9 مؤشرات بيولوجية بسيطة تقيس بها قوة ذاكرتك

4 دقيقة
9 مؤشرات بيولوجية بسيطة تقيس بها قوة ذاكرتك
حقوق الصورة: shutterstock.com/mapush
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل يمكن بالفعل أن تقيس قوة ذاكرة الشخص من دون أن تختبر ذاكرته بإحدى الاختبارات مثل حفظ الصور المعروضة عليه أو تذكر قصيدة تلوتها له؟ الجواب هو نعم؛ إلى حد ما، فهناك مؤشرات بيولوجية تقيس مدى كفاءة الذاكرة بأنواعها القصيرة والطويلة المدى، وإليك أبرزها في هذا المقال.

اقرأ أيضاً: ما هي ذاكرة العضلات؟ وكيف يمكنك الاستفادة منها في الحفاظ على لياقتك البدنية؟

9  مؤشرات بيولوجية تقيس قوة الذاكرة

تحتاج الذاكرة إلى بنية تحتية بيولوجية لكي تعمل، وعلى الرغم أن هناك الكثير من العوامل المجهولة التي تؤثر في عمل الذاكرة، فإن هناك بعض المؤشرات المُكتشفة التي تدل على وجود كفاءة أو عطب بعمل الذاكرة؛ ومن أبرزها ما يلي

1. اتساع حدقة العين  

اكتشف باحثون من جامعة تكساس في أرلينغتون في دراسة نُشرت في فبراير/شباط 2024، أن اتساع حدقة العين يمكن أن يشير إلى مستويات الذاكرة العاملة الأقوى بين الأفراد، فكلما كان اتساع حدقة العين أكبر في أثناء القيام بمهمة تتطلب الذاكرة العاملة؛ مثل تذكر رقم هاتف أو إنجاز عدة خطوات مكتوبة وتطبيقها مثل اتباع وصفات الطبخ وغيرها، كان يعني هذا أن الشخص لديه ذاكرة عاملة أفضل.

وتشير هذه العلاقة بين اتساع حدقة العين وأداء الذاكرة إلى أن قياس حدقة العين يمكن أن يكون مؤشراً بيولوجياً ظاهرياً  يقيس قدرة الذاكرة، ولا يحتاج إلى أجهزة معقدة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي وقياس الأمواج الدماغية للتحقق من فعالية مناطق الدماغ المرتبطة بقوة الذاكرة.  

2. المؤشرات الوراثية  

وجد باحثون من جامعة إنديانا عام 2019 مجموعة من المورثات القادرة على التنبؤ بحالة الذاكرة، ويمكن عَدُّها مؤشرات حيوية لقياس مدى فعالية الذاكرة من خلال قياس كمية البروتينات التي تصنعها هذه المورثات؛ ومن أبرزها ما يلي:

  • مورثة مستقبل تحفيز الخلايا القاتلة الطبيعية (NKTR).
  • مورثة نظير بروتين راس الغزير دماغياً (RHEB).
  • مورثة إنزيم يوبيكويتين المترافق إي 2 إل 3 (UBE2L3).

وغيرها الكثير مثل RAB7A وNPC2 وTGFB1 وGAP43 وARSB وPER1 وGUSB وMAPT. 

3. سلامة الحُصين

يقع الحُصين في الجزء الداخلي من الفص الداخلي الصدغي للدماغ، ويُعد مسؤولاً عن تكوين الذكريات الطويلة المدى؛ ويمكن أن تكون هذه الذكريات صوراً أو أحداثاً أو أسماء وتتطلب جهداً واعياً لتذكرها. وفي حال تبين وجود خلل في الحُصين، سينجم عن ذلك خلل في عمل الذاكرة الطويلة المدى وتكوينها، وسيُصاب الشخص بحالة تدعى “فقدان الذاكرة التقدمي”؛ أي عدم القدرة على تكوين ذكريات جديدة طويلة المدى.

