ما النظام الغذائي المناسب لمرضى فرط نشاط الغدة الدرقية؟

فرط نشاط الغدة الدرقية هو حالة تنتج فيها الغدة الدرقية كمية زائدة من هرمونات الغدة الدرقية، ما يؤدي إلى أعراض مختلفة مثل فقدان الوزن وزيادة معدل ضربات القلب. لا تتضمن إدارة فرط نشاط الغدة الدرقية العلاج الطبي فحسب، بل يمكن أيضاً اعتماد تعديلات غذائية للتخفيف من حدة الأعراض واستعادة توازن الهرمونات.

فما النظام الغذائي الموصى به للمرضى الذين يعانون فرط نشاط الغدة الدرقية بما في ذلك الأطعمة التي يجب تضمينها أو تجنبها؟

فرط نشاط الغدة الدرقية

الغدة الدرقية هي غدة تأخذ شكل الفراشة تقع في قاعدة الرقبة أمام القصبة الهوائية، وتنتج مجموعة من الهرمونات التي تنظّم عملية التمثيل الغذائي الأساسية في الجسم ووظائف الجسم الحيوية مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم وبعض الوظائف الإدراكية.

في حالات خاصة مثل الإصابة بمرض غريفز المناعي، تنتج الغدة كميات كبيرة من هرمونات الغدة الدرقية، فتضطرب وظائف الجسم الحيوية، ما يسبب أعراضاً مختلفة، مثل:

زيادة معدل ضربات القلب.
فرط التعرق.
العصبية والقلق.
فقدان الوزن.
اضطراب حركات الأمعاء.
ارتفاع ضغط الدم.
انقطاع الطمث.

اقرأ ايضاً: أفضل الأنظمة الغذائية لمن يعانون من قصور الغدة الدرقية

ما هي هرمونات الغدة الدرقية؟ وما العناصر الغذائية الضرورية لها؟

تنتج الغدة الدرقية هرمونين أساسيين ينظّمان العديد من وظائف الجسم الحيوية وهما:

الثيروكسين (T4): وهو الهرمون الرئيسي الذي تفرزه الغدة الدرقية.
ثلاثي يودوثيرونين (T3): وهو نسخة معدلة من الثيروكسين.

يتكون كلا الهرمونين من اليود والحمض الأميني تيروزين، حيث يتحول الثيروكسين في عملية نزع ذرة يود منه إلى (T3)، وذلك بواسطة إنزيمات تُعرف بالديودينازات وتحتوي على السيلينيوم.

أي أن تنظيم وظيفة الغدة الدرقية يحتاج في المقام الأول إلى معدني اليود والسيلينيوم، بالإضافة إلى العناصر التالية:

الزنك: من العناصر الضرورية لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية (T3) و(T4)، والهرمون المنشط للدرق (TSH) عند تركيز محدد.
الحديد: وفقاً لدراسة منشورة في المجلة المفتوحة للتشخيص السريري (Open Journal of Clinical Diagnostics) يرتبط نقص الحديد بفرط نشاط الغدة الدرقية.
الفيتامينات (أ وب وإي ود): وفقاً لدراسة نُشِرت في مجلة أبحاث الغدة الدرقية (Journal of Thyroid Research)، يؤدي نقص المغذيات الدقيقة الأساسية إلى خلل شديد في عمل الغدة الدرقية.

النظام الغذائي لفرط نشاط الغدة الدرقية

على الرغم من أنه لا يمكن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية بالنظام الغذائي وحده، فإنه يمكن إدارة أعراضه واستعادة التوازن بين هرمونات الغدة الدرقية بتناول أغذية محددة وتجنب أخرى، إلى جانب العلاج الدوائي.

الأطعمة الجيدة لفرط نشاط الغدة الدرقية

من الأغذية المفيدة لمَن يعاني فرط نشاط الغدة الدرقية ما يلي:

الأطعمة منخفضة اليود

نظراً إلى أن اليود عنصر ضروري لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، فإن جمعية الغدة الدرقية الأميركية (American Thyroid Association) توصي باتباع نظام غذائي منخفض اليود، وهو النظام الذي تقل فيها نسبة اليود عن 50 ميكروغراماً في اليوم.

ومن الأغذية المنخفضة المحتوى باليود:

الملح غير المعالج باليود، مثل ملح الهيمالايا.
بياض البيض.
الخضار الطازجة أو المجمدة.
الأعشاب والتوابل.
الزيوت النباتية.
السكر أو العسل أو شراب القيقب (ما يصل إلى 2 ملعقة كبيرة).
المربى أو الجيلي.
المكسرات غير المملحة وزبدة الجوز.
عصير الليمون.
كميات معتدلة من لحم البقر والدجاج والديك الرومي والعجل ولحم الضأن.

