يقول اللسان أكثر من الكلام؛ فهو يقدّم أيضاً لمحة سريعة عن صحتك العامة. لذلك، غالباً ما يلجأ الأطباء إلى معاينة لون اللسان أو مظهره بوصفها أولى الخطوات اللازمة لأخذ فكرة عن جوانب محددة من الصحة. لذلك، سنوضّح في هذا المقال ما تحتاج إلى معرفته عن هذا الموضوع.
كيف يبدو اللسان الذي يكون بحالة صحية جيدة؟
تقول مختصة أمراض اللثة، سالي كرام (Sally Cram): "إن اللسان الصحي يكون بلون أحمر وردي ومغطى بطبقة رطبة من الأنسجة أو ما يُسمّى الغشاء المخاطي الذي يبطّن سطح اللسان، بالإضافة إلى احتوائه على مجموعة من النتوءات الصغيرة على الجزء الخلفي للسان، المعروفة بالحليمات الذوقية، ويمكن رؤيتها من خلال إخراج اللسان أمام المرآة".
بالإضافة إلى ذلك، قد يحتوي اللسان الصحي على تصبغات خفيفة جداً من اللون الأرجواني أو البني عند سكان إفريقيا وآسيا والبحر الأبيض المتوسط، كما قد توجد طبقة خفيفة بيضاء اللون على سطح اللسان.
ما الذي يشير إليه تغيُّر لون اللسان أو شكله؟
يُعدّ اللون الغريب للسان علامة على وجود مشكلة صحية ما، لذلك يجب عليك مراجعة الطبيب في حال لاحظت أياً مما يلي:
اللون البني أو الأسود
يشير هذا اللون إلى حالة تُسمّى "اللسان الأسود المشعر"، وتحدث هذه الحالة عندما تصبح الحليمات الذوقية طويلة جداً بخلاف الحالة الطبيعية؛ إذ تتساقط الحليمات بانتظام مع كل نشاط يحدث داخل الفم في الحالة الطبيعية، لكنها في حال نمت كثيراً، فيمكنها أن تحبس بداخلها البكتيريا ومزيجاً من ألوان الطعام، ما يؤدي إلى ظهور بقع بنية أو سوداء.
يُذكر أن أهم ما يعزز ظهور هذا اللون هو تناول المضادات الحيوية أو مضادات الهيستامين، بالإضافة إلى التدخين أو جفاف الفم أو شرب كميات كبيرة من القهوة أو الشاي الأسود أو سوء نظافة الفم.
اللون الأبيض
يشير وجود بقع بيضاء سميكة أو قروح بيضاء على اللسان إلى فرط نمو الفطريات في الفم، أو ما يُسمّى بداء المبيضات الفموي أو "القلاع" (Thrush)، و لهذا المرض العديد من العوامل المحفزة أهمها: داء السكري، أو الآثار الجانبية للمضادات الحيوية، أو أدوية علاج السرطان، أو ارتداء طقم أسنان، أو التدخين، أو جفاف الفم، أو استخدام أجهزة الاستنشاق الستيرويدية، أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. وفي بعض الحالات النادرة، تكون البقع البيضاء التي تشبه القرنبيط عرضاً على الإصابة بسرطان الفم.
اقرأ أيضاً: هل أنت مفرط في تناول اللحوم؟ تعرّف إلى أعراض داء النقرس وطرق تجنبه
اللون الأصفر
يشير اللون الأصفر على اللسان عادةً إلى جفاف الفم أو الإصابة بمرض القلاع، كما يمكن أن يكون عرضاً للإصابة ببعض الحالات الطبية؛ مثل اليرقان أو الصدفية أو أمراض الكبد. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود تقرحات (بثور صغيرة أو كبيرة) صفراء أو بيضاء على اللسان قد يدل على الإصابة بقرحة كانكر (القرح القلاعية)، وفي حالات نادرة قد تدل على سرطان الفم.
اللون الأحمر أو الأحمر اللامع
لون اللسان الطبيعي هو أحمر وردي، أمّا في حال أصبح أحمر اللون أو أحمر فاتحاً أو لامعاً (مثل تلّون اللسان الناتج عن شرب عصير الفراولة)، فقد يكون ذلك علامة على نقص بعض الفيتامينات؛ مثل فيتامين B12 أو حمض الفوليك، كما قد تشير إلى وجود عدوى بكتيرية تُسمّى الحمى القرمزية تسببها بكتيريا العقدية (Streptococcus) في الحلق، وتكون مصحوبة بطفحٍ جلدي أحمر على الجسم.
الجدير بالذكر، أنه إذا لاحظت وجود بقع حمراء زاهية غير مؤلمة موزّعة على أماكن مختلفة من اللسان، فقد تكون مصاباً بحالة غير مضرة وغير قابلة للشفاء، تُسمّى "اللسان الجغرافي" (Geographic tongue).
