محليات طبيعية: بدائل صحية للسكر للمصابين ببعض الأمراض المزمنة

4 دقيقة
محليات طبيعية: بدائل صحية للسكر للمصابين ببعض الأمراض المزمنة
حقوق الصورة: shutterstock.com/Eskymaks

تخيل يومك دون الطعم الحلو للسكر، بالنسبة للبعض قد يكون ذلك صعباً إن لم يكن مستحيلاً، لكن استهلاك السكر يرتبط أيضاً بمشكلات صحية، خاصة بالنسبة لأولئك المصابين بأمراض مزمنة.

لحسن الحظ، يوجد عدد كبير من المُحلّيات الطبيعية التي تقدّم الحلاوة التي نتوق إليها دون التعرض للمخاطر الصحية المرتبطة بالسكر، ما يجعلها مناسبة لحالات مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومشكلات الجهاز الهضمي وغيرها، فما هذه المُحلّيات؟

مُحلّيات طبيعية لمرض السكري

يعاني مرضى السكري من النوع الأول مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا المسؤولة عن إنتاج هرمون الإنسولين المُنظِم للغلوكوز في الدم، أمّا في حالة الإصابة بالسكري من النوع الثاني فيعاني المريض عدم قدرة الإنسولين على إدارة الغلوكوز. وفي كلا النوعين يواجه الجسم مشكلة في استخلاص الغلوكوز من الدم وإرساله إلى الخلايا. فإذا ارتفعت مستوياته في الدم إلى مستويات عالية قد تحدث مضاعفات مرتبطة بمرض السكري مثل تلف الأعصاب وأمراض القلب، لذا يحتاج مرضى السكري إلى مُحلّيات خاصة تمنح الطعم الحلو دون أن ترفع من نسبة السكر في الدم. ومن أهم المُحلّيات الطبيعية التي يمكن لمرضى السكري استخدامها:

  • الستيفيا: هو مستخلص أوراق نبات ستيفيا ريبوديانا (Stevia rebaudiana)، وهو أكثر حلاوة من سكر المائدة بنحو 300 مرة وخالٍ من السعرات الحرارية. حددت لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية المعنية بالمضافات الغذائية مستوى المدخول اليومي المسموح به من ستيفيول غليكوسيدات عند 0-4 مليغرامات لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
  • التاغاتوز: هو شكل من سكر الفركتوز الذي يعد أحلى من سكر المائدة بنحو 90%، وأقل سعرات حرارية بنسبة 60%. يوجد عادة في الفواكه مثل التفاح والبرتقال والأناناس، كما يمكن الحصول عليه من لاكتوز الحليب. 
  • شراب الياكون: هو رحيق نبات الياكون المستوطن في أميركا الجنوبية، وهو مادة لزجة بنية اللون تشبه دبس السكر. يحتوي شراب الياكون على نصف السعرات الحرارية الموجودة في سكر المائدة، فهو غني بالألياف القابلة للذوبان والتي تُدعى "الفركتوليغوساكاريدس".

اقرأ أيضاً: صحية ولذيذة: حلويات صديقة لمرضى السكري

مُحلّيات طبيعية لمرضى الضغط

للسكر دورٌ في زيادة ارتفاع ضغط الدم، كما للملح، حيث يرفع سكر الفركتوز مستويات حمض اليوريك في الدم، ما يعوق الجسم عن إنتاج أوكسيد النيتريك اللازم لمساعدة الأوعية الدموية في الحفاظ على مرونتها. يمكن للمُحلّيات الطبيعية أن تساعد مرضى ضغط الدم على إدارة الأعراض، ومنها:

  • الستيفيا: تساعد الستيفيا على ارتخاء الأوعية الدموية ومنع تضيقها عن طريق منع أيونات الكالسيوم من دخول الخلايا البطانية للأوعية الدموية، كما تحتوي الستيفيا على مكونات مدرة للبول ومحفزة لإفراز الصوديوم، ما ينتج عنه انخفاض الضغط على نظام القلب والأوعية الدموية، وبالتالي ضبط ضغط الدم وحماية القلب من خطر النوبات القلبية. أظهرت دراسة استمرت سنتين ونُشِرت في دورية “العلاجات السريرية” (Clinical Therapeutics)، أنه يمكن للستيفيا أن تساعد على خفض ضغط الدم وتنظيم ضربات القلب.
  • هريس الموز: يساعد هريس الموز على خفض ضغط الدم لاحتوائه على بعض العناصر الغذائية الحيوية، بما في ذلك:
  • البوتاسيوم: تحتوي الموزة المتوسطة الحجم على نحو 400-450 مليغراماً من البوتاسيوم، والذي يساعد وفقاً لجمعية القلب الأميركية على استرخاء جدران الأوعية الدموية وزيادة إفراز الصوديوم في البول.
  • مضادات الأكسدة: يحتوي الموز على العديد من مضادات الأكسدة التي تحسّن وظيفة الخلايا المبطنة للأوعية الدموية.
  • الألياف: أشارت دراسة إلى أن الألياف القابلة للذوبان في الموز مثل البكتين، تساعد على تنظيم ضغط الدم بتقليل مستويات الكوليسترول وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.

ومع ذلك، ينبغي الحذر من تناول كميات كبيرة من الموز بالنسبة للأشخاص الذين يعانون أمراض الكلى.

