تتداخل اضطرابات النوم مع جوانب عدة من حياتنا، ويؤثّر الأرق بشكلٍ كبير على نوعية اليوم الذي نخوضه، حتى إن طريقة تفكير الشخص وتصرفاته في اليوم التالي لليلةٍ يملؤها الأرق تتبدل مقارنة بتصرفاته وتفكيره بعد ليلة نوم هنيئة، الأمر الذي يجعل محاربة الأرق واضطرابات النوم بشتى أشكالها أولوية لدى المرضى الذين يعانونها، ولكن هل يعني هذا أن تناول الأدوية المنومة ضرورة لدى الجميع في هذه الحالة؟
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن الكيتامين الذي تُشير إليه أصابع الاتهام بالتسبب في وفاة بطل مسلسل فريندز؟
هل تُستخدم الأدوية المنومة لعلاج الأرق فقط؟
على الرغم من أن الأدوية المنومة مصممة لتسبب شعوراً بالنعاس لمَن يتناولها ويؤدي إلى توفير نوم هانئ له خلال الليل، ولهذا تُستخدم بشكلٍ رئيسي لدى الأشخاص الذين يعانون الأرق، فإن هذا ليس الاستخدام الوحيد لها.
إذ يمكن استخدام بعض أدوية النوم أيضاً، بما في ذلك الميلاتونين على سبيل المثال، لعلاج اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية، والتي تحدث عندما تكون الساعة الداخلية للشخص غير متوافقة مع دورة الليل والنهار، أي لا يُفرَز لديه الميلاتونين عند غياب الضوء وحلول الظلام كما يحدث في الحالة الطبيعية.
من جهة أخرى، يعاني بعض الأفراد اضطرابات الرحلات الجوية الطويلة بين المناطق التي تشهد فرقاً بالتوقيت بصورة كبيرة، وعندئذ يكون استخدام الميلاتونين فعّالاً. وينطبق ذلك على الأشخاص الذين يعملون ليلاً، إذ يمكن أن يستفيدوا من الميلاتونين لتنظيم نومهم خلال النهار.
متى تُستخدم الأدوية المنومة؟
يوصي مقدمو الرعاية الصحية بالحبوب المنومة في الحالات التالية:
- الحاجة إلى المساعدة الفورية لحل مشكلات النوم، وهذا يحدث عند الأرق عدة أيام متواصلة.
- محاولة اللجوء لتعديل روتين ما قبل النوم وبقاء الشكوى من صعوبة النوم على الرغم من ذلك.
- التخطيط لأخذ الدواء فترة مؤقتة فقط لا تتجاوز عدة أسابيع.
- علاج حالات صحية أخرى مثل مثل الباراسومنيا أو متلازمة تململ الساق، إذ تُساعد هذه الأدوية أيضاً على معالجة الأعراض.
اقرأ أيضاً: أفضل 7 مكملات غذائية لإنقاص الوزن
هل الأدوية هي العلاج الوحيد لاضطرابات النوم؟
يمكن معالجة العديد من مشكلات النوم دون أي أدوية للنوم على الإطلاق. وفي الواقع، يُفضل اللجوء إلى الأساليب غير الطبية كخط علاجي أول، وخاصةً عند كبار السن.
والبديل الراسخ للأدوية المنومة هو العلاج السلوكي المعرفي للأرق والذي يساعد على إعادة توجيه النوم بشكلٍ صحيح عند الأفراد وترسيخ الأفكار الإيجابية حوله، واكتساب استراتيجيات تشجّع على النوم بشكلٍ أكثر تنظيماً.
من جهة أخرى، غالباً ما تكون تحسينات بيئة النوم والعادات اليومية كفيلة بإعادة نسق النوم إلى الطريق الصحي وتحسين اتساقه. وتتضمن العادات اليومية تحديد جدول نوم قياسي، وتقليل تناول الكحول والكافيين، وتحسين بيئة غرفة النوم، واتباع روتين ليلي منتظم يوفّر الراحة قبل الاستعداد للنوم.
ما التحذيرات التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند أخذ الأدوية المنومة؟
في البداية ينبغي على الأفراد جميعهم استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل الشروع بأخذ الأدوية المنومة، وخاصةً مرضى الكليتين ومرضى انخفاض ضغط الدم ومرضى القلب، أو المرضى الذين يعانون تاريخاً من النوب الاختلاجية.
وأبعد من ذلك، قد يتسبب تناول الحبوب المنومة الموصوفة بحدوث الإدمان، إذ يسهل الاعتماد على الأدوية المنومة ويُساء استخدامها بشكلٍ كبير. ومن النصائح التي تساعد على استهلاك الأدوية المنومة الموصوفة بأمان ما يلي:
- الحصول على تقييم طبي دوري قبل الشروع بأخذ الدواء وفي أثناء استخدامه.
- قراءة دليل الدواء إذ يساعد ذلك على فهم كيفية عمل الدواء ومتى وكيف نتناوله وما الآثار الجانبية التي من المتوقع أن نواجهها.
- تجنب تناول الحبة المنومة إلى قبل وقت النوم بـ 30 دقيقة إذ يمكن أن يؤدي تناولها بشكلٍ أبكر إلى جعل الشخص أقل وعياً وأقل يقظةً، ما يعرّضه للخطر في أثناء القيادة على سبيل المثال أو عند الخروج من المنزل.
- الحذر من الآثار الجانبية ومراقبة الآثار الجانبية التي يسببها الدواء، فإذا كان الدواء يسبب شعوراً بالنعاس أو الدوار في أثناء النهار أو في حال مواجهة أي آثار جانبية مزعجة أخرى، عندئذ ينبغي التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية، فقد يقترح إما تجربة دواء مختلف أو تغيير الجرعة أو الإقلاع عن تناول الحبوب.
- تجنب الكحول، فمن المهم للغاية الحذر من الخلط بين الكحول والحبوب المنومة، وذلك يعود إلى أن الكحول يزيد من التأثير المهدئ للحبوب، وحتى يمكن لاستهلاك كمية بسيطة من الكحول أن تسبب الشعور بالارتباك أو الإغماء، وقد يؤدي إلى تباطؤ التنفس في الحالات المتقدمة.
- ضرورة تجنب تناول الحبوب المنومة مع الأدوية الأفيونية إذ يكون الجمع بين المواد الأفيونية والحبوب المنومة خطيراً على الصحة، حيث يعزز هذا المزيج التأثير المهدئ للحبوب وقد يصل الأمر إلى توقف التنفس في الحالات الشديدة.
- الإقلاع عن الأدوية المنومة بشكلٍ تدريجي وتحت إشراف الطبيب أو الصيدلاني. من الطبيعي أن يواجه الشخص بعض الأرق المرتد القصير الأمد في أثناء استخدامها، والذي لن يستمر فترة تتجاوز عدة أيام ومن ثم يستقر نوم الشخص من جديد.
اقرأ أيضاً: ما مخاطر أدوية تخفيف الوزن الرائجة؟