ما هي الأمراض الجلدية التي قد نُصاب بها في المسابح أو البحر؟

تُعدّ السباحة وسيلة ممتعة لتبريد الجسم في جو الصيف الحار وشد العضلات واكتساب اللياقة، لكن هناك عدة حالات جلدية مرضية مثل الحروق والحكة والالتهابات التي قد تُصيب الشخص الذي يسبح سواء في البحر أو في حوض السباحة، فما هي هذه الحالات؟ وكيف يمكن علاجها والوقاية منها؟ 

اقرأ أيضاً: نصائح للحصول على جسم رشيق قبل موسم السباحة

حالات جلدية تُصيب الأشخاص بعد السباحة 

تشمل أبرز الحالات الجلدية التي تُصيب الأشخاص بعد السباحة في البحر أو أحواض السباحة ما يلي:

حروق الجلد بسبب أشعة الشمس

تُعدّ حروق الجلد الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس في المسبح أو البحر من ردود الفعل الالتهابية التي تُصيب الجلد عندما يتعرض لكمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية، وهي في الأساس عبارة عن حرق إشعاعي يُصيب الطبقات الخارجية من الجلد. تساعد صبغة الميلانين الموجودة في البشرة على الحماية من أشعة الشمس، وعندما تكون كمية صباغ الميلانين قليلة عند بعض الأشخاص سيكون من السهل تعرضهم لحروق الشمس.

يمكن علاج حالات حروق الجلد بسبب التعرض لأشعة الشمس من خلال ما يلي:

• شرب كميات كبيرة من الماء، لأن حروق الشمس قد تؤدي إلى الجفاف.
• وضع كمادات باردة على المنطقة المصابة.
• وضع مرطب أو هلام الألوفيرا أو غسول الكالامين للمساعدة على تهدئة حروق الشمس.
• تناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية لتقليل الانزعاج والالتهاب.
• عدم فقء البثور الناتجة عن الحروق إن وجدت، وتغطية المنطقة المصابة بضمادة الجروح لتقليل خطر العدوى والالتهاب.
• تجنب تقشير الجلد بنفسك، بل تركه يتقشر بشكلٍ طبيعي. 

يمكن الوقاية من حروق الجلد الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس من خلال دهن كريم واقٍ من الأشعة فوق البنفسجية على الجلد، وعدم السباحة في فترة الظهيرة وتقليل الوقت الذي تقضيه خارج المسبح وجلدك مكشوف ومعرض لأشعة الشمس.

طفح قمل البحر

هي حالة جلدية تظهر في شكل إصابة بطفح جلدي أحمر اللون مثير للحكة تحت ملابس السباحة بعد السباحة في البحر. لا علاقة لقمل الرأس بهذه الحادثة، بل سببها اليرقات الشفافة الصغيرة من قنديل البحر، فهي تولد خلال موسم الإباضة الصيفي للقنديل ويمكن أن تلتصق بشعرك أو تحت ملابس السباحة، ولهذا السبب يكون الطفح الجلدي أكثر بروزاً في الرقبة والظهر والصدر والبطن والفخذ والمؤخرة. 

يؤدي الضغط على اليرقات إلى إفراز سمومها، ما قد يسبب الشعور بوخز خفيف على مدار عدة ساعات، ومن بعدها يتشكل طفح جلدي.

لعلاج هذه الحالة يمكن استخدام الخل الموجود في المطبخ لإزالة قمل البحر وتخفيف الأعراض، عادةً ما يختفي الطفح الجلدي من تلقاء نفسه بعد أسبوع أو أسبوعين، ويمكن أيضاً لمضادات الهيستامين الفموية مثل بينادريل وكريم الهيدروكورتيزون أو غسول الكالامين أن تخفف الحكة والألم. قد تساعد الكمادات الباردة ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAID) مثل الإيبوبروفين أيضاً على تحسين الحالة.

يُعدّ ارتداء ملابس مناسبة للسباحة وسيلة تساعد على تجنب الإصابة بطفح قمل البحر.

اقرأ أيضاً: ما هو سبب ظهور البقع البنية في الجلد «الفطريات» وما علاجها؟

طفح الكلور

تستعمل المسابح الكلور بتراكيز منخفضة لتعقيم المياه، ولكن يمكن لهذا الكلور أن يزيل طبقة الزيوت الواقية التي يفرزها الجلد وتحميه من الجفاف، هذا يجعل الجلد جافاً وأحمر اللون ويُثير الحكة، ويمكن أن يؤدي طفح الكلور إلى تفاقم حالات الأكزيما لدى المصابين بها.

يمكن أن يساعد كريم الهيدروكورتيزون على تهدئة أعراض الطفح الجلدي الناتج عن الكلور، وعادةً ما يخف الطفح بعد بضعة أيام، ولكن يجب عدم الذهاب للمسبح بعد الإصابة بالطفح حتى يُشفى الجلد، وإلّا ستزداد الحالة سوءاً.

لمنع الطفح الجلدي الذي تسببه مياه المسابح، يجب عدم الاكتفاء بشطف الجسم بالماء فقط عند الخروج من المسبح، بل الاستحمام وغسل الجسم جيداً بصابون لطيف لإزالة بعض الطبقة التي يشكّلها الكلور على الجلد. بعض السباحين يستخدمون صابوناً خاصاً أو غسولاً للجسم مصمماً لإزالة الكلور.

حكة السبّاح

يمكن أن يتشكل هذا الطفح الجلدي بعد السباحة في المياه العذبة مثل البحيرات والبرك والأنهار، ويحدث بسبب طفيليات صغيرة تُسمَّى السركاريا تفرزها الحلزونات المصابة بهذا الطفيلي، حيث تحفّر الطفيليات في الجلد غير المغطى بملابس السباحة وقد تشعر بالوخز في أثناء حفرها بالإضافة لإثارتها رد فعل تحسسي. 

