أيهما أفضل لفقدان الوزن: تقييد السعرات الحرارية أم تحديد وقت الأكل؟ دراسة حديثة تجيب

3 دقيقة
أيهما أفضل لفقدان الوزن: تقييد السعرات الحرارية أم تحديد وقت الأكل؟ دراسة حديثة تجيب
حقوق الصورة: shutterstock.com/Nok Lek Travel Lifestyle

حين تريد خسارة الوزن، هل من الأهم الاهتمام بما تأكله، أم متى تأكل؟ لطالما كان هذا السؤال موضع نقاش وبحث علمي لدى العلماء. وفي حين يتفقون على حقيقة مفادها أن كليهما مفيد، فإن دراسة جديدة نُشرت في 19 أبريل/نيسان، بيّنت أن ما يهم حقاً هو كمية السعرات الحرارية المستهلكة وليس موعد تناولها.

تقييد الوقت أم السعرات الحرارية؟

في العقد الأخير، ذاع صيت نظام غذائي يدعى الصيام المتقطع، يعتمد على تقييد تناول الطعام خلال فترة محددة من اليوم على أنه وسيلة لخفض الوزن، وهو ما قد يكون سببه أن الفرد لا يحتاج فيه إلى مراقبة استهلاك للسعرات الحرارية لإنقاص الوزن.

 وفي بحث سابق نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2023، في دورية شبكة جاما المفتوحة (JAMA Network Open) تبين أن هذا النظام الغذائي المقيد بالوقت، والذي يسمح بتناول الغذاء خلال 4-10 ساعات يومياً، أدى على نحو طبيعي إلى خفض تناول السعرات الحرارية بمقدار 200-550 سعرة حرارية لدى البالغين المصابين بالسمنة، وانخفاض وزنهم على مدى 2-12 شهراً؛ أي أنه ببساطة يساعد الناس على تناول كميات أقل من الطعام.

ولكن ماذا لو خفّض الناس سعراتهم الحرارية اليومية بالمقدار نفسه، دون تغيير جداول تناول الطعام؟ هل ستختلف النتائج من حيث فقدان الوزن؟ هذا ما حاول فريق في جامعة جون هوبكنز (John Hopkins University) في الولايات المتحدة الإجابة عنه.

اقرأ أيضاً: ما هي فوائد الصيام المتقطع وما طرق تطبيقه؟

ما الذي توصلت إليه الدراسة الحديثة؟

في الدراسة المنشورة في دورية حوليات الطب الباطني (Annals of Internal Medicine)، استهدف الباحثون 41 فرداً مصاباً بالسمنة المفرطة ومرحلة ما قبل الإصابة بالسكري، وقسموهم إلى مجموعتين:

  • المجموعة الأولى: اتبعت نظاماً غذائياً مقيداً بالوقت، إذ تناول أفرادها كامل مدخولهم من السعرات الحرارية خلال الفترة ما بين الساعة 8 صباحاً وحتى 6 مساءً، واستهلكوا معظم السعرات الحرارية قبل الساعة 1 ظهراً.
  • المجموعة الثانية: تناولت الطعام بين الساعة 8 صباحاً ومنتصف الليل، واستهلكت معظم السعرات الحرارية بعد الساعة 5 مساءً.

ومع ذلك، تطابق النظام الغذائي لكلتا المجموعتين، وتضمن وجبات معدة مسبقاً تحتوي على تركيبة متطابقة من المغذيات الكبيرة والمغذيات الدقيقة، وعدد مماثل من السعرات الحرارية اليومية.

بعد متابعة لـ 12 أسبوعاً، توصل الباحثون إلى ما يلي:

  • فقد أفراد المجموعة الذين اتبعوا نظام الصيام المتقطع نحو 2.3 كيلوغرام، وفقد المشاركون في المجموعة الثانية والذين اتبعوا نظاماً محدد السعرات الحرارية 2.6 كيلوغرام.
  • لم تلاحَظ فروقات تذكر بين المجموعتين في نسبة الغلوكوز في أثناء الصيام، أو محيط الخصر، أو ضغط الدم، أو مستويات الدهون.

 استنتج الباحثون أن الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة ومرحلة ما قبل الإصابة بالسكري، يفقدون الوزن من خلال خفض السعرات الحرارية دون الحاجة إلى الالتزام بالصيام أو تقييد وقت تناول الطعام.

بعبارة أخرى، خلص مؤلفو الدراسة إلى أن الانخفاض في الوزن يحدث لدى خفض الاستهلاك اليومي من السعرات الحرارية، بغض النظر عن وقت تناول الطعام.

وبذلك يكون لدى الفرد أحد خيارين لفقدان الوزن:

  • اتباع نظام صيام متقطع، إذا كان يجد صعوبة في تتبع سعراته الحرارية وحسابها.
  • تقييد استهلاكه للسعرات الحرارية، إذا كان الجوع الشديد المرافق لفترات تقييد تناول الطعام في الصيام المتقطع لا يناسبه.

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: تقييد السعرات الحرارية جينياً يطيل عمر الإنسان

كيف يمكن أن يؤثر تقييد وقت تناول الطعام على فقدان الوزن؟

على الرغم من النتائج السابقة، فإنها لا تلغي دور تقييد تناول الطعام بساعات محددة على فقدان الوزن.

خلال السنوات الماضية، أجرى الباحثون العديد من الدراسات لتحديد دور تقييد وقت تناول الطعام على خسارة الوزن، ومن أهم النتائج التي توصلوا إليها:

  • التأثيرات الأيضية: في دراسة نُشرت في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي السريري (The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism) وتضمنت 20 مشاركاً، ارتفعت مستويات سكر الدم صباحاً (عدم تحمل الغلوكوز ليلاً) وقلّت أكسدة الأحماض الدهنية ونقلها مع مجرى الدم، في المشاركين الذين تناولوا العشاء بعد الساعة 9 مقابل أولئك الذين تناولوه عند الساعة 6 مساءً. 
  • مستويات الجوع: في دراسة حديثة نُشرت في دورية استقلاب الخلية (Cell Metabolism)، تبين أن التأخر في تناول الطعام أربع ساعات عن الوقت المعتاد، أثر على مستويات الجوع من خلال التأثير على الهرمونات المنظمة للجوع والشهية، اللبتين والغريلين، حيث تنخفض مستويات اللبتين (هرمون الشبع) على مدار 24 ساعة مقارنة بظروف الأكل المبكر، أي يزداد الشعور بالجوع في اليوم التالي. 

اقرأ أيضاً: ما هي الآلية التي تفقد فيها أجسامنا الوزن عند الالتزام بحمية قليلة السعرات الحرارية؟

  • إنفاق الطاقة: أشارت الدراسة السابقة أيضاً إلى انخفاض حرق السعرات الحرارية لدى تناول الطعام في وقت متأخر، بسبب زيادة تخزين الدهون في الخلايا الدهنية، وتراجع تحللها. وفي مراجعة نُشرت في دورية المغذيات (Nutrients)، أدى تناول الطعام في المساء إلى انخفاض فقدان الوزن، لأن قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية تقل في الليل مقارنة بباقي اليوم.

المحتوى محمي