ما هو شلل العصب الوجهي (اللقوة)؟ وما أساليب علاجه والوقاية منه؟

5 دقيقة
ما هو شلل العصب الوجهي (اللقوة)؟ وما أساليب علاجه والوقاية منه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Quinn Martin
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

اللقوة هي الاسم الشائع للحالة المعروفة طبياً باسم "شلل العصب الوجهي" أو "شلل الوجه النصفي"، تتمثل في عدم القدرة على تحريك عضلات الوجه على أحد الجانبين أو كليهما. يمكن أن تنجم عن تلف العصب الوجهي المعروف باسم العصب القحفي السابع لأسباب مختلفة، وتُشفى بعد العلاج الطبيعي، وفي بعض الأحيان تتطلب تدخلاً جراحياً.

يحدث الشلل في حالة التهاب أو تلف أي جزء من العصب الوجهي الذي يعصّب مجموعة من عضلات الوجه، تشمل عضلات الحاجب والجفن والخد والشفتين. قد يُصاب الشخص أيضاً بالشلل في حالة تلف منطقة الدماغ التي ترسل الإشارات الكهربائية إلى عضلات الوجه. يحسّن التشخيص المبكر فرص الأطباء في استعادة وظيفة العضلات بشكلٍ كبير.

أعراض اللقوة

تشمل أعراض شلل العصب الوجهي تدلي الجلد حول الحاجب والعين والخد والفم، إذ تسترخي العضلة الحركية تماماً، ويسترخي الجلد فوقها. يحتفظ بعض الأشخاص بسيطرة جزئية على عضلات الوجه أو يعانون تشنجات عضلية أو ارتعاشاً، بينما لا يستطيع آخرون تحريك أي عضلة على الجانب المصاب من الوجه.

يُصاب بعض المرضى بجفاف العين أيضاً لعدم قدرتهم على إغلاقها، بالإضافة إلى مواجهة صعوبات في تناول الطعام والتحدث والرمش والتواصل مع الآخرين من خلال تعابير الوجه الطبيعية.

اقرأ أيضاً: ما أسباب حدوث شلل الوجه النصفي وبمَ يختلف عنه شلل بيل؟

أسباب الإصابة باللقوة

يمكن أن يُولد الشخص مصاباً بشلل الوجه، لكن معظم الحالات تنشأ عند البالغين نتيجة تلف أعصاب الوجه. وقد تحدث بسبب شلل بيل وهو شلل في الوجه يتطور فجأة ويؤثّر في جانب واحد فقط من الوجه. 

يتعافى شلل العصب الناتج عن شلل بيل في معظم الحالات، وعادةً ما يختفي شلل الوجه من تلقاء نفسه خلال عام. قد يكون السبب هو تورم العصب الوجهي، ما يحد مؤقتاً من إمداده بالدم.

تؤدي أيضاً بعض الحالات إلى شلل الوجه المفاجئ مثل: 

وعلى العكس تماماً، قد يحدث شلل الوجه ببطء، وتفقد العضلات الموجودة على أحد جانبي الوجه حركتها تدريجياً على مدى أسابيع أو أشهر. في هذه الحالة، قد يكون السبب هو نمو ورم غير طبيعي في العصب القحفي السابع. يضغط هذا الورم غير السرطاني على العصب ويسبب شللاً متزايداً في عضلات الوجه.

بينما يؤدي الورم السرطاني الموجود بالقرب من العصب الوجهي أو في منطقة الدماغ التي ترسل إشارات إلى عضلات الوجه إلى الشلل. في بعض الحالات، قد تؤدي الجراحة لإزالة الورم إلى شلل العصب الوجهي.

وفي حالات أقل شيوعاً، قد يتسبب الاضطراب العصبي أو فيروس في حدوث شلل كامل عن طريق إتلاف الأنسجة العصبية على جانبي الوجه. ومن الأمثلة على ذلك متلازمة غيلان باريه، حيث يهاجم الجهاز المناعي للجسم الأنسجة العصبية.

