نخيل الدوم من النباتات التي تتواجد بشكل طبيعي في مصر والسودان والسعودية والعديد من المناطق الإفريقية وغرب الهند، وهي تحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة والعديد من المركبات المضادة للأكسدة والسرطان وغيرها.
وقد أظهرت العديد من الدراسات آثاراً صحية مفيدة لثمار نخيل الدوم وبذورها خصوصاً في زيادة تحمل الإنسولين وتحسين اعتلال الكلية السكري عند الفئران المصابة بالسكري. وقد استخدمت جذور الدوم في الطب الشعبي لعلاج البلهارسيا، بالإضافة إلى مضغ لب الثمار للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم. فهل يمتلك الدوم آثاراً مفيدة ضد السرطان عموماً وسرطان البروستات خصوصاً وهل تفيد في حالة التهاب البروستات التي تسببها البكتيريا؟
اقرأ أيضاً: تعرف على فوائد الزنجبيل ودوره في علاج سرطان البروستاتا وغيره
ما هي شجرة الدوم؟
هي شجرة نخيل تُسمى علمياً هايفين ذيبايكا (Hyphaene thebaica)، وتُسمى باللغة العربية نخيل الدوم، وفي اللغة الإنجليزية نخيل خبز الزنجبيل (Gingerbread palm). من الناحية التغذوية، تعد ثمار الدوم البيضاوية الصالحة للأكل مصدراً ممتازاً للكربوهيدرات والألياف، إذ تحتوي الثمار على كربوهيدرات كلية بنسبة (86,52%)، وألياف خام بنسبة (19,59%)، وسكريات كلية بنسبة (16,03%).
بالإضافة إلى ذلك، فإن ثمار الدوم تحتوي على كميات جيدة من المعادن الأساسية، فهي غنية المحتوى بالبوتاسيوم، وتحتوي على كميات معتدلة من المغنيزيوم والكالسيوم والحديد، في حين تحتوي على مستويات منخفضة من الصوديوم والنحاس والمنغنيز والزنك. علاوة على أنها تحتوي على نسبة جيدة من الفيتامينات وخاصة مجموعة فيتامينات ب، مثل النياسين وحمض الفوليك والبيريدوكسين والريبوفلافين والثيامين.
اقرأ أيضاً: إليك أهم الفاكهة التي ترفع تركيز هرمون التستوستيرون في الجسم
فعالية الدوم ضد الخلايا السرطانية
يُعرف عدم التوازن بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة داخل جسم الإنسان باسم الإجهاد التأكسدي، والجذور الحرة هي جزيئات أو ذرات تتوق للحصول على الإلكترونات، وهي مسؤولة عن مجموعة متنوعة من التفاعلات المؤكسدِة الضارة؛ إذ يمكن أن تتفاعل هذه الجذور مع الجزيئات البيولوجية وتسبب أضراراً كبيرة للمواد الجينية والبروتينات والدهون، ما قد يؤدي إلى ظهور الشيخوخة والاضطرابات المرتبطة بالشيخوخة والسرطانات.
تحتوي ثمار الدوم على العديد من المركبات المضادة للأكسدة وخاصة البوليفينول التي تعمل على كسح الجذور الحرة والتخفيف من إنتاجها، دون أن تؤثر بشكلٍ سلبي على الخلايا البشرية طويلة العمر.
في الواقع، درست مجموعة من الباحثين بقيادة الأستاذة غادة طه، بالتعاون بين جامعتي أسوان وبني سويف في مصر، وجامعتي الجوف والأميرة نورة بنت عبد الرحمن في المملكة العربية السعودية، موضوع المحتوى الأيضي والأنشطة المضادة للأكسدة والسرطان والميكروبات لنخيل الدوم، وقد نُشرت الدراسة في دورية بروسيسس (Processes) عام 2020.
قارنت هذه الدراسة المحتوى الأيضي والأنشطة البيولوجية الناتجة عن 3 مستخلصات لـ 3 أجزاء من نبات الدوم وهي الأوراق والثمار والأجزاء الذكرية من الزهرة، وقد وجدت أن مستخلصات الأجزاء الثلاثة تحتوي على مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية النباتية ذات الأنشطة المضادة للأكسدة والسرطان والمضادة للميكروبات، وهي مركبات مختلفة من الفينولات والفلافونويدات والفلافونول والصابونين والأنثوسيانين والتانينات.
اقرأ أيضاً: 10 أطعمة غنية بمضادات الأكسدة يجب أن تتناولها دائماً
وعلى الرغم من أن الأجزاء النباتية المُختبرة قد احتوت على تراكيز مختلفة من هذه المركبات، فإن المستخلصات الثلاثة قد أظهرت نشاطاً قوياً مضاداً للسرطان، خصوصاً ضد خلايا سرطان الكبد والرئة.
يمكن أن تُعزى قدرة مستخلصات الدوم الفعالة ضد السرطان لمحتواها العالي من المركبات النشطة مثل الصابونين والأنثوسيانين ومركبات البوليفينول، مثل بروتوكاتيكويك (Protocatechuic) وباراهيدروكسي بنزويك (p-hydroxybenzoic) وحمض الكلوروجينيك (Chlorogenic) وروزمارينك (Rosmarinic) وفانيليك (Vanillic) وأحماض بارا الكوماريك (p-coumaric acids) وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، وبما أن ثمار الدوم تحتوي على نسبة جيدة من الصابونين والتانينات والزيوت الأساسية مثل حمض اللينوليك والكومارين والفلافونويدات، فقد تكون فعّالة تجاه خلايا سرطان البروستات، خصوصاً بعد أن أثبتت بعض الدراسات فعالية التانينات ضد سرطان البروستات.
اقرأ أيضاً: ما فوائد الصيام المتقطع على الصحة الجنسية؟
فعالية مستخلصات الدوم تجاه التهاب البروستات التي تسببه البكتيريا
بيّنت الدراسة السابقة أن جميع مستخلصات نخيل الدوم قد أظهرت نشاطاً قوياً مضاداً للبكتيريا، ومع ذلك، فإن مستخلص الأوراق قد أظهر تأثيراً أكبر مقارنة بمستخلصيّ الثمار والأزهار الذكرية. علاوة على ذلك، كانت مستخلصات الثمار والأزهار الذكرية أكثر فعالية ضد البكتيريا سالبة الغرام وخصوصاً بكتيريا الإشريكية القولونية، مقارنة بتأثيرها على البكتيريا موجبة الغرام.
ومن المعروف أن بكتيريا الإشريكية القولونية وبعض أنواع البكتيريا الشائعة الأُخرى التي تنتقل من الجهاز البولي أو التناسلي هي المسؤولة غالباً عن حدوث التهاب البروستات البكتيري، خصوصاً عند الرجال الذين تزيد أعمارهم على 35 عاماً.
ختاماً، يمكن القول إن ثمار نخيل الدوم وبالإضافة إلى احتوائها على العديد من المركبات الغذائية المفيدة والمعادن والفيتامينات، فإنها تحتوي على العديد من المركبات المضادة للأكسدة والمضادة للميكروبات والسرطانات، والتي قد تسهم في الوقاية أو العلاج من أنواع محددة من السرطانات والأمراض. ومع ذلك، يُوصى دائماً قبل استخدام أي منتجات نباتية كجزء من العلاج الشعبي باستشارة الطبيب المختص، لمعرفة فوائده وطريقة تناوله وآثاره المحتملة.