لماذا يُستأصل البنكرياس؟ وهل يمكن للإنسان أن يعيش دونه؟

3 دقيقة
لماذا يُستأصل البنكرياس؟ وهل يمكن للإنسان أن يعيش دونه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Tattoboo
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تؤدي الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مثل التهاب البنكرياس أو السرطان إلى الاضطرار لاستئصاله، وبالتالي يصبح على المريض العيش دون بنكرياس، فهل يمكنه ذلك؟ وما الذي عليه تغييره في حياته ليتكيّف مع حالته الصحية الجديدة؟

ما أهمية البنكرياس؟ 

البنكرياس هو غدة تقع في البطن، تحت المعدة، بحجم اليد، لها رأس مستدير يقع عند الاثني عشر، وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، ويمتد جسم البنكرياس المستدق بين المعدة والعمود الفقري.

يحتوي البنكرياس على نوعين من الخلايا، ينتج كل منهما موادَّ مختلفة عن الآخر:

  • خلايا الغدد الصماء: تنتج هرمونات الإنسولين والغلوكاغون والسوماتوستاتين وغيرها، والتي تُفرَز إلى مجرى الدم مباشرة. يساعد الإنسولين على خفض نسبة السكر في الدم، ويرفع الغلوكاغون نسبة السكر في الدم، أمّا السوماتوستاتين فينظّم إفراز كلٍ منهما.  
  • خلايا خارجية الإفراز: تنتج الإنزيمات التي تساعد على هضم الطعام في الأمعاء، ومنها البروتياز الذي يفكك البروتينات، والأميلاز الذي يهضم الكربوهيدرات، والليباز الذي يكسر الدهون. تتدفق هذه الإنزيمات الهاضمة عبر القناة البنكرياسية إلى الاثني عشر. يُطلق الكبد والمرارة أيضاً العصارات الهضمية والمواد الكيميائية الأخرى في الاثني عشر، ما يسمح لهذه الأعضاء بالعمل معاً لمساعدة الجسم على امتصاص الطعام، وأن أي خلل في هذه العملية يؤدي إلى سوء التغذية.

اقرأ أيضاً: ما أعراض سرطان البنكرياس؟

متى يُستَأصل البنكرياس؟

تشمل الأمراض التي قد تتطلب جراحة إزالة البنكرياس ما يلي:

  • التهاب البنكرياس المزمن الذي تسببه الإنزيمات الهاضمة، ويتكرر مراراً دون علاج فعّال، ويسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي. فتُجرى الجراحة أحياناً لتخفيف آلام التهاب البنكرياس عندما لا تنجح الطرق الأخرى من العلاج.
  • سرطان البنكرياس والسرطانات الموضعية في الأعضاء الأخرى القريبة منه، والتي يمكن أن تنتشر إليه وإلى أجزاء أخرى من الجسم. يُعدّ سرطان البنكرياس قاتلاً خلال أقل من 5 سنوات من الإصابة، وهو من السرطانات الصعبة التشخيص في المراحل المبكرة.
  • الأمراض الوراثية مثل الإصابة بالأورام الكيسية السابقة للتسرطن وتُسمّى الأورام المخاطية الحليمية داخل القنوات، ويُستأصل فيها كامل البنكرياس درءاً لخطر الإصابة بالسرطان في المستقبل.
  • إصابة شديدة في البنكرياس تسبب ضرراً شديداً تصبح فيه هناك حاجة إلى إزالة البنكرياس.
  • انخفاض سكر الدم بسبب فرط الإنسولين.

جراحة استئصال البنكرياس

تبعاً للضرر الذي أصاب البنكرياس، قد يُزال جراحياً جزء منه، أو قد يُستأصل بالكامل، ولأن العديد من الأعضاء ملاصقة للبنكرياس، قد يُضطر الجراح إلى إزالة الاثني عشر (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة) والطحال وجزء من المعدة والمرارة ونهاية القناة الصفراوية وبعض العقد الليمفاوية القريبة من البنكرياس.

بعد الاستئصال، يعيد الجرّاح توصيل المعدة وكل ما تبقى من القناة الصفراوية إلى الجزء الأوسط من الأمعاء الدقيقة. يستغرق الإجراء بأكمله نحو ثلاث إلى أربع ساعات.

في بعض الحالات، مثل التهاب البنكرياس، قد يعيد الطبيب زراعة خلايا جزر لانغرهانس في الكبد، والتي تنتج الإنسولين من البنكرياس المستأصل في عملية زرع ذاتي، ما يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم. ولا يُطبَّق هذا الإجراء إذا كان السرطان سبب الاستئصال خشية زرع خلايا سرطانية في الكبد.

اقرأ أيضاً: حمى وعسر الهضم: دليلك إلى أعراض وعلاج التهاب البنكرياس

كيف يعيش الإنسان دون البنكرياس؟

بعد استئصال البنكرياس، يُصاب المريض بداء السكري إن لم يعاد زرع خلايا جزر لانغرهانس، لذا يصبح في حاجة إلى حقن الإنسولين لضبط نسبة السكر في الدم. كما ستقل قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام. ولن يتمكن الجسم من تصنيع الإنزيمات اللازمة لهضم الطعام، وبالتالي على المريض تناول حبوب بديلة للإنزيم قبل تناول الطعام، منعاً للإصابة بالإسهال أو البراز الدهني، أو زيادة خطر الإصابة بالعدوى والمواد السامة التي تتشكل في الأمعاء. ومن دون حقن الإنسولين وحبوب الإنزيمات لا يمكن أن يعيش الإنسان دون بنكرياس.

يجب على المريض أيضاً اتباع نظام غذائي مناسب لمرضى السكري، بحيث تتضمن الوجبة:

  • الخضروات مثل الفطر والفلفل والقرنبيط والفاصوليا الخضراء والطماطم.
  • البروتين الخالي من الدهون مثل الدجاج والسمك واللحوم الخالية من الدهون.
  • الكربوهيدرات الصحية مثل الأرز البني والكينوا والشوفان والفاصولياء ومعكرونة الحبوب الكاملة.

اقرأ أيضاً: نصائح أخصائيي التغذية لتحسين نوعية النظام الغذائي الخاص بمرضى السكري 

يمكن للإنسان أن يعيش دون بنكرياس في حال تناول الأدوية بانتظام فقط، واتباع النظام الغذائي المناسب، مع الحفاظ على النسبة الطبيعية من سكر الدم دون زيادة أو نقصان، بالإضافة إلى ممارسة الرياضات الخفيفة مثل المشي.