يشير الشعور بالانتفاخ عند النظر إلى المرآة أو زيادة الكيلوغرام على الميزان إلى زيادة الوزن. هذا ما قد تعتقده، لكن في الواقع قد تكون هذه الزيادة بسبب احتباس السوائل والماء في أنسجة الجسم، وإليك كيف تُميّز بين الحالتين وكيف تحدد مصدر هذه الغرامات الزائدة على الميزان، وسببها.
الفرق بين احتباس السوائل وزيادة الوزن
تكمن الاختلافات الرئيسية بين احتباس الماء وزيادة الوزن بعدة نقاط:
زيادة الوزن
- احتباس الماء هو زيادة مؤقتة في الوزن ناتجة عن احتفاظ الجسم بالسوائل الزائدة، في حين أن زيادة الوزن هي زيادة تدريجية في الوزن نتيجة تراكم الدهون.
- تنتج زيادة الوزن عن تراكم الدهون، وتكون زيادة تدريجية ومستمرة في الوزن على مدى أسابيع أو أشهر.
- تتركز زيادة الوزن في البطن.
- لا يترك الضغط على الجلد أثراً أبداً على عكس ما يحدث في احتباس السوائل.
احتباس السوائل
يتمثل احتباس السوائل بزيادة مفاجئة في الوزن بمقدار كيلوغرام واحد أو اثنين، وغالباً ما تتقلب يوماً بعد يوم، وتعتمد أعراض احتباس السوائل على المنطقة التي يؤثّر فيها. ففي الأطراف، تتمثل الأعراض بتورم الساقين والقدمين والكاحلين، والانتفاخ خاصة في منطقة البطن والوجه والوركين، وتغير لون البشرة ولمعانها، والألم في الأطراف وتصلّب المفاصل. أمّا العَرَض الأكثر تميزاً هو تشكُّل ما يشبه الحفرة الصغيرة عند الضغط بالإصبع على مكان تشكل الوذمة.
من ناحية أخرى، يؤدي احتباس السوائل في الدماغ (الوذمة الدماغية) إلى القيء وعدم وضوح الرؤية والصداع وصعوبة التوازن، أمّا تجمع السوائل الزائدة في الرئتين (الوذمة الرئوية) فيسبب اضطرابات القلب أو الجهاز التنفسي، وبالتالي التسبب بصعوبة التنفس والسعال وألم الصدر والضعف، كما يؤثّر في قدرة الرئتين على إمداد الجسم بالأوكسجين.
يصعب التخلص من زيادة الوزن الناتجة عن تخزين الدهون الزائدة في البطن، ويمكن ذلك من خلال الجمع بين تقليل السعرات الحرارية اليومية وممارسة الرياضة. لكن قبل التفكير في تخليص الجسم من السوائل المختَزَنة، يجب تحديد السبب.
اقرأ أيضاً: ما أسباب تراكم غازات البطن وما علاجه؟
أسباب احتباس السوائل
تسبب العديد من الحالات احتباس السوائل في الجسم، تتراوح بين الخطيرة والبسيطة:
تلف الشعيرات الدموية
تنقل الشعيرات الدموية السوائل المغذية والأوكسجين إلى أنسجة الجسم، ويُعرف هذا السائل بالسائل الخلالي. بعد توصيل العناصر الغذائية، يعود السائل إلى الشعيرات الدموية، وإذا تعرضت الشعيرات الدموية للتلف يتجمع السائل الخلالي بين الأنسجة، وتتشكل الوذمة.
قد يحدث تلف الشعيرات الدموية بسبب تناول بعض الأدوية مثل أدوية ارتفاع الضغط، إذ يتغير الضغط داخل الشعيرات الدموية ويتسرب السائل إلى الفراغات بين الخلايا.
فشل القلب الاحتقاني
يحافظ القلب على الضغط الطبيعي داخل الأوعية الدموية، لذلك يؤدي أي اضطراب في عمل القلب إلى تغيرات في ضغط الدم، ما يسبب احتباس السوائل. ينتج عن احتباس السوائل بسبب اضطرابات القلب تورم الساقين والقدمين والكاحلين، بالإضافة إلى تجمع السوائل في الرئتين، ما قد يؤدي إلى السعال وصعوبة التنفس.
