ما هي العوامل التي تزيد خطر الوفاة بسرطان القولون قبل سن 35 عاماً؟ دراسة حديثة تجيب

3 دقيقة
تعرّف إلى الفرق بين انتفاخ البطن والقولون
حقوق الصورة: shutterstock.com/staras

وجد باحثون من جامعة ووهان الصينية (Wuhan University)، أن سرطان القولون والمستقيم،  الذي ارتبط منذ فترة طويلة بكبار السن، بات يؤثر بدرجة متزايدة في الأفراد الأصغر سناً الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً. وقد حددوا في دراسة حديثة سيتم نشرها في دورية الورم (Neoplasia) في فبراير/شباط 2025، العوامل التي تفاقم خطر الوفاة الناجمة عن هذا السرطان في سن الشباب.

حيث توصلوا إلى أن النظام الغذائي وعوامل نمط الحياة يؤثران بدرجة كبيرة في هذا الارتفاع المثير للقلق. فما الذي توصلت إليه هذه الدراسة بالتحديد؟ كيف يمكن الوقاية من هذا السرطان بناء على هذه النتائج؟ إليك التفاصيل.

اقرأ أيضاً: ممارسة الرياضة مفيدة حتى في منتصف العمر وفقاً لدراسة جديدة

ما العوامل التي تفاقم خطر الوفاة بسرطان القولون والمستقيم تحت سن الـ 35 عاماً؟

كان عامل الخطر الرئيسي على مستوى العالم هو اتباع نظام غذائي يفتقر الحليب أو الكالسيوم أو كليهما؛ حيث كان النظام الغذائي المفتقر للحليب مسؤولاً عن 21.5% من الوفيات الناجمة عن سرطان القولون عند الأشخاص تحت سن الـ 35، في حين أسهم نقص الكالسيوم في النظام الغذائي بـ 20.3% من الوفيات على مستوى العالم.

بكلمات أُخرى، يكون النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات قليلة من الحليب والكالسيوم معاً مسؤولاً عن أكثر من 40% من وفيات مرضى سرطان القولون والمستقيم. أما العامل الثاني الذي يسبب ارتفاع خطر الوفاة بسرطان القولون تحت الـ 35 عاماً هو استهلاك الكحول؛ إذ كان مسؤولاً عن 13.1% من الوفيات، في حين كانت السُمنة مسؤولة عن 9.2% من وفيات سرطان القولون والمستقيم.

علاوة على ذلك، وجد الباحثون أن معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أعلى لدى الرجال مقارنة بالنساء، ربما يعزا ذلك إلى أن الذكور أكثر عرضة لعوامل الخطر المرتبطة بسرطان القولون مقارنة بالإناث؛ مثل السمنة واستهلاك الكحول والتدخين. 

إضافة إلى ذلك، قد توفر الاختلافات البيولوجية بعض الحماية للنساء؛ حيث ارتبط هرمون الإستروجين وموانع الحمل الهرمونية بانخفاض تسرطن القولون والمستقيم لديهن. ليس هذا فحسب؛ بل يميل الرجال أيضاً إلى التمتع بمعدلات نجاة أقل، وذلك نتيجة الاختلافات في كيفية استجابة أجسامهم للعلاجات، خصوصاً العلاج الكيميائي.

اقرأ أيضاً: هل تزيد الفطريات الأنفية خطر الإصابة بحالات الحساسية الأنفية؟

3 نصائح لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون عند الشباب

تنبغي الإشارة إلى أن مريض سرطان القولون والمستقيم يتمتع بمعدل نجاة عالية إذا ما تم اكتشاف المرض مبكراً وعلاجه، ومن الممكن تقليل خطر الإصابة به والوفاة عبر اتباع عدة نصائح بناء على نتائج الدراسة الآنفة الذكر، مثل:

1. تناوَل كمية كافية من الكالسيوم والحليب

يؤدي تناول ما يكفي من الحليب وغيره من الأطعمة الغنية بالكالسيوم دوراً مهماً في الحد من خطر الوفاة بسرطان القولون والمستقيم أو الإصابة به. يعزا ذلك إلى أن الكالسيوم وفيتامين د، الموجوديَن في الحليب ومنتجات الألبان الأُخرى، يسهمان في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم؛ إذ يثبّطا تكاثر الخلايا الظهارية غير الطبيعية، ويساعدا الخلايا على النضوج والعمل بصورة صحيحة (تحفيز تمايز الأنسجة المستهدفة)، كما يسهمان في تنظيم الجينات التي تحارب الضرر التأكسدي الضار في الجسم، وتحفيز موت الخلايا السرطانية ذاتياً (الموت الخلوي المبرمج).

2. امتنع عن تناول الكحول

يعد تقليل تناول الكحول أو تجنبه تماماً إجراءً وقائياً بسيطاً ولكنه فعال. حيث يسبب الكحول خللاً في توازن ميكروبات الأمعاء؛ وقد يزيد نمو بعض الأجناس التي تنتج مواد (مثل الأسيتالديهيد) تلحق الضرر بالحمض النووي وتعزز الإصابة بالسرطان والطفرات، مثل رومينوكوكس (Ruminococcus) وكوريوباكتيريوم (Coriobacterium). كما أنه يلحق تلفاً مباشراً في الحمض النووي.

3. حافِظ على وزن صحي وقلّل السمنة

يقلّل الحفاظ على وزن صحي عبر التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم الالتهابات واختلال التوازن الهرموني المرتبط بسرطان القولون والمستقيم؛ حيث تسهم الأنسجة الدهنية في حالة السمنة في إنتاج جزيئات التهابية (السيتوكينات) التي قد تلحق الضرر بالعمليات الخلوية الطبيعية. وتتداخل السمنة مع تنظيم الأنسولين وتضعف جهاز المناعة، ما يقلِّل قدرة الجسم على محاربة الخلايا غير الطبيعية.

اقرأ أيضاً: ما هي الطريقة المثلى لتحضير القهوة وفقاً للعلم؟

ختاماً، ينبغي على الأفراد دون الـ 35 من العمر وخاصة أولئك الذين يمتلكون تاريخاً عائلياً للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو عوامل الخطر المرتبطة به مثل الجنس والتدخين وشرب الكحول وأمراض الجهاز الهضمي، مثل التهاب القولون التقرحي أو داء الكرون، أن يضعوا في الاعتبار إجراء الفحص المبكر.

ولا بُد من استشارة الطبيب عند ظهور بعض الأعراض المبكرة، مثل نزيف المستقيم وآلام البطن وتغيرات حركة الأمعاء المعتادة ووجود دم في البراز وفقدان الوزن. تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض قد لا تدل بالضرورة على سرطان القولون؛ إذ تنتج عن حالات أقل خطورة مثل البواسير أو الشقوق الشرجية؛ لكن ذلك لا يقلل أهمية استشارة الطبيب، فمعدلات النجاة من سرطان القولون تكون عالية إذا ما تم التشخيص والعلاج مبكراً.

المحتوى محمي