ما الأنظمة الغذائية التي اتبعها العباقرة مثل ستيف جوبز وبيكاسو لزيادة التركيز؟

ربما سمعنا عبارة "عليك أن تأكل جيداً لكي تدرس وتحصل على نتائج عالية في المدرسة" عدة مرات من أهلنا أثناء الدراسة، وبالفعل هذه العبارة صحيحة لأن الدماغ بحاجة إلى عناصر غذائية معينة لكي يعمل بكفاءة عالية. ويمكن معرفة أنواع الأغذية التي تنشط الذاكرة والتركيز من خلال دراسات علوم الأغذية والاستفادة من الأنظمة الغذائية للعباقرة مثل أينشتاين وبيتهوفن وغيرهما.

الأغذية التي تناولها العباقرة

يوجد العديد من العلماء والمفكرين الذين لا يتحدثون عن الأغذية التي يتناولونها، لكن لحسن الحظ هناك سجلات موثّقة عن النمط الغذائي لبعضهم ويذكرون أثره الإيجابي الواضح على صحتهم وطريقة تفكيرهم، ومن أهم هؤلاء العباقرة:

1. فيثاغورث

تجنب الفيلسوف وعالم الرياضيات الشهير فيثاغورث في القرن السادس قبل الميلاد تناول اللحوم، والتزم بنظام غذائي نباتي هو وأتباعه، وكان يكره تناول الفاصولياء بشدة لدرجة أنه عندما كان مطارداً من قبل أعدائه ليقتلوه، رفض الهرب عبر حقل للفاصولياء فقتلوه.

2. أفلاطون

يعتبر الفيلسوف أفلاطون أن النظام الغذائي المثالي يتكون من الحبوب والبقوليات والفواكه والحليب والعسل والأسماك، وينصح باستهلاك اللحوم والحلويات بكميات معتدلة، ويعد الإفراط في الطعام سبباً رئيسياً للإخلال بصحة الإنسان.

3. ابن سينا

لا يمكن إنكار فضل العالم والطبيب المسلم ابن سينا على البشرية والطب بشكل عام، ومن الأطعمة التي كان ينصح بتناولها السمسم وماء الكوسا والقرنبيط واللوز والعسل.

4. أينشتاين

يذكر الفيزيائي الألماني أينشتاين أنه تناول اللحوم حتى سن البلوغ، لكن بسبب المرض طلب منه الطبيب الالتزام بحمية متوازنة من اللحوم والكربوهيدرات البسيطة، وكان يحب تناول المعكرونة وكان مدخناً للغليون، وفي آخر سنوات عمره أصبح نباتياً بشكل كامل دون تناول اللحوم والدهون والأسماك، ويقول بهذا الخصوص: "التحول إلى نظام غذائي نباتي سوف يفيد الصحة ويزيد من فرص البقاء على قيد الحياة على الأرض". وتميز أينشتاين بعدد ساعات نوم طويل نسبياً، إذ كان ينام لمدة 10 ساعات يومياً بالإضافة لقيلولة كان يأخذها خلال اليوم.

5. تشارلز داروين

اتبع عالم الأحياء المثير للجدل داروين حمية غذائية غريبة، إذ كان يتناول معظم اللحوم المختلفة للحيوانات التي كان يكتشفها، ومنها لحم البط والبومة والصقور وغيرها، وفي أواخر سنين عمره كان يأخذ بضع قطرات من حمض الكلور الممزوج مع الفلفل الحار والزنجبيل من أجل صحة معدته.

6. نيكولا تيسلا

كان العالم الفيزيائي تيسلا يشرب الكثير من الماء والحليب، ويتجنب الأطعمة الحامضية وبشكل خاص الأسماك، لأنها على حد قوله تحتوي على كمية كبيرة من الفوسفور وتنتج تفاعلاً حمضياً قوياً يؤثر على أمعائه، وكان يتناول الخضروات الطازجة واللحوم بشكل نادر.

يُعرف عن تيسلا أن نومه كان قليلاً، إذ كان ينام لمدة ساعة واحدة ثم يستيقظ، وهذا النمط من الراحة يشبه نمط العالم ليوناردو دافنشي.

7. ماري كوري

عُرف عن الحائزة على جائزتي نوبل في الفيزياء والكيمياء ماري كوري أنها كانت مهملة في نظامها الغذائي، وبشكل خاص في المراحل الأولى من دراستها، حيث كانت تأكل بعض القطع من الخبز والزبدة مع الشاي ما سبب إغمائها من الجوع عدة مرات.

8. لينوس باولينغ

كان مشهوراً عن عالم الكيمياء الأميركي لينوس باولينغ، الحائز جائزة نوبل في الكيمياء عام 1954 لاكتشافه الروابط الكيميائية. فهو ينصح بتناول فيتامين سي بكثرة من أجل تفادي الإصابة بالأمراض، وكان يعتقد أن على البشرية إنفاق مبالغ طائلة لمعرفة النمط الغذائي البشري الأفضل للصحة.

9. نيل ديغراس تايسون

يتناول عالم الفيزياء الفلكية المعاصر نيل ديغراس تايسون وجبة فطور غنية بالحبوب الكاملة والبروتين والفاكهة، فهو يحاول اتباع نمط غذائي صحي في حياته.