الجهاز الليمفاوي
ينقل الجهاز الليمفاوي الكريات البيض وسائل اللمف في الجسم، ويعيد امتصاصه من الأنسجة فيحافظ بالتالي على توازن سوائل الجسم، ويؤدي أي خلل في عمل الجهاز الليمفاوي (مثل الالتهاب أو السرطان) إلى تجمع السوائل في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك كل من البطن والكاحلين والساقين والقدمين.
الكلى والكبد
تصفي الكليتان الدم وتساعد في الحفاظ على مستويات السوائل في الجسم، وتؤدي أي إصابة في الكليتين إلى تراكم السوائل والصوديوم في الجسم، ما يسبب التورم في الأطراف السفلية أو اليدين أو الوجه، كما أن تليف الكبد يؤدي إلى زيادة الضغط في الكبد وانخفاض إنتاج البروتينات ما يؤدي إلى احتباس الماء.
اقرأ أيضاً: ما الأطعمة القادرة على إخماد مورثات تخزين الدهون في الجسم؟
الالتهابات والحساسية
عند إصابة الجسم بالالتهاب، يفرز الجسم الهيستامين الذي يتسبب في اتساع الفجوات بين خلايا جدران الشعيرات الدموية، وذلك للسماح لخلايا الدم البيضاء المقاومة للعدوى بالوصول إلى موقع الالتهاب. تتسرب السوائل من الشعيرات الدموية إلى الأنسجة المحيطة مع الكريات البيضاء ما يسبب الوذمة والتورم في الأنسجة، خاصة عند الإصابة بالتهاب طويل الأمد.
الحمل
في أثناء الحمل، يحتفظ الجسم بكمية من الماء أكثر من المعتاد، ما يؤدي إلى تورم الأطراف السفلية، خاصة في الطقس الحار أو بعد الوقوف فترة طويلة. وقد يكون احتباس السوائل إشارة إلى تسمم الحمل.
الخمول البدني
يُصاب الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في الحركة أو الخمول بالوذمة في أسفل الساقين، ذلك نتيجة عدم نشاط العضلات، كما أن الجلوس فترات طويلة قد يتسبب احتباس السوائل، خاصة في الساقين.
السمنة
يعاني الأشخاص المصابون بالسمنة التورم بسبب الوزن الزائد الذي يحملونه، ولأن السمنة تزيد خطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى وأمراض القلب التي تؤدي إلى الوذمة.
اقرأ أيضاً: 10 نصائح سريعة وآمنة للتخلص من دهون البطن
سوء التغذية
الألبومين هو بروتين يساعد جسم الإنسان على إدارة السوائل، فعندما يعاني الشخص نقصاً حاداً في هذا البروتين، قد يكون من الصعب على الجسم إعادة السائل الخلالي إلى الشعيرات الدموية.
الأدوية
يمكن أن تؤدي بعض الأدوية أيضاً إلى احتباس الماء، مثل حاصرات قنوات الكالسيوم، ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، والأدوية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل، وبعض أدوية مرض السكري.
خلل هرموني
يمكن أن يؤدي الخلل الهرموني إلى احتباس السوائل، وقد يكون سبب الخلل تغيرات الهرمونات قبل الدورة الشهرية، وأمراض الغدة الدرقية، ومتلازمة كوشينغ.
كيفية التخلص من احتباس السوائل
غالباً ما يتخلص الجسم من هذه السوائل عند علاج السبب، كما قد ينصح الطبيب بتناول مدرات البول فترة قصيرة فقط لمساعدة الكلى على التخلص من سوائل الجسم الزائدة، وشرب الماء لمساعدة الكلى على تنظيم التركيز الإجمالي للماء والصوديوم في الجسم. تساعد بعض الأعشاب أيضاً مثل الهندباء على تقليل كمية الماء التي يحتفظ بها الجسم في اليوم، ومن المفيد ارتداء الملابس الفضفاضة، والجوارب الضيقة التي تمنع احتباس السوائل.
يُنصح الشخص الذي يعاني وذمة في الأطراف السفلية بالجلوس مع رفع الساقين فوق مستوى القلب عدة مرات في اليوم، بالإضافة إلى التدليك، ورفع الأطراف على وسادة في أثناء النوم، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
اقرأ أيضاً: إليك أكثر النصائح فاعلية للتخلص من الانتفاخ المزعج
من طرق العلاج الأخرى أيضاً تقليل استهلاك الصوديوم والملح والسكر لأنها تزيد من احتباس الماء، وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب 6، وممارسة الرياضة لتخليص الجسم من الماء عن طريق التعرّق.