يظهر الطفح الجلدي عادةً في غضون 24 ساعة، ويظهر في شكل نقاط حمراء مثيرة للحكة في الأماكن التي دخلت فيها الطفيليات إلى الجلد، لكن يرقات هذه الدودة الطفيلية لا تستطيع العيش في جلد الإنسان فتموت بعد مدة قصيرة.

عادةً ما يختفي التهيج من تلقاء نفسه في غضون بضعة أيام إلى أسبوع، وفي تلك المدة يمكن تخفيف الحكة باستخدام كريم بينادريل والهيدروكورتيزون عن طريق الفم.

تنصح الدكتورة سلمى البرقاوي، استشارية أمراض الجلد والليزر والتجميل في عيادات ديرما الرياض، في تغريدة قامت بها على منصة إكس بتفادي المياه الموبوءة التي يمكن أن تحتوي على هذه الطفيليات وفرك البشرة بلطف بمنشفة بعد الخروج من السباحة للوقاية من هذه الحالة.

٩- حكة السباحين
بعد الخوض في المياه أو البحيرات الموبوءة بالطفيليات مما يتسبب في ظهور بقع حمراء صغيرة على المناطق التي لا تغطيها ملابس السباحة ،لتظهر بشكل حكة شديدة وبثور.
-الأطفال معرضون بشكل خاص لأنهم يميلون إلى البقاء في المياه الضحلة الدافئة.
🚫لتجنب حكة السباحين:
تجنب…

— د. سلمى البرقاوي (@salmaalbargawi) June 6, 2023

اقرأ أيضاً: كيف تتخلص من حساسية الجلد الناتجة عن التعرق؟

القوباء

هي حالة جلدية تظهر في شكل بثور صفراء أو قشور مثيرة للحكة بعد قضاء اليوم في المسبح، وتنتشر هذه العدوى البكتيرية بسهولة من خلال الاتصال الوثيق بالبكتيريا المسببة لها، وتنمو هذه البكتيريا بشكلٍ كبير في المناشف الرطبة. تُعدّ هذه العدوى أكثر شيوعاً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات ولكنها قد تُصيب الأطفال الأكبر سناً والبالغين أيضاً.

تظهر العلامات الأولى للإصابة بعد نحو 10 أيام من التعرض للبكتيريا المسببة للقوباء، وتحدث العدوى على مرحلتين الأولى تنفتح فيها تقرحات حمراء مليئة بالسوائل ومثيرة للحكة حول موقع التعرض، وبعد بضعة أيام، تتكون قشور صفراء فوق القروح.

تلتئم هذه القشور خلال 2-3 أسابيع وعادةً لا تترك ندبة، ويصف الطبيب عادةً المضادات الحيوية عن طريق الفم أو كريمات المضادات الحيوية الموضعية لتقليل الأعراض ومنع انتشار العدوى.

الطفح الجلدي الناتج عن حوض الاستحمام الساخن

تحب البكتيريا العيش في الماء الساخن الذي لم يعقّم بالكلور بشكل كافٍ، ويكون الجلد أسهل في الاختراق عندما يكون دافئاً، لذا فهو يخلق البيئة المثالية لحدوث العدوى.

يُعرف طفح حوض المياه الساخن باسم التهاب بصيلات الشعر بسبب حوض الاستحمام الساخن، وهي عدوى تُصيب بصيلات الشعر نتيجة الإصابة ببكتيريا الزائفة الزنجارية، ويلاحظ معظم الأشخاص ظهور البثور بعد نحو 12 إلى 48 ساعة من التعرض للبكتيريا، وتظهر الإصابة في شكل نتوءات حمراء زاهية قد تكون مليئة بالقيح على أي جزء من الجسم به شعر، ولكنها تميلُ إلى أن تكون أسوأ في المناطق التي تغطيها ملابس السباحة.

عادةً ما يختفي الطفح الجلدي في غضون بضعة أيام، ويمكن استخدام الكالامين عن طريق الفم للمساعدة على تخفيف الحكة. 

لسعات قنديل البحر

تسبب معظم لدغات قنديل البحر والقناديل البحرية ألماً وحرقاً فوريين قد يستمران عدة ساعات بسبب السم الذي تحتوي عليه، ويمكن تخفيف أعراض اللسعة بشكلٍ كبير من خلال اتباع النصائح التالية: 

• شطف المنطقة الملسوعة بالخل.
• عدم شطف اللسعة بالماء العادي، لأنه قد يؤدي إلى إطلاق المزيد من السموم.
• عدم التبول على اللسعة، قد يؤدي البول إلى تفاقم اللسعة وزيادة الألم.
• استخدم الملقط لإزالة أي بقايا عالقة على الجلد، ويجب عدم كشطها ببطاقة ائتمان أو أي أداة كشط أخرى، فذلك سيؤدي إلى إطلاق المزيد من السم من اللسعات.

اقرأ أيضاً: ما الإسعافات الأولية التي تُقدَّم عند التعرُّض للسعة قنديل البحر؟

بعد فترة وجيزة من التعرض للسعة القنديل، سيظهر خط من الندوب الحمراء في المكان الذي لامستك فيه المجسات، قد تعاني الحكة والتورم، وقد يُصاب بعض الأشخاص بالشرى أو البثور. 

يمكن أن تساعد أدوية البينادريل ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية والهيدروكورتيزون على تقليل الألم والالتهاب الذي من المفترض أن يختفي بعد أسبوع أو أسبوعين من التعرض للَّسع.