10. جان بول سارتر

تناول الفيلسوف الفرنسي سارتر نحو 12 قرصاً من دواء الأمفيتامين يومياً، وهو دواء ينشّط الجهاز العصبي المركزي ويزيد من القدرة على التركيز وتنبيه العقل، لكنه من الأدوية التي تسبب الإدمان.

11. بابلو بيكاسو

قام الفنان العالمي بيكاسو باتباع حمية غذائية توافق طبعه غريب الأطوار، إذ قرر استهلاك المياه المعدنية والحليب والخضروات والأسماك ومهلبية الأرز والعنب فقط في آخر سنوات حياته.

12. فرنسيس بيكون

كان الفنان الأيرلندي بيكون يعاني من مشكلة في التمثيل الغذائي، إذ كان يتناول عدة وجبات غنية في اليوم ويشرب الكثير من المنبهات، كما تناول الثوم وتجنب صفار البيض والحلويات والقهوة، لكن أثّر هذا النظام الغذائي على صحته لاحقاً.

13. ستيف جوبز

كان المخترع ورائد الأعمال الأميركي ستيف جوبز نباتياً، وتجنب اللحوم لفترة طويلة من حياته، وكان يتناول الكثير من الجزر، ومارس عدة حميات غذائية، فامتنع عن تناول الفاكهة لمدة عام كامل، وأحب تناول نوع واحد من الطعام لمدة أسابيع، وكان يأكل التمر واللوز ويمارس الصيام طوال الأسبوع.

14. توماس إديسون

اتبع مخترع المصباح الكهربائي إديسون حمية غذائية وصفت الحليب بأنه علاج صحي كافٍ للجميع، وكان من أكبر مناصري الطب الوقائي، لكن من الممكن أن يكون نظامه الغذائي هذا سبباً لإصابته بداء السكري، نظراً لاحتواء الحليب على نسبة عالية من السكر بشكل طبيعي.

15. لودفيغ فان بيتهوفن

اعتمد الموسيقار العالمي بيتهوفن على القهوة بشكل كبير، وكان يحتسي يومياً كوباً من القهوة يحتوي على 60 حبة بن أحصاها هو بنفسه، وكتب المؤلف باخ عن إدمان القهوة بشكل ساخر في إحدى مسرحياته.

أهم الأطعمة التي تساهم في تحسين وظائف الدماغ

بالإضافة للأنظمة الغذائية التي اعتمدها المبدعون عبر التاريخ، هناك عدة أطعمة أُثبتت فعاليتها العلمية في تحسين وظائف الدماغ، وأهمها ما يلي:

الأفوكادو: ويعد غنياً بمادة اللوتين التي تحسّن من الذاكرة ومهارات حل المشكلات.
البيض: يحتوي البيض على السيلينيوم والكلور، ومن المعروف أنهما يقومان بتعزيز الذاكرة والتركيز.
الشوكولاتة الداكنة: إذ تذكر دراسة نُشرت في دورية نيتشر عام 2013 أجرتها العالمة بياتريس غولومب، أن هناك علاقة إحصائية بين استهلاك الدول للشوكولاتة وعدد الحاصلين على جائزة نوبل من تلك الدول، ومن المعروف أن الشوكولاتة الداكنة بشكل خاص تحتوي على الألياف والحديد والمغنيزيوم ومادة الفلافونويد التي تحسّن من وظيفة الأوعية الدموية ما يزيد تدفق الدم للدماغ.
المخللات: تساعد المخللات في زيادة كفاءة الأمعاء عن طريق البروبيوتيك، وهي بكتيريا صحية تساعد في التأثير الإيجابي على الدماغ.
التوت: إذ تسهم مضادات الأكسدة الموجودة في التوت والفواكه البرية في القضاء على الجذور الحرة التي تتلف الخلايا العصبية في الدماغ عند تراكمها.
الخضار الورقية: تعد الخضار الورقية الغامقة مصدراً غنياً بالفيتامينات والمعادن التي تحسّن من النقل العصبي في الجسم.
الأسماك: حيث تحتوي الأسماك على زيوت أوميغا 3 التي تقي من الإصابة بالخرف وألزهايمر، وتقلل من التعب الذهني بعد أداء مهمات صعبة مثل حل مسألة رياضيات معقدة.
الكركم: وهو نوع من التوابل يتميز بمادة الكركمين التي تساعد على نمو الخلايا العصبية ومنعها من التدهور، ويقلل من الاكتئاب ويحسّن الذاكرة.
الفلفل: ويؤثّر بشكلٍ إيجابي على القدرات المعرفية عن طريق مركب الكابسيسين الفعّال الموجود في تركيبه، حيث يفيد في تقليل التوتر وزيادة التركيز.

لا يمكننا اعتبار نظام غذائي معين أو طعام محدد يخلق عباقرة، لكن من الممكن أن نزيد من كفاءة تركيزنا ووظائفنا الذهنية من خلال بعض الأطعمة والعناصر، فيصبح تفكيرنا أكثر حدة ويقظة، لنبدع في أعمالنا ومهامنا ونجعلها أفضل.