كيف يؤثّر تلوث هواء المنزل في صحتك؟

3 دقيقة
كيف يؤثّر تلوث هواء المنزل في صحتك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Roman Kosolapov

هل تعلم أن 3.2 ملايين شخص يُتوّفون سنوياً قبل الأوان نتيجة أمراض تُعزا إلى تلوث هواء المنازل، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية؟ في الواقع، لا تقل جودة هواء المنزل أهمية عن الهواء الخارجي، إلّا أننا عندما نتحدث عن تلوث الهواء، فغالباً ما يخطر ببالنا تلوث الهواء الناجم عن الانبعاثات الصناعية وعوادم السيارات والأنشطة الزراعية وغيرها، وننسى أن منازلنا وبيئاتنا الداخلية قد تعجّ أيضاً بملوثاتها الخاصة. فكيف إذاً تؤثّر جودة الهواء الداخلي في الصحة؟ ومن أين تأتي هذه الملوثات؟ وكيف يمكن تحسين جودة الهواء الداخلي في المنازل؟ إليك التفاصيل.

اقرأ أيضاً: كيف تخفف من الآثار الصحية السلبية للعيش في المناطق الملوثة؟ 

ما هي الملوثات الموجودة في هواء المنازل والأبنية المغلقة؟

المقصود بجودة الهواء الداخلي وفقاً لوكالة البيئة الأوربية هي جودة الهواء داخل المباني وحولها. يتلوث هواء المنازل نتيجة الأنشطة البشرية مثل الطهي والتنظيف والتدخين، والمواد المتطايرة الناتجة عن مواد البناء والمعدات والأثاث والملوثات البيولوجية. عموماً، فيما يلي أهم ملوثات هواء المنازل:

  • نواتج الاحتراق الثانوية: مثل أول أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد النيتروجين وثاني أوكسيد الكبريت من مصادر التدفئة مثل مواقد الغاز والأفران والسخانات.
  • الملوثات البيولوجية: كالعفن، والفطريات، والبكتيريا، وعث الغبار، ووبر الحيوانات الأليفة.
  • المركبات العضوية المتطايرة: تنطلق من مواد البناء والمفروشات ومنتجات التنظيف ومستلزمات العناية الشخصية.
  • غاز الرادون: غاز مشع طبيعي يمكن أن يتسرب إلى المباني من الأرض.
  • دخان التبغ والتدخين السلبي.
  • الأسبستوس: يوجد في مواد البناء والعزل القديمة.
  • الرصاص: من الطلاء وأنابيب السباكة والسيراميك واللحام.
  • الفورمالديهايد: ينبعث من منتجات الخشب المضغوط وبعض مواد البناء والدهانات ومنتجات الطلاء وغيرها.
  • المبيدات الحشرية: تُستخدم لمكافحة الآفات داخل المنزل وخارجه.
  • المواد الجسيمية (Particulate matter): عبارة عن مزيج معقد من الجسيمات الصلبة والسائلة المعلّقة في الهواء، قد تدخل من الهواء الخارجي وقد تُطلق في الداخل نتيجة الطبخ وبعض أنشطة التنظيف والمواقد وغيرها.

يُذكر أن الأهمية النسبية لمصادر التلوث تختلف بناءً على كمية الملوثات التي تنبعث منها ومدى خطورة هذه الانبعاثات. على سبيل المثال، يمكن لموقد الغاز غير المضبوط جيداً أن يُطلق مستويات من الملوثات أعلى بكثير من الموقد المضبوط جيداً. علاوة على ذلك، يمكن لبعض المصادر مثل مواد البناء والأثاث والعطور أن تُطلق كميات قليلة من الملوثات ولكنها مستمرة، في حين أن الأنشطة مثل التدخين أو استخدام منتجات معينة قد تُطلق الملوثات على نحو متقطع ولكن بكميات كبيرة.

اقرأ أيضاً: 12 فائدة لشفاطات الهواء في المطبخ

كيف تؤثّر جودة الهواء الداخلي في الصحة العامة؟

قد تحدث تأثيرات صحية ناجمة عن ملوثات الهواء الداخلي بعد التعرض لها بفترة وجيزة أو بعد سنوات. تشمل الأعراض التي قد تحدث بعد التعرض المباشر للملوثات كلاً من تهيج العينين والأنف والحنجرة والصداع والدوار والتعب. في المقابل، قد تظهر آثار صحية أكثر خطورة بعد التعرض فترات طويلة ومتكررة للملوثات، ومن هذه الآثار:

  • مشكلات الجهاز التنفسي: قد تؤدي جودة الهواء الداخلي الرديئة إلى حدوث مشكلات في الجهاز التنفسي أو تفاقمها، مثل الربو والحساسية وعدوى الجهاز التنفسي السفلي ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: من الممكن أن يفاقم تلوث الهواء الداخلي خطر الإصابة بمشكلات القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب وارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
  • إضعاف الوظيفة الإدراكية: يمكن أن تؤثّر جودة الهواء الرديئة بالمنازل والمكاتب سلباً في الأداء المعرفي، إذ تؤدي المستويات العالية من أكاسيد النيتروجين وثاني أوكسيد الكربون والعفن إلى إضعاف القدرة على التركيز والإنتاجية الإجمالية.
  • اضطرابات النوم: يرتبط التعرض لتلوث الهواء بانخفاض جودة النوم وتعطيل أنماط النوم الصحية.
  • السرطان: يزيد التعرض لفترات طويلة إلى ملوثات الهواء الداخلي مثل الرادون والأسبستوس والتدخين السلبي خطر الإصابة بسرطان الرئة.

كيف يمكن تحسين جودة الهواء الداخلي؟

يمكنك أن تقرأ عن أفضل الطرق لتحسين جودة الهواء في المنزل وتنقيته من الملوثات في هذا الرابط، لكن إليك أيضاً بعض النصائح الفعّالة هنا أيضاً:

  • التحكم في مصادر التلوث عن طريق القضاء على الانبعاثات من المصادر الفردية أو تقليلها، مثل صيانة مواقد الغاز، وشراء مواد البناء والمفروشات الخالية من الفورمالدهيد مثل الخشب الصلب والفولاذ المقاوم للصدأ.
  • تحسين التهوية عن طريق فتح النوافذ والأبواب بانتظام، واستخدام مراوح الشفط عند الطهي، وصيانة أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء بانتظام، واستخدم أجهزة تنقية الهواء.
  • تقييد التدخين وأنشطة الشواء أو الحرق في الأماكن المغلقة، وتجنب استخدام مواقد الغاز في التدفئة.
  • تقليل استخدام معطرات الهواء ومنتجات التنظيف التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية أو مضادة للبقع.
  • تنظيف السجاد بانتظام باستخدام المكنسة الكهربائية لتقليل المواد المسببة للحساسية، ومسح الغبار عن الأسطح.

اقرأ أيضاً: كم مرة عليك تنظيف المنزل بالمكنسة الكهربائية أسبوعياً؟

  • معالجة أي مشكلات تتعلق بالرطوبة لمنع نمو العفن.
  • زراعة بعض النباتات المنزلية أو شراؤها التي تساعد على تحسين جودة الهواء عن طريق امتصاص ثاني أوكسيد الكربون وإطلاق الأوكسجين، على الرغم من أن تأثيرها محدود مقارنة بالتدابير الأخرى.