اقرأ أيضاً: هل سيصبح الشلل مرضاً قابلاً للعلاج بفضل التحفيز الكهربائي العصبي؟

تحديد العامل المسبب لشلل العصب الوجهي

لتحديد السبب المؤدي إلى شلل العصب الوجهي، يُجري الأطباء هذه الاختبارات التشخيصية:

  • الفحص السريري لتحديد نسبة شلل الوجه، والاستفسار عن ظهور الأعراض وتطورها والتحكم في العضلات.
  • تقييم الأعراض المصاحبة مثل فقدان السمع أو طنين الأذن.
  • البحث عن لدغات الحشرات الأخيرة أو الإصابة بالقراد أو الالتهابات الفيروسية.
  • تصوير الرنين المغناطيسي لإنشاء صور مفصلة للأنسجة الرخوة والعصب الوجهي بأكمله بحثاً عن الأورام.
  • اختبار السمع لتقييم الأضرار التي لحقت بالعصب القحفي السابع.
  • تخطيط كهربية الأعصاب بما في ذلك العصب الوجهي، ويجرى خلال 14 يوماً من بداية الشلل.
  • تخطيط كهربية العضلات لقياس النبضات الكهربائية في الأعصاب والعضلات وضعفها.
  • فحص الدم للكشف عن الالتهابات الفيروسية أو الأسباب الأخرى لشلل العصب الوجهي.

علاج شلل الوجه

قد يكون شلل الوجه مؤقتاً أو دائماً، ويمكن علاجه بعدة طرق يحدد الطبيب أفضلها بناءً على مدة الإصابة بالشلل والسبب، وما إذا كان شللاً كاملاً أو جزئياً. على سبيل المثال، إذا كان السبب سكتة دماغية يكون العلاج بعلاجها، أمّا الورم فيُعالَج بإزالته، وإذا كان السبب هو شلل بيل، فقد يصف الطبيب الأدوية ويوصي بتمارين تقوية الوجه.

العلاجات غير الجراحية

يمكن أن يوصي الطبيب بالعلاجات غير الجراحية مثل:

  • الكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب والتورم في عصب الوجه.
  • الأدوية المضادة للفيروسات لمحاربة العدوى المحتملة.
  • حقن البوتوكس لعلاج حركات العضلات اللا إرادية. 
  • العلاج الطبيعي لتحسين تناسق الوجه وزيادة قوة العضلات واستعادة التنسيق الوجهي.
  • علاج النطق لاستعادة وظيفة النطق والبلع.
  • تحسين تعبيرات الوجه والتواصل بين الأشخاص.

جراحة شلل الوجه

تُسمَّى جراحة شلل الوجه أيضاً بجراحة إنعاش الوجه. خلال إجرائها يأخذ جراح تجميل الوجه أجزاءً من عضلة أو عصب أو كليهما من مناطق أخرى من الجسم، ليزرعها في الوجه بهدف استعادة الحركة إلى الوجه والتعبير في أثناء التواصل مع الآخرين.

نقل الأعصاب

إذا لم يمر وقت طويل على الإصابة، ولم تضعف عضلات الوجه وتتحلل، يمكن إعادة تعصيب عضلات الوجه عن طريق نقل عصب آخر إلى تلك المنطقة. على سبيل المثال، يمكن تحرير فرع من العصب المسؤول عن المضغ وربطه بواحد أو أكثر من فروع العصب الوجهي. لا يمكن اللجوء لهذا الإجراء بعد مرور عام أو أكثر على الإصابة.

نقل الوتر الصدغي (T3)

تقع في الوجه العضلات والأوتار الصدغية التي تساعد على المضغ. يمكن نقل هذه الهياكل جراحياً إلى موضع آخر في عملية بسيطة نسبياً تستغرق أقل من ساعة، ويساعد هذا العمل الجراحي على رفع الفم المتدلي، واستعادة تناظره وتقليل سيلان اللعاب.

يمكن للمريض الابتسام أيضاً بعد الإجراء عن طريق الضغط على أسنانه، وهو أمر يتطلب ممارسة. على الرغم من ذلك، يترتب على الجراحة خطر نادر الحدوث يتمثل في صعوبة المضغ.

