أصبحت صيحة السجائر الإلكترونية منتشرة بين المراهقين على نطاقٍ واسع، وعلى الرغم من التوجيهات الرسمية ومتابعة الأهل أولادهم المراهقين لمنعهم من التدخين بعمر مبكر، فإن هناك الكثير من الحالات التي يخفي فيها المراهقون عن أهلهم تدخينهم السجائر الإلكترونية. فما هي العلامات التي تكشف عن تدخين المراهقين السجائر الإلكترونية وكيف تساعدهم على الإقلاع؟ إليك الخلاصة في هذا المقال.
اقرأ أيضاً: كيف تؤثّر السجائر الإلكترونية في الصحة؟
علامات تدخين ابنك المراهق السجائر الإلكترونية
تشمل أبرز علامات تدخين ابنك أو ابنتك بعمر المراهقة السجائر الإلكترونية ما يلي:
نزيف الأنف
في أثناء تدخين السجائر الإلكترونية، يُسحب العصير الإلكتروني المتبخر من الجهاز إلى الفم ثم يخرج بزفيره عبر فتحتي الأنف، هذا يسبب قلة الرطوبة في أثناء الزفير، ما يؤدي إلى جفاف جلد الأنف، وفي النهاية يتشقق وينزف. بالإضافة لذلك تتكون المواد المستَنشقة في السجائر الإلكترونية من عوامل تسهم في جفاف الأنف.
لذا إذا كان يعاني ابنك المراهق نزيفَ أنف متكرراً، قد يكون السبب تدخين السجائر الإلكترونية.
العطش المستمر
يعاني الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية الجفاف بشكلٍ شائع، حيث تسهم مادة بروبيلين غليكول الموجودة ضمن المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة سائل السجائر الإلكترونية في تجفيف الجسم وسحب جزيئات الماء، ما يجعل مدخن السجائر الإلكترونية بحاجة دائمة إلى الماء لترطيب الجسم.
لذا، إذا رأيت أن ابنك المراهق يرغب بشكلٍ متزايد في تناول السوائل أو يتبول بشكلٍ متكرر، فهناك احتمال كبير أنه يستخدم السجائر الإلكترونية.
فقدان حاسة التذوق
يحتاج الإنسان إلى لرطوبة من أجل تذوق الطعام، لكن يؤدي تدخين السجائر الإلكترونية المستمر إلى تجفيف الرطوبة في الفم، ما يعوق القدرة على تذوق النكهات بواسطة اللسان، وتُدعى هذه الحالة بلسان الفايبر (Vaper tongue)، إذ تشير كلمة "فايب" (Vape) إلى تدخين السجائر الإلكترونية.
إذا لاحظت أن ابنك المراهق يحب الاستمتاع بالأطعمة الحارة بشكلٍ غير عادي أو استمر في تناول الملح في أثناء الوجبات، فقد تكون هذه علامة على أنه يدخن السجائر الإلكترونية.
تجنب الكافيين
قد يؤدي أحياناً الجمع بين الكافيين والنيكوتين الموجود في معظم أجهزة تدخين السجائر الإلكترونية إلى زيادة مستويات القلق والتقلبات المزاجية، ما يدعو الشخص الذي يتناول القهوة أو الصودا إلى تجنب هذه المشروبات لتقليل هذه التأثيرات.
إذا لاحظت أن ابنك يتوقف فجأة عن تناول المشروبات الغازية أو القهوة، فقد يكون ذلك علامة على تدخينه السجائر الإلكترونية.
اقرأ أيضاً: هل يجب تجنب منتجات السجائر الإلكترونية جميعها؟
وجود أقلام أو أجهزة غير مألوفة في جيب ابنك المراهق
تُصنع السجائر الإلكترونية بأشكالٍ متنوعة، وتحاول شركات تصنيعها أن تجعل شكلها مثل الأقلام أو ذواكر (USB)، ما عدا الأشكال التي تشبه الغليون والسيجار والسجائر التقليدية، وتفيد أشكالها المموهة المراهقين في إخفائها ووضعها في المقلمة أو الحقيبة كأنها جزء من القرطاسية.
إذا صادفت مثل هذه الأجهزة على شكل أقلام أو فلاشات تخزين في منزلك، يمكن أن تشمها لتعرف فيما إذا كانت سجائر إلكترونية.
