البروكلي الطازج أم مكملاته الغذائية: أيهما أفضل للوقاية من السرطان؟

4 دقيقة
البروكلي الطازج أم مكملاته الغذائية: أيهما أفضل للوقاية من السرطان؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

“قلل حلويات وأكثر بروكلي” هذه النصيحة التي لطالما رددتها أمهاتنا على مسامعنا في طفولتنا، ولا تعود للتأثير الضار للسكريات المكررة في الحلويات على الصحة، وإنما لما يحمله البروكلي من فوائد للجسم أيضاً، والتي ستشهد الدراسات التي سنوردها في المقال عليها. ومع ذلك بالنسبة للبعض قد لا يكون البروكلي أو ما شابهه من خضروات الطعام المفضل، فهل يمكنهم الحصول على هذه الفوائد بمجرد تناول المكملات الغذائية؟ إليك ما يقوله الخبراء والدراسات.

قوة البروكلي في مكافحة السرطان: دور السلفورافان

البروكلي من النباتات التي تنتمي للعائلة الصليبية (Brassicaceae)، والتي تضم إلى جانبه كلاً من القرنبيط والملفوف والكالي والخردل وغيرها من النباتات الورقية. تحتوي هذه الخضروات عامة على مواد كبريتية تُعرف بالغلوكوسينولات. وعلى وجه التحديد يحتوي البروكلي على مركب الغلوكورافانين وإنزيم الميروزيناز في حجر خلوية منفصلة ضمن النبات. عندما نمضغ البروكلي أو نقطعه أو نتلفه، يتحرر الميروزيناز النشط ويحلل الغلوكورافانين إلى عامل الحماية الكيميائية الذي يدعى السلفورافان.

وفقاً للأستاذ المساعد في الطب في قسم التغذية البشرية في جامعة كاليفورنيا للصحة (UCLA Health)، الطبيب فيجايا سورامبودي (Vijaya Surampudi)، تحتوي براعم البروكلي على أعلى نسبة من السلفورافان، بنسبة 100-400 ضعف أكثر من الخضروات الصليبية الأخرى.

وأشار سورامبودي إلى أن الأبحاث قد ربطت السلفورافان بتقليل مخاطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان:

اقرأ ايضاً: القلب ومحاربة السرطان: 13 فائدة علاجية لفاكهة الرمان

كيف يحمي البروكلي من الإصابة بالسرطان؟

يحمي السلفورافان في البروكلي من السرطان بعدة آليات، بما في ذلك:

  • تحييد السموم: للسلفورافان تأثير مضاد للأكسدة، حيث يثبط تأثير الجذور الحرة التي تستهدف الخلايا السليمة، والتي تتكون بتأثير التعرّض للسموم والملوثات والأشعة والمواد الحافظة، ما يحمي من الإصابة بالسرطان. وقد أشارت دراسة منشورة في دورية كيمياء الغذاء (Food Chemistry) إلى خصائصه المضادة للسرطان ومركباته المضادة للأكسدة المحتملة.
  • تقليل الالتهاب: أشارت مراجعة منشورة في دورية مضادات الأكسدة (Antioxidants)، إلى تمتع مركب السلفورافان بخصائص مضادة للالتهابات والإجهاد التأكسدي. حيث ارتبط الالتهاب بعدة أنواع من السرطان.
  • حماية الحمض النووي: وفقاً للدراسة المنشورة في دورية تقارير الأورام (Oncology Reports)، يمنع السلفورافان الطفرات في الحمض النووي التي تسبب السرطان.
  • إبطاء نمو الورم: أثبتت الدراسة المنشورة في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية (International Journal of Molecular Sciences)، أن السلفورافان قادر على تثبيط نمو الخلايا السرطانية في سرطان المثانة.

اقرأ أيضاً: تعرف على فوائد الزنجبيل ودوره في علاج سرطان البروستاتا وغيره

هل يمكن استبدال المكملات الغذائية بالبروكلي؟

إن أفضل طريقة للحصول على مركب السلفورافان هي بتناوله من مصدره الطبيعي الأساسي وهو البروكلي، هذا ما أفادت به مختصة التغذية في مركز أبحاث إم دي أندرسون (MD Anderson Research) الطبيبة إرما ليفي (Erma Levy). وضّحت ليفي أن المكملات الكيميائية قد تعزل بعض العناصر الغذائية المفيدة في النبات، حيث إنه يحتوي على العديد من المواد الكيميائية النباتية النشطة حيوياً والتي لها خصائص مضادة للسرطان، مثل الإندول-3-كاربينول والدييندوليل ميثان (DIM). علاوة على ذلك، يوفر تناول الغلوكوسينولات من مصادرها الطبيعية في البروكلي ونباتات العائلة الصليبية، مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، من فيتامينات ومعادن ومكونات حيوية مثل الكاروتينات والمواد الفينولية والألياف الغذائية.