زراعة العضلة الناحلة 

يمكن استخدام العضلة الناحلة الموجودة في الجزء الداخلي من الفخذ لاستعادة عضلات الوجه والابتسامة. يُزرع جزء صغير من العضلة، مع أعصابها والشريان والوريد اللذين يغذيانها في الوجه باستخدام الجراحة المجهرية. يسمح هذا الإجراء بابتسامة طبيعية دون الحاجة إلى الضغط على الأسنان، لأنها تشمل الوجه بالكامل بدلاً من زاوية الفم فقط، ودون أن تؤثّر في الحركة أو المشي.

تطعيم العصب عبر الوجه

في هذا الإجراء، يزرع الجراح طعماً عصبياً يحصل عليه من العصب الحسي من أسفل الساق، ويربطه بفرع العصب الوجهي في الجانب الطبيعي للمريض، ثم يمرر الطرف الآخر من هذا العصب تحت الجلد نحو الجانب المصاب من الوجه. 

قد تؤدي إزالة العصب إلى حدوث تنميل خفيف حول إصبع القدم الصغير والحافة الخارجية للقدم، وتتطلب الانتظار مدة 6-9 أشهر قبل تشكل الإشارة العصبية في الطعم العصبي المزروع أو يمكن للجراح وصل طعم العصب المتقاطع للوجه بالعصب الذي يحرك العضلة الناحلة في أثناء زرعها بالوجه.

نقل العضلات الماضغة

العضلة الماضغة هي واحدة من العضلات التي تساعد على المضغ. يمكن إعادة توجيه أحد فروع العصب الذي يحرك هذه العضلة نحو العضلة الناحلة. العصب الماضغ هو عصب قوي يمكن الوصول إليه بسهولة في أثناء الجراحة.

تحريك العصب تحت اللسان

يحرك العصب تحت اللسان نصف اللسان، ويمكن للجراح تحريك جزء منه نحو العضلة الناحلة المنقولة، تماماً كما يحدث مع العصب الماضغ. يُعدُّ العصب تحت اللسان عصباً قوياً أيضاً يسهل الوصول إليه، لكن قد يعاني المريض الخاضع لهذه الجراحة ضعف اللسان ما يؤدي إلى صعوبة في التحدث وتناول الطعام. 

وقد يعاني بعض المرضى ارتعاشاً غير مقصود في الوجه عند تحريك اللسان. وللتخلص من ذلك، يحتاج المريض إلى التدريب أيضاً.

اقرأ أيضاً: ما الذي يخبره لون لسانك وشكله عن صحتك العامة؟

التعصيب المزدوج

يُجرى حديثاً تعصيب العضلة الناحلة من أعصاب متعددة، ما يعزز الابتسامة التلقائية، ويقلل الآثار الجانبية للعمليات الجراحية.

عموماً، بعد إجراء أي من هذه العمليات الجراحية، يبقى المريض من 3-4 أيام في المستشفى لمراقبة العصب المزروع وأداء العضلة باستمرار، ويمكنه العودة لممارسة حياته الطبيعية بعد أسبوعين أو ثلاثة مع تجنب الأنشطة الشاقة مثل رفع الأوزان، لكن يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تعود وظيفة الابتسامة مع حركة العضلة المزروعة، وهي مدة تتوقف على العصب المزروع.

تقليل خطر الإصابة باللقوة

في كثيرٍ من الحالات، لا يمكن منع الإصابة بشلل الوجه، خاصة في الإصابات المفاجئة، والتي تؤدي إلى ظهور الأعراض دون سابق إنذار، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وشلل الوجه الناتج عنها، وذلك باتباع النصائح التالية:

  • ضبط الكوليسترول وضغط الدم.
  • علاج الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب.
  • تناول الأدوية جميعها على النحو الموصوف.
  • الإقلاع عن التدخين والكحول.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الإكثار من تناول الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات الطازجة.
  • المحافظة على وزن صحي.