاز البولي وتسبب عدوى الجهاز البولي، أو تُصيب الأنسجة المحيطة بالدماغ مسببة ما يُسمَّى بالتهاب السحايا، أو تصل إلى بطانة القلب أو الصمامات مسببة التهاب الشغاف، وغير ذلك.