تُعدُّ الأضاحي أبرز ما يُميّز عيد الأضحى المبارك عن عيد الفطر، وبالتالي يكثر فيه تناول اللحوم، خاصة اللحوم الحمراء الغنية بالعناصر الغذائية. ومع ذلك يُنصح بتناولها باعتدال، وتحضيرها بطريقة صحيحة، لتجنب اضطرابات الهضم والمشكلات الصحية الأخرى.
اقرأ أيضاً: سلوكيات وعادات غذائية عليك تجنبها في العيد
القيمة الغذائية للحوم الأضاحي
تشمل لحوم الأضاحي اللحوم الحمراء ولحوم الأعضاء مثل الكبد وغيره، وتؤكل مسلوقة أو مشوية، وتُقدَّم مع الصلصة أو البهارات وبعض الأطباق الجانبية.
اللحوم الحمراء
تُعدُّ لحوم الضأن ولحوم البقر من أكثر المصادر الحيوانية غنىً بالبروتينات، إلى جانب الدجاج والأسماك والبيض. وتحتوي اللحوم الحمراء على نسبة عالية من الهيموغلوبين؛ وهو بروتين غني بالحديد ويوجد فقط في الثدييات، ومنها الأبقار والضأن والعجل. بالإضافة إلى ذلك تُعدُّ اللحوم الحمراء مصدراً مهماً للزنك والفوسفور والنياسين والسيلينيوم ومجموعة فيتامينات ب، خاصة فيتامين ب 12، لذلك يُعدُّ تناول اللحوم في عيد الأضحى، خاصة لدى أولئك الذين يفتقر نظامهم الغذائي إلى اللحوم، فرصة للحصول على هذه العناصر الغذائية.
من فوائد تناول اللحوم الحمراء تقليل الشهية، وزيادة التمثيل الغذائي وتعزيز الشبع، وزيادة كتلة العضلات، والحفاظ على الكتلة العضلية الحالية، ومنع ضمور العضلات، وتعزيز صحة العظام والوقاية من الكسور.
من جهة أخرى، تحتوي اللحوم، خاصة اللحوم الحمراء، على نسبة عالية من الدهون المشبعة، وبعض المركبات الضارة التي تتشكل في أثناء الطهي أو الشوي، والتي تُعدُّ السبب الرئيسي للإصابة ببعض الاضطرابات الصحية، مثل السرطان والسكري من النمط الثاني. يمكن أن يسبب الإفراط بتناول اللحوم الحمراء الغنية بالدهون أيضاً ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، وبالتالي زيادة خطر الإصابة ببعض أمراض القلب. لذلك، يُنصح بتناول اللحوم كجزء من نظام غذائي متوازن، دون أن يتجاوز متوسط الاستهلاك اليومي منها 75-100 غرام.
الكبد
يُعدُّ الكبد مصدراً مهماً للحديد وفيتامين أ، لكن يُنصح أيضاً بعدم الإفراط في تناوله، إذ يؤدي تناول كمية كبيرة جداً من فيتامين أ يومياً إلى زيادة نسبة كسور العظام مع التقدم في السن. لكن لا يبدو أن تناول الكبد في عيد الأضحى مشكلة تدعو للخوف، إذ لا تزداد نسبة فيتامين أ على النسبة الموصى بها إلّا عند تناول الكبد مرة كل أسبوع. كما تُنصح المرأة الحامل بتجنب تناوله لأن النسبة العالية فيه من فيتامين أ قد تضر بالجنين.
في المقابل، لا يُنصح بتناول لحوم الأعضاء الأخرى بكثرة، لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون وقيمة غذائية قليلة جداً، وقصر تناولها على بضع لقيمات فقط.
اقرأ أيضاً: إليك نصائح التغذية السليمة أثناء عيد الأضحى
الطريقة الصحية لتناول لحوم الأضاحي
كي تستمتع بتناول اللحوم في عيد الأضحى مع تجنب الاضطرابات الناتجة عن الإفراط بتناول اللحوم يُنصح بما يلي:
- تخفيض نسبة الدهون، وذلك عبر إزالتها عن اللحوم الحمراء قبل طهيها.
- عدم تحضير معجنات اللحوم لأنها غالباً ما تكون غنية بالدهون والملح.
- تناول اللحوم المشوية، وتجنّب قليها لعدم إضافة المزيد من الدهون إليها.
- تجنّب إضافة المزيد من الدهون أو الزيت عند طهي اللحوم.
- شواء اللحوم على ارتفاع 25-30 سم بعيداً عن اللهب، وتقليبها بشكلٍ متكرر حتى لا تتفحم وإزالة الأجزاء المحترقة قبل تناولها.
- تناول اللحوم المشوية مع الفواكه والخضروات التي تحتوي على مضادات الأكسدة التي تقاوم المواد المسرطنة.
- طهي اللحوم جيداً بالكامل بما يضمن قتل البكتيريا الضارة الموجودة عليها، وبالتالي تجنب التسمم الغذائي.
- نقع اللحوم بالحمض مثل عصير الليمون قبل الطهي قد يساعد على منع تكون المركبات الضارة.
- إضافة الخضروات والبقول والأطعمة النشوية في الأطباق التي تُحضَّر، أو كأطباق جانبية.
- شرب كمية وفيرة من المياه.
- الحركة والابتعاد عن الخمول بعد تناول الطعام لتنشيط عملية الهضم.
اقرأ أيضاً: هل أنت مفرط في تناول اللحوم؟ تعرّف إلى أعراض داء النقرس وطرق تجنبه
تخزين اللحوم بطريقة آمنة
قد تحصل العائلة على كمية وفيرة من اللحوم، بحيث لا يمكن تناولها خلال بضعة أيام وبالتالي ستضطر إلى تخزينها، لذا من المهم تخزينها بطريقة جيدة، تمنع فسادها وانتشار البكتيريا والتسمم الغذائي. ويشمل ذلك تخزين اللحوم النيئة في علب أو أكياس نظيفة محكمة الغلق على الرف السفلي من الثلاجة، بحيث لا تلامس الأطعمة الأخرى. وتبريد اللحم المطبوخ الذي لن يؤكل قريباً بسرعة في الثلاجة، بعيداً عن اللحوم النيئة، وعدم تسخينها أكثر من مرة.
عند إخراج اللحوم من الثلاجة لتحضيرها بعد فترة، يمكن إذابتها في الميكروويف باستخدام إعداد إزالة التجميد في حال الرغبة في طهيها على الفور، أو إخراجها من الثلاجة ووضعها في البراد لتذوب ببطء في حال الرغبة في طهيها في اليوم التالي.