اقرأ أيضاً: لماذا يُستأصل البنكرياس؟ وهل يمكن للإنسان أن يعيش دونه؟
اللون الأزرق
يشير اللون الأزرق على اللسان إلى ضعف في الدورة الدموية وقلة الأوكسجين الواصل إلى اللسان، وقد يكون ذلك ناتجاً كعرَض من الآثار الجانبية للأدوية، أو علامة على الإصابة بحالات صحية خطرة؛ مثل الزّراق (Cyanosis) أو ميتهيموغلوبينية الدم (Methemoglobinemia).
اللون البرتقالي
السبب الرئيسي للون البرتقالي للسان هو سوء نظافة الفم، كما يمكن أن ينتج عن جفاف الفم أو تناول بعض أنواع المضادات الحيوية.
التشققات وألم اللسان
قد تكون الشقوق الصغيرة المؤلمة على اللسان علامة على جرح أو التهاب ناجم عن أذية ميكانيكية، مثل عضّ اللسان بالخطأ أو في أثناء تناول الطعام أو الكلام، أو حرق ناجم عن مشروب أو طعام ساخن. لا تستدعي مثل هذه الحالات الاستشارة الطبية، ويمكن استخدام بعض مسكنات الألم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين.
اقرأ أيضاً: روماتيزم الركبة: من الأعراض إلى التشخيص والعلاج
النتوءات أو المطبّات على اللسان
قد تلتهب الحليمات أو تنتفخ، ما يجعلها أكبر حجماً وأكثر وضوحاً. على سبيل المثال، يحدث التهاب الحليمات اللسانية نتيجة قلة النوم أو الإفراط في التدخين أو التوتر. لا تكون هذه المطبات (البقع المنتفخة) عادة مدعاة للقلق، ويمكن علاجها في المنزل باستخدام مسكنات الألم وغسول الفم الملحي. بالإضافة إلى التهاب الحليمات اللسانية، ثمة بعض الحالات التي تسبب حدوث المطبات مثل:
- قرحة كانكر (Canker sores): هي قروح مؤلمة غالباً ما تظهر في الجزء الخلفي من الحلق والجزء الداخلي للخدين وتحت اللسان، ولها أسباب عديدة أهمها الحساسية والهرمونات والدورة الشهرية والتوتر.
- القروح الناجمة عن مرض الزهري (Chancers): مرض الزُهري هو عبارة عن عدوى مرضية تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ومن أعراضه القروح التي تظهر في أماكن عدة من الجسم ومنها اللسان.
- الأكياس الليمفاوية الظهارية (Lymphoepithelial cysts): هي نتوءات تنمو تحت اللسان وغير مسببة للألم عادة، يمكن إزالتها جراحياً.
- القيلة المخاطية (Mucocele): اضطراب في الغدد اللعابية؛ إذ يؤدي إلى ظهور كيسات مملوءة بالمخاط في الفم، قد تسبب عدم الراحة عند التحدث أو البلع، لكنها تكون دون أعراض أخرى.
اللسان الأملس
هي حالة صحية تُسمّى "التهاب اللسان الضموري" (Atrophic glossitis) أو ما يُعرف "باللسان الأصلع" (Bald tongue)، وهي عبارة عن التهاب اللسان وتورمه نتيجة فقدان بعض أو جميع الحليمات الذوقية، ما يسبب ألماً وتغيرات في التذوق. قد يكون التهاب اللسان الضموري ناتجاً عن أحد الاضطرابات الهضمية (اضطراب في المناعة الذاتية يؤدي إلى تدمير الأمعاء الدقيقة)، أو متلازمة سجوجرن.
انتفاخ اللسان
انتفاخ اللسان هو أحد أعراض الإصابة بالتهاب اللسان، والذي ينجم عن عدة مسببات أهمها رد الفعل التحسسي، أو الالتهابات، أو نقص الفيتامينات، أو الجروح، أو جفاف الفم، أو نقص الحديد. تُعالج الحالة بناءً على السبب الكامن وراءها. لكن يُشار إلى أنه إذا لاحظت انتفاخاً في اللسان بعد تناول طعام معين، فعليك استشارة الطبيب مباشرة، لأن الانتفاخ قد يصل إلى الجزء الخلفي من اللسان والحلق مؤدياً إلى صعوبة في التنفس.
اقرأ أيضاً: إليك أسباب التهاب اللسان عند مريض السكري وكيفية علاجه
نصائح للحفاظ على صحة اللسان
إليك أهم النصائح للحفاظ على صحة لسانك:
- تنظيف اللسان باستخدام فرشاة الأسنان والمعجون مع الانتباه إلى الضغط بلطف على اللسان في أثناء التنظيف.
- استخدام مكشطة اللسان، وهي عبارة عن أداة مصنوعة من البلاستيك الناعم والمرن تسمح بكشط الطبقة المخاطية الموجودة على اللسان بسهولة.
- شرب الشاي الأخضر لأنه يساعد على قتل البكتيريا الموجودة في الفم.
- مراقبة لون اللسان باستمرار.
- شرب الكثير من المياه للحفاظ على اللسان رطباً وإزالة البكتيريا وبقايا الطعام عنه.