تقنية فيزر هي إجراء تجميلي يزيل الدهون من تحت الجلد وينحت الجسم، تتميز "بقدرٍ قليلٍ من التدخل الجراحي، وبأنها تدمر الخلايا الدهنية المتمركزة بعمق أسفل اللفافة السطحية على نحو انتقائي، وتُعدّ أفضل بديل معروف للتكنولوجيا التقليدية"، وفقاً لما ورد في دراسة منشورة في المجلة الأميركية لصحة الرجل (American Journal of Men's Health) عام 2016. لذلك، دعونا نتعرف في هذا المقال إلى مبدأ هذه التقنية وميزاتها وآثارها الجانبية.
اقرأ أيضاً: ما الذي تحتاج إلى معرفته عن جراحة نحت الجسم التجميلية؟ وما فوائدها ومضارها؟
ما مبدأ عمل تقنية فيزر لشفط الدهون ونحت الجسم؟
فيزر VASER هو الاسم المختصر لـ (Vibration Amplification of Sound Energy at Resource) ويقابله بالعربية "تضخيم اهتزازات الطاقة الصوتية بالرنين"؛ ومثلما يوحي الاسم، تستخدم هذه التقنية الموجات فوق الصوتية لتكسير الخلايا الدهنية وتفتيتها وتحريرها على نحو فعّال من الأنسجة العميقة، ومن ثَمَّ شفطها. وعلى عكس طرق شفط الدهون التقليدية، يوفّر شفط الدهون بتقنية فيزر أسلوباً أكثر دقة وتحكماً ولطفاً في إزالة الدهون، ما يضمن الحد الأدنى من الضرر للأنسجة السليمة المحيطة.
بكلمات أخرى، تستطيع هذه التقنية تفكيك الاتصال ما بين الأنسجة الدهنية والعضلات الموجودة تحتها دون الإضرار بالأنسجة الصحية الأساسية، وهو ما يمنحها سمعة طيبة في نحت الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من أن عمليات شفط الدهون تُغيّر الطريقة التي يعمل بها التمثيل الغذائي في الأجسام بعد التخلص من الدهون، فإن الباحثين في الدراسة التي ذُكِرت في المقدمة توصلوا إلى أن عملية شفط الدهون بتقنية فيزر حسّنت لديهم الحساسية للإنسولين في غضون أشهر بعد الإجراء.
اقرأ أيضاً: ما تحتاج إلى معرفته قبل الخضوع للجراحة: دليلك للاستعداد قبل الجراحة
كيف تُجرى عملية شفط الدهون باستخدام تقنية فيزر؟
تُجرى العملية تحت التخدير العام أو الموضعي؛ حيث يُحقن محلول ملحي ممزوج بالمخدر في المنطقة المستهدفة لتسهيل العملية، من ثَمَّ تُدخل مجسات الموجات فوق الصوتية من خلال شقوق صغيرة لتفتيت الأنسجة الدهنية، يليها شفط الدهون لاحقاً باستخدام أنبوب دقيق يُمرر عبر الشقوق نفسها. غالباً ما تُترك بعض السوائل في الجسم لتخدير الألم بعد العملية، لكن الجسم يمتصها تدريجياً خلال الأيام التالية.
المناطق التي يمكن استهدافها
يمكن شفط الدهون بالفيزر من مناطق مختلفة من الجسم، ما يسمح للمرضى بمعالجة مناطق محددة من المشكلات وتحقيق أهدافهم الجمالية المرغوبة؛ مثل:
- الذراعان.
- الصدر.
- الذقن.
- الرقبة
- أعلى الظهر.
- الخصر.
- البطن.
- الوركان.
- الفخذان.
- الأرداف.
يُذكر أن الشخص المرشح لإجراء هذه العملية ينبغي أن يكون سليماً صحياً وغير مدخن ولا يعاني وجود مرض نزيفي في العائلة، كما ينبغي أن يكون وزنه ضمن الحدود المقبولة ولا يعاني السمنة (مؤشر كتلة الجسم أقل من 32)، ويتمتّع بمرونة جلدية جيدة.
