ما هو داء القبلة؟ وكيف يُشخَّص ويُعالَج؟

3 دقيقة
ما هو داء القبلة؟ وكيف يُشخَّص ويُعالَج؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Vera NewSib

يمكن للقُبُلات أن تنقل العديد من الأمراض، لكن هناك مرضاً مميزاً يُدعى "داء القبلة" أو "مرض التقبيل" فما هو؟ ولماذا سُمي بهذا الاسم؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه والوقاية منه؟ 

اقرأ أيضاً: أخطر 10 فيروسات تهدد بقاء البشرية واستمرارها

ما هو داء القبلة؟

يُدعى علمياً بداء كثرة الوحيدات المُعدي، والوحيدات هي نوع من الكريات البيض المسؤولة عن مناعة الجسم، وسبب العدوى هو فيروس الهربس المسمى "إبشتاين بار" (EBV)، لكن يمكن أن تسبب فيروسات أخرى داء كثرة الوحيدات. تكون العدوى شائعة بين المراهقين والشباب، حيث يعاني الأشخاص المصابون بداء القبلة التعب الشديد والحمى وآلام الجسم، ويمكن للعلاجات المتاحة أن تخفف الأعراض حتى يختفي المرض من تلقاء نفسه بعد مدة شهر تقريباً.

أمّا سبب تسميته بداء القبلة، فهو سرعة انتقاله عن طريق سوائل الجسم ومن أبرزها اللعاب الذي ينتقل بالتقبيل.

ما مدى شيوع داء القبلة؟

يُعدُّ فيروس إبشتاين بار الذي يسبب داء القبلة شائعاً للغاية، حيث يُصاب به نحو 95% من الناس حول العالم بمرحلة ما من حياتهم، لكن معظم الإصابات لا تظهر أي أعراض على الذين يصابون بالفيروس، فبعض الأشخاص يحملون الفيروس فقط دون أن يتأثروا به.

مَن الأشخاص المعرضون للإصابة بداء القبلة؟

غالباً ما يُصاب الأطفال في سن المدرسة المبكرة بداء القبلة، ويمكن للأشخاص بفترة المراهقة والشباب الإصابة به، وغالباً ما تكون إصابة الأطفال الصغار بدون أعراض، في حين أن المراهقين والأشخاص المصابين في عمر العشرينيات تظهر عليهم الأعراض، ولكن يمكن لأي شخص أن يُصاب بداء القبلة بغض النظر عن عمره وفي مواسم العام كلها بشكل متساوٍ.

هل ينتقل داء القبلة عن طريق الاتصال الجنسي بشكلٍ أساسي؟

يُصنَّف فيروس إبشتاين بار من فيروسات الهربس التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مثل فيروس الهربس البسيط (HSV) الذي يسبب الهربس التناسلي والفموي، لكن طريقة انتقال فيروس إبشتاين بار الأساسية لا تكون عن طريق الاتصال الجنسي غالباً، بل عن طريق تبادل المشروبات أو التقبيل.

اقرأ أيضاً: هل يحمينا «درع الوجه» من فيروس كورونا؟

ما طرق انتقال عدوى داء القبلة؟

تُعدُّ فيروسات داء القبلة شديدة العدوى، إذ يمكن التقاطها من خلال الاتصال بسوائل جسم الشخص المصاب، بما في ذلك اللعاب. وتنتشر هذه الفيروسات بالطرق التالية:

  • نقل الدم.
  • السعال أو العطس.
  • التقبيل.
  • الاتصال الجنسي.
  • مشاركة الطعام أو المشروبات أو أدوات الأكل.
  • زرع الأعضاء.

هل يمكن الإصابة بداء القبلة أكثر من مرة؟

معظم الناس يُصابون بداء القبلة مرة واحدة فقط، لكن يبقى فيروس إبشتاين بار في الجسم بشكلٍ غير نشط حتى بعد اختفاء أعراض الإصابة، وفي حال نُشِط الفيروس مرة أخرى، فإنه نادراً ما يسبب ظهور الأعراض، لكن حامل الفيروس سينشره إلى الآخرين، وقد يُصاب الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة بأعراض داء القبلة أكثر من مرة.

هل هناك فيروسات أخرى تسبب داء القبلة غير إبشتاين بار؟

نعم، على الرغم من أن فيروس إبشتاين بار يشكّل أكثر من 90% من حالات داء القبلة (كثرة الوحيدات)، لكن هناك فيروسات أخرى قد تسبب المرض أيضاً، وتضم هذه الفيروسات ما يلي:

ما أعراض داء القبلة؟

تختلف أعراض الإصابة بداء القبلة، إذ يمكن أن تكون خفيفة أو شديدة، وغالباً ما تظهر بشكلٍ تدريجي بعد الاحتكاك بشخصٍ مصاب بنحو 4-6 أسابيع، وتشمل الأعراض ما يلي:

  • تضخم الطحال أو الكبد.
  • التعب الشديد.
  • الحمى.
  • الصداع.
  • فقدان الشهية.
  • آلام العضلات أو ضعفها.
  • طفح جلدي.
  • التهاب الحلق.
  • تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة أو الإبطين أو الفخذ.

كيف يُشخَّص داء القبلة؟

يمكن تشخيص داء القبلة من خلال ملاحظة وجود عُقد لمفاوية منتفخة في الرقبة وظهور علامات تضخم الطحال أو الكبد، ويمكن لاختبارات الدم أن تكشف عن الأجسام المضادة التي يصنعها الجسم لمقاومة فيروس إبشتاين بار، بالإضافة إلى وجود عددٍ كبيرٍ من خلايا الدم البيضاء (الليمفاوية) التي تشير إلى الإصابة بالعدوى.

كيف يُعالَج داء القبلة؟

لا يوجد لقاح أو علاج لداء القبلة، إذ لا تعمل المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج الالتهابات البكتيرية على الفيروسات، وتركّز العلاجات المتوفرة على تخفيف الأعراض، وتشمل طرق رعاية مريض داء القبلة ما يلي:

  • الراحة والنوم.
  • شرب الكثير من السوائل لمنع الجفاف.
  • تناول مسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) التي تعمل على تخفيف الحمى والالتهاب والصداع وآلام العضلات.
  • الغرغرة بالماء المالح.
  • تجنّب ممارسة الرياضة، إذ يمكن للنشاط البدني أن يضغط على الطحال المتضخم، ما يزيد من خطر تمزقه. 

ما مضاعفات داء القبلة؟

يُعدُّ تضخم الطحال الذي قد ينفجر أكبر مصدر للقلق لداء القبلة، وإذا انفجر الطحال فمن الممكن أن ينزف في البطن ما يهدد الحياة ويتطلب جراحة طارئة. 

اقرأ أيضاً: رحلة الإيدز من الشمبانزي إلى مضادات الفيروسات القهقرية

كيف يمكن الوقاية من داء القبلة؟

لا يوجد لقاح لمنع الإصابة بداء القبلة، ويُعدُّ الحفاظ على قواعد النظافة من أفضل الطرق المقترحة لمنع الإصابة بالفيروسات المسببة لداء القبلة. وتتضمن طرق الوقاية عدم مشاركة الأطعمة أو المشروبات أو التعرض لسوائل الجسم من شخصٍ مصابٍ بمرض فيروسي ويظهر علامات داء القبلة مثل الحمى أو السعال أو التهاب الحلق أو التعب.

المحتوى محمي