في دراسة نشرت في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية (Journal of Agricultural and Food Chemistry) تبين أن تناول الخضروات بأكملها يمنح المزيد من السلفورافان مقارنة بتناول المكملات الغذائية، وهو ما قد يعود لعدة أسباب مثل:

  • قد تؤثر المعالجات الحرارية والكيميائية والميكانيكية التي يتعرّض لها النبات على التوافر الحيوي للغلوكوسينولات فيه. على سبيل المثال، في الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة بلمند اللبنانية (University of Balamand)، والتي نُشرت في دورية آفاق في علم الأحياء الدقيقة (Frontiers in Microbiology)، أدى غلي ملفوف بروكسل مدة 5 دقائق إلى انخفاض ملحوظ في بعض أنواع الغلوكوسينولات.
  • تتباين منتجات التمثيل الغذائي لمكملات الغلوكوسينولات ومشتقاتها الحيوية من حيث التوافر الحيوي، لكنها تبقى وفقاً للدراسة المنشورة في دورية آفاق في التغذية (Frontiers in Nutrition) أقل توافراً حيوياً من منتجات التحلل المائي للغلوكوسينولات في البروكلي ونباتات العائلة الصليبية النيئة.

اقرأ أيضاً: هل تساعد مكملات الغارسينيا كامبوجيا في خسارة الوزن ودهون البطن؟

فوائد البروكلي الصحية

بالإضافة إلى الفوائد الصحية للسلفورافان، يحتوي البروكلي أيضاً على العديد من المركبات النشطة حيوياً، والتي تعمل بأسلوب تآزري مع السلفورافان، وتدعم خصائص البروكلي المفيدة. ومن أهم هذه الفوائد:

إدارة نسبة السكر في الدم

 تبين في الدراسة المنشورة في دورية فيتوميديسين بلس (Phytomedicine Plus) أن البروكلي ومركبه النشط السلفورافان يساعدان على تقليل ارتفاع السكر في الدم، وفرط شحميات الدم، ومقاومة الإنسولين، والإجهاد التأكسدي الناجم عن مرض السكري.

اقرأ أيضاً: فاكهة وخضار وبذور: هذه الأطعمة تخفض السكر في الدم

دعم صحة القلب

بالإضافة إلى ما يحتويه البروكلي من مضادات أكسدة، فإنه محتواه من الألياف يدعم صحة القلب بعدة طرق:

  • خفض الدهون الثلاثية والكوليسترول منخفض الكثافة (الضار): وذلك وفقاً للمراجعة المنشورة في مجلة جوندي شابور للمنتجات الصيدلانية الطبيعية (Jundishapur Journal of Natural Pharmaceutical Product).
  • توفير الألياف: يحتوي البروكلي على 2 غرام من الألياف، ما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين التاجية.
  • تقليل تراكم الكالسيوم في الأوعية الدموية: يساعد البروكلي على تقليل تراكم الكالسيوم على جدران الأوعية الدموية وفقاً للدراسة المنشورة في دورية المجلة البريطانية للتغذية (British Journal of Nutrition).

حماية بطانة الأمعاء

وجد باحثون في دراسة  نُشرت في دورية التحري المختبري (Laboratory Investigation) أن مركبات في البروكلي تدعى “روابط مستقبلات الهيدروكربون الأريل” تساعد على حماية خلايا بطانة الأمعاء الدقيقة من التلف، حيث تؤدي بطانة الأمعاء الدقيقة التالفة إلى الإصابة بالعدوى والالتهابات، ما قد يعوق أيضاً من امتصاص العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.

يبقى النظام الغذائي الصحي إلى جانب ممارسة الرياضة والحفاظ على روتين حياة صحي هو الخيار الأمثل للحماية والوقاية من الأمراض عامة والسرطان خاصة. ومستقبلاً، قد يكون من الممكن تناول حبوب ستساعد الخلايا على مقاومة السرطان.