اقرأ أيضاً: 7 أسئلة يجب على كبار السن المرضى طرحها قبل الخضوع لعمل جراحي
المخاطر المحتملة لاستخدام تقنية فيزر وآثارها الجانبية
على الرغم من أن عملية شفط الدهون بالفيزر تُعدّ منخفضة المخاطر عموماً، فإن ثمة بعض الآثار الجانبية المحتملة التي يجب الانتباه إليها، مثل:
- كدمات أو وذمات.
- ألم في مواقع شفط الدهون.
- فرط تصبغ الجلد أو عدم انتظام الجلد.
- تورم مستمر لأيام أو أسابيع بعد العملية.
- جلد مترهل لا يلتصق بشكل الجسم الجديد.
- تندب.
- عدم تناسق.
- الإفراط في الشفط مثل وجود انخفاض في الجلد أو عدم انتظام محيطي، أو نقص في الشفط مثل ترك دهون زائدة في أجزاء من المنطقة التي تعرضت الشفط (غالباً ما تُصحح هذه المشكلات بعد عدة أشهر من العملية).
لتقليل الآثار الجانبية المحتملة ينبغي اختيار طبيب مؤهل وذي خبرة، والاستفسار عن تجربته في هذا الإجراء، وطلب صور قبل وبعد لتقييم نتائجه. يُشار إلى أنه من الضروري طلب الرعاية الصحية في حال ظهور بعض الأعراض خلال الأيام القليلة التالية لهذا الإجراء؛ مثل:
- ظهور إفرازات خضراء أو صفراء من شقوق العملية.
- غثيان أو دوخة أو قيء.
- حمى.
- ضيق في النفس.
- تعب أو إرهاق.
عموماً، ما يُميّز هذه التقنية عن الطرق التقليدية هو القدرة على استهداف رواسب الدهون العنيدة وإزالتها مع الحفاظ على سلامة العضلات والجلد والأنسجة المحيطة، بالإضافة إلى تحسين نحت الجسم، وانخفاض خطر الإصابة بمضاعفات العدوى والتندب والنزيف والكدمات والصدمات، كما تحتاج إلى وقت أقل للتعافي.
اقرأ أيضاً: إليك الأعراض الجانبية الشائعة بعد العمليات التجميلية
التحضير للعملية وعملية التعافي بعدها
قبل إجراء العملية، يجب على المريض إخبار الطبيب عن أي أدوية يتناولها، وتجنب تناول الأدوية المميعة للدم مثل الإيبوبروفين أو المكملات العشبية خلال الأسبوعين السابقين للإجراء، كما ينبغي الالتزام بتعليمات الطبيب، مثل الامتناع عن الطعام أو الشراب أو التدخين قبل موعد العملية بوقتٍ محدد وما إلى ذلك.
بعد الجراحة، على المريض توقع حدوث كدمات وتورم في المناطق المعالَجة، بالإضافة إلى أنه قد تسيل من الجروح بعض السوائل خلال 24-48 ساعة تالية (محلول ملحي)، ما يستدعي تغيير الضمادات القطنية، كما سيحتاج المريض إلى ارتداء الملابس الضاغطة عدة أسابيع بعد العملية.
وينبغي أخذ وقت التعافي في الاعتبار؛ إذ حتى لو كان المريض قادراً على القيام بالأعمال المكتبية بعد العملية مباشرةً، فهذا لا يعني أنه أمر مستحسن، إذ من المفروض نيل قسط كافٍ من الراحة عدة أيام حسبما يوصي الطبيب من أجل منع حدوث المضاعفات، خصوصاً العدوى. غالباً ما تكون نتائج عملية شفط الدهون بالفيزر دائمة، لكن ينبغي اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام حتى لا يستعد الجسم رواسب الدهون التي أزيلت.