شم رائحة مميزة في غرفة ابنك أو ابنتك المراهقة
أسهل طريقة للكشف عن استخدام السجائر الإلكترونية هي وجود رائحة غير مألوفة في هواء غرفة ابنك أو ابنتك تشبه نكهات السجائر الإلكترونية، كنكهة الحلوى والنعناع والفواكه وغيرها. ويذكر الدكتور أحمد العمار، الطبيب المتخصص بالصحة العامة، ومستشار التواصل والتوعية، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "وصفة" المتخصصة بخدمات الدعاية والإعلان للقطاع الصحي بالسعودية، أن هذه النكهات تُعدّ عامل استقطاب للمراهقين بشكلٍ خاص ما قد يدفعهم لشراء هذه السجائر وإدمانها، ويستخدم بعض الأطفال كميات كبيرة من بخاخات إزالة العرق لإخفاء رائحة السجائر الإلكترونية من الغرفة.
في حال لاحظت وجود روائح تصدر عن ابنك أو ابنتك المراهقة أو غرفتهم تشبه رائحة نكهات السجائر الإلكترونية أو روائح مزيلات التعرق بشكلٍ شديد، فهذا قد يعني أنهم يدخنون السجائر الإلكترونية.
شركات السجائر الإلكترونية تستهدف المراهقين والسيدات من خلال وضع النكهات 🚨
لو كان الهدف المدخن فهو معتاد على الدخان بدون نكهة.
هذه مصيبة وللأسف تنجح مع المراهقين وبعض الولايات منعت بيعها في عام 2019. pic.twitter.com/j2qajXrb1G
— د. أحمد العمار (@Dr_alammar1) January 26, 2024
ظهور بطاريات وشواحن جديدة في المنزل
تتطلب معظم أجهزة التدخين الإلكتروني بطاريات قابلة لإعادة الشحن أو بطاريات تتطلب تغييرها كل ساعتين من الاستخدام، ويمكن شحن بعض هذه البطاريات باستخدام كابلات شحن الهواتف العادية أحياناً.
يجب الانتباه لوجود بطاريات وشواحن جديدة وغير مألوفة في المنزل وخاصة في غرفة المراهقين.
اقرأ أيضاً: تحذيرات متكررة: توقف عن تدخين السجائر الإلكترونية
ملاحظة بعض الأعراض الصحية التي تدل على تدخين السجائر الإلكترونية
تشمل أبرز العلامات الصحية للتدخين الإلكتروني التي يمكن أن تظهر على ابنك أو ابنتك المراهقة ما يلي:
- رائحة الفم الكريهة.
- مشكلات صحة الفم.
- ضيق في التنفس.
- زيادة التوتر.
- صعوبة في التركيز.
- أعراض القلق.
- أعراض الاكتئاب.
- التهيج من الانسحابات.
ما هي الأسباب التي تدفع المراهقين لتدخين السجائر الإلكترونية؟
هناك عدة عوامل تدفع المراهقين لتدخين السجائر الإلكترونية دون علم أهلهم، ومن أبرزها ما يلي:
- رفاق المدرسة الذين يريدون أن يعلموا المراهقين الأصغر منهم أو أقرانهم التدخين.
- رغبة المراهقين في الشعور بالمغامرة وتجربة الأشياء التي يُمنعون عن استخدامها.
- تقليد المراهقين للكبار الذين يدخنون.
- إظهار القوة وأنهم متمردون على قيود المجتمع أمام رفاقهم.
كيف يمكن مساعدة ابنك أو ابنتك المراهقة على ترك السجائر الإلكترونية؟
أهم طريقة يمكن القيام بها لمساعدة المراهقين على ترك السجائر الإلكترونية هي تثقيفهم حول أضرارها ومدى خطورتها على صحتهم، إذ يدخن الكثير من المراهقين السجائر الإلكترونية في سبيل المتعة دون معرفة أضرارها، أو لاعتقادهم الخاطئ بأنها غير ضارة مثل السجائر المصنوعة من التبغ.
يمكن إطلاعهم على المواد الموجودة ضمن رذاذ السجائر الإلكترونية، ومنها مواد كيميائية سامة مثل الفورمالديهايد والكروم والرصاص والنيكل مسببة للسرطان، وما عدا ذلك يمكن أن تمهّد السجائر الإلكترونية الطريق نحو تدخين السجائر التقليدية التي يُعرف بأنها من المسببات الرئيسية لسرطان الرئة؛ حيث تحتوي السجائر الإلكترونية على النيكوتين الذي يسبب الإدمان، ومن الصعب الخروج من الإدمان بعد الدخول في متاهته.
اقرأ أيضاً: ما القيود الجديدة التي فرضتها شركة ميتا على المستخدمين المراهقين لإنستغرام وفيسبوك؟
الحوار هو المفتاح لمساعدة ابنك أو ابنتك المراهقة على الامتناع عن السجائر الإلكترونية، وفي حال تطلب الأمر يمكن طلب استشارة مرشد اجتماعي وصحي ليظهر له آثار السجائر الإلكترونية الصحية السلبية خصوصاً في مرحلة النمو.