الخضروات الصليبية

تحتوي بعض خضروات العائلة الصليبية على مكونات تقلل من إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وتحدّ من أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، وهي:

جويترين الذي يعوق تخليق هرمونات الغدة الدرقية.
الثيوسيانات التي تتنافس مع اليود وتقلل من امتصاص الغدة الدرقية له.

تشمل هذه الخضروات الصليبية:

الملفوف.
الخردل.
اللفت.
الجرجير.
الفجل.
القرنبيط.
البروكلي.

الأطعمة التي تحتوي على الحديد

ارتبط فرط نشاط الغدة الدرقية المناعي (غريفز) بارتفاع مستويات بروتين الفيريتين، وهو البروتين المسؤول عن تخزين الحديد في الجسم. ولدى ارتفاع مستوياته يستجيب الجسم بتطوير التهاب يمنع الجسم من استخدام الحديد.

يمكن تعويض نقص الحديد الناتج عن فرط نشاط الغدة الدرقية المناعي بتناوله من مصادره الطبيعية، مثل:

زبيب.
الشوكولاتة الداكنة.
لحم البقر والدجاج والديك الرومي.
السبانخ.

بعض الأطعمة تحتوي على اليود بالإضافة إلى الحديد، لذا ينبغي الانتباه إلى الكمية المتناولة منها بحيث لا تزيد كمية اليود على 50 ميكروغراماً، ومنها:

المحار والأسماك.
الفاصولياء البيضاء السوداء.
العدس.
السردين.
الحمص.
لحم البقر المعلب.

الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د

يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى انخفاض كثافة العظام وقد يسبب الإصابة بهشاشة العظام، لذا ينبغي تعويض الجسم بالكالسيوم وفيتامين د، باعتبارهما من العناصر الضرورية والمهمة لصحة العظام.

من الأغذية الغنية بالكالسيوم:

الحليب مرة واحدة في اليوم.
البروكلي.
عصير البرتقال المدعم.

أمّا فيتامين د فالمصدر الرئيسي له هو الشمس، كما يمكن الحصول عليه من بعض المصادر الغذائية مثل:

سمك السلمون والتونة.
الحليب وبعض منتجات الألبان المدعمة.
الحبوب المدعمة.

الأغذية الغنية بالزنك

وجدت دراسة منشورة في المجلة الآسيوية للعلوم الطبية (Asian Journal of Medical Sciences) أن نقص الزنك يرتبط بتفاقم فرط نشاط الغدة الدرقية، في حين أن مكملات الزنك تخفف أعراضه. ومن الأطعمة التي يمكن الحصول على الزنك منها:

المحار.
اللحوم والأسماك والدواجن.
سرطان البحر والكركند.
حبوب الإفطار المدعمة.
الفول.
المكسرات.
كل الحبوب.
منتجات الألبان.

الأطعمة التي يجب تجنبها أو تقليلها في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية

ينبغي على المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية تجنب الأغذية التالية:

الأطعمة الغنية باليود

يحفّز الكثير من اليود إنتاج الغدة الدرقية المزيد من الهرمونات، ويؤدي لتفاقم أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية. لذا ينبغي تجنب الأغذية التالية:

الملح المدعم باليود.
الأسماك والمحار.
الأعشاب البحرية أو عشب البحر.
منتجات الألبان.
مكملات اليود.
المنتجات الغذائية التي تحتوي على صبغة حمراء.
صفار البيض.

الصويا ومنتجاته

قد يتداخل الصويا مع امتصاص اليود المشع لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية، وفقاً لجمعية الغدة الدرقية الأميركية.

تشمل منتجات الصويا ما يلي:

التوفو.
حليب الصويا.
الميسو.
التمبه.
صلصة الصويا.
تركيبات الرضع المعتمدة على الصويا.

اقرأ ايضاً: «التوفو» جبن نباتي: تعرّف على فوائده وأضراره

الأطعمة المسببة للحساسية

قد تسبب مسببات الحساسية تفاقم أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، مثل منتجات الألبان والغلوتين.

الكافيين

أشارت الدراسة المنشورة في مجلة التغذية (Nutrition Journal)، إلى أن حمض الكافيين يمكن أن يؤدي إلى تفاقم بعض أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، مثل الارتعاش والقلق وسرعة ضربات القلب.

يوجد الكافيين في بعض المواد مثل:

القهوة العادية.
الشاي الأسود.
الشوكولاتة.
الصودا العادية.
مشروبات الطاقة.