اقرأ أيضاً: 11 مادة غير سكر المائدة يمكنك استخدامها لتحلية مشروباتك

مُحلّيات صناعية لمرضى السرطان

يحدث السرطان عندما تتعطل العمليات الطبيعية لنمو الخلايا نتيجة تغيرات (طفرات) في الحمض النووي داخل الخلايا، بتأثير مهاجمة الجذور الحرة للخلايا والالتهاب المزمن. وبما أن السكر يوقف فاعلية خلايا الدم البيضاء لدى استهلاكه وحتى 5 ساعات، فإنه من الواجب البحث عن مُحلّيات طبيعية بديلة له تناسب مرضى السرطان، ومنها:

  • شراب القيقب: هو مُحلٍّ طبيعي مصنوع من عصارة أشجار القيقب السكرية، معروف بنكهته المميزة، وغالباً ما يُستخدم في الطبخ والمخبوزات. يمكن لشراب القيقب أن يحمي من السرطان عبر:
  • مضادات الأكسدة: يحتوي شراب القيقب على نحو 51 مُركّباً مضاداً للأكسدة، والتي تتمتّع بقدرتها على إيقاف الجذور الحرة المسببة لنمو الأورام السرطانية، كما أن خليطاً من المُركّبات المضادة للأكسدة الموجودة في الشراب، الذي يُسمَّى مستخلص (MS-BuOH)، يمكن أن تتفاعل مع بعضها بعضاً لتكوين مادة أكثر فاعلية لمكافحة السرطان.
  • تثبيط نمو الخلايا السرطانية: يمنع الشراب نمو الخلايا السرطانية عبر منعها من الانقسام.
  • مُركّب كيبيكول: يحتوي شراب القيقب على مُركّب كيبيكول، والذي ثبت أنه يعزز فاعلية عقار العلاج الكيميائي تاموكسيفين في قتل خلايا سرطان الثدي دون أي آثار جانبية سامة لعقار تاموكسيفين.
  • التمر: يحتوي التمر على العديد من المُركّبات الحيوية التي تعوق نمو الخلايا السرطانية وتعزز عمل الجهاز المناعي، مثل الأحماض الفينولية والفلافونويد والكاروتينات والفيتامينات والمعادن.
  • العسل: يحتوي العسل على العديد من مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف الذي تسببه الجذور الحرة والالتهاب المزمن، كما يحفّز العسل موت الخلايا المبرمج لمختلف الخلايا السرطانية عن طريق إزالة استقطاب غشاء الميتوكوندريا.

اقرأ أيضاً: العسل أو السكر البني أو السكر الأبيض: أي من هذه الخيارات الأفضل لصحتك؟

مُحلّيات طبيعية لإدارة الوزن

وفقاً لأطلس السمنة العالمي (World Obesity Atlas) لعام 2024، تُعدُّ السمنة مشكلة عالمية متصاعدة، وقد تؤدي الدهون الزائدة إلى ارتفاع ملحوظ في المشكلات الصحية مثل ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول وأمراض القولون ومقاومة الإنسولين وبعض أنواع السرطان. 

لتجنب زيادة الوزن المرتبطة بالكربوهيدرات المكررة، يمكن استخدام الستيفيا وفاكهة الراهب كمُحلّيات طبيعية لخلوها من السعرات الحرارية بالإضافة إلى المحليات التالية:

  • الأليلوز: هو سكر طبيعي يُستخرج من الذرة بالإضافة لبعض المصادر الغذائية مثل التين والزبيب. وفقاً للدراسة المنشورة في دورية "التمثيل الغذائي" (Metabolism)، يمتصُّ الجهاز الهضمي 70% من الأليلوز، ثم يتم التخلص منه مع البول، كما أنه يحتوي على 10% من السعرات الحرارية للكمية نفسها من سكر المائدة و70% من حلاوته. وعلى عكس السكريات الاصطناعية لا يتخمر في الأمعاء ولا يسبب مشكلات مثل الغازات أو الانتفاخ.
  • فاكهة الراهب: أصل هذه الفاكهة جنوب الصين، وتحتوي على مُركّبات موغروسيدس، التي تتمتّع بحلاوة تفوق حلاوة سكر المائدة بنحو 150-200 مرة، ومع ذلك فهي لا تحتوي على أي سعرات حرارية أو كربوهيدرات.

اقرأ أيضاً: 9 نصائح لتنقذ نفسك من الحلويات الغنية بالسعرات الحرارية في العيد

مُحلّيات طبيعية لاضطرابات الجهاز الهضمي

بالنسبة للأفراد الذين يعانون مشكلات في الجهاز الهضمي، فإن بعض المحليات الطبيعية أسهل في الهضم وأقل عرضة للتسبب في إزعاج الجهاز الهضمي. بينما قد تسبب أخرى زيادة في المشكلات الهضمية:

  • مرض القولون العصبي: ينبغي على مرضى القولون العصبي تناول أي سكر يدخل في تكوينه الفركتوز باعتدال، لأن الكميات الكبيرة تتخمر في الأمعاء، ومن هذه المُحلّيات العسل وشراب الصبار وشراب الياكون وشراب الذرة عالي الفركتوز. لكن يمكنهم تناول شراب الأرز البني وشراب القيقب، لأنهما يحتويان على نسب معتدلة ومتوازنة من (الفركتوز/الغلوكوز).
  • مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD): يعاني مرضى الارتجاع المعدي المريئي عودة عصارة المعدة الحمضية إلى المريء ما قد يسبب آلام الحرقة، ولتخفيف هذه الحموضة يمكن تناول العسل لأن له تأثيراً قلوياً يحيد حمض المعدة عند مزجه بالماء الدافئ.

اقرأ أيضاً: أيهما أسوأ: شراب الذرة مرتفع الفركتوز أم السكر؟

قد يكون دمج المُحلّيات الطبيعية بكميات معتدلة في النظام الغذائي وسيلة مفيدة لإدارة أعراض الأمراض المزمنة. لكن تذكر دائماً استشارة أخصائي الرعاية الصحية قبل استخدام أي نوع منها.

المحتوى محمي