إذا تعرض الجانب الأيسر من الحُصين إلى التلف، فإنه يسبب مشكلات في تذكر المعلومات اللفظية؛ ولكن لا يزال بإمكان الشخص تذكر المعلومات المرئية لأن الجانب الأيمن ما يزال فعالاً، وإن تعرض الجزء الأيمن من الحُصين إلى الضرر سيحدث العكس.

وفي دراسة من جامعة بازل أُجريت عام 2023، وأجرى فيها باحثون تصويراً وظيفياً بالرنين المغناطيسي لنحو 1500 مشارك تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً، تَبين أن الإشارات الدماغية الفعالة في الحُصين كانت تُظهر اختلافاً بين الأشخاص الذين كانوا قادرين على تذكر صور معينة والذين لم يستطيعوا التذكر.

اقرأ أيضاً: الذاكرة العضلية هي أمر حقيقي، ولكنها على الأرجح ليست كما تعتقد

4. حجم الدماغ

يُرجِّح علماء الأحياء أن حجم الدماغ الكبير يتوافق مع قدرة أكبر على تخزين الذكريات، وأحد الأدلة على ذلك هو أن الثدييات ذات الدماغ الأكبر مثل الحيتان، تميل إلى العيش فترةً أطول من الثدييات الأصغر حجماً. ومن وجهة نظر بعض العلماء؛ تساعد الأدمغة الأكبر حجماً على تخزين مجموعة أكبر من الذكريات للأيام الإضافية التي قضاها الحيوان على قيد الحياة.

لكن في الوقت ذاته، قارنت الدراسات أحجام أدمغة الأشخاص الذين لدى كل منهم ذاكرة عالية الجودة؛ أي يستطيع كل منهم تذكر التفاصيل الدقيقة للأحداث التي مرّت عليه منذ عقود، مع أحجام أدمغة الأشخاص الذين لديهم ذاكرة عادية، وتَبيّن أنه لا يوجد فرق في حجم الدماغ بين الفئتين في المناطق المرتبطة بالذاكرة مثل الحُصين. 

5. سلامة المخيخ والعقد القاعدية

يتحكم كل من المخيخ والعقد القاعدية في الدماغ بالذكريات المرتبطة بالمهارات الحركية؛ ومن ثَمّ فهذه المناطق مسؤولة عن تذكر كيفية ممارسة حركات معينة مثل تعلم المهارات الموسيقية أو أداء مهمة تتطلب حركات معينة، ويمكن أن يؤدي تلف المخيخ إلى قصور شديد في المهارات الحركية الأساسية المحفوظة في الذاكرة.

6. سلامة اللوزة الدماغية

تُستخدَم اللوزة الدماغية لتكوين الذكريات العاطفية؛ فمثلاً الغضب يظل محفوراً في الذاكرة فترةً طويلة. وفي حال كان هناك خلل في وظيفة اللوزة الدماغية، ستتأثر الذاكرة التي تعتمد على المشاعر مثل الفرح والغضب والحزن وغيرها.

7. توفر النواقل العصبية 

تحتاج الذاكرة إلى وجود عوامل تساعد على الارتباط بين الخلايا العصبية للذاكرة وتعمل بوصفها جزيئات تنقل الإشارة من خلية عصبية إلى أخرى، وتعمل المشابك العصبية على حفظ الذاكرة، فكلما حُفِّزت المشابك المسؤولة عن ذكرى معينة على نحو أقوى بوساطة النواقل العصبية، سيصبح تذكرها أسهل، وعندما يحدث خلل في تصنيع النواقل العصبية أو قلة في وفرتها، لن يتمكن الشخص من حفظ الذاكرة أو استرجاعها بكفاءة.

اقرأ أيضاً: النسيان قد يشير إلى أن ذاكرتك تعمل بالشكل الأمثل

8. الإصابة بمرض آلزهايمر

يصيب مرض آلزهايمر الذاكرة؛ حيث يَصعّب على الشخص المصاب بالمرض أن يتذكر المعلومات التي يعرفها سابقاً مثل العناوين والأسماء وغيرها؛ والسبب في هذا هو إصابة الخلايا العصبية في الدماغ بالتلف والموت نتيجة تراكم مركب يدعى “أميلويد بيتا”. ونتيجة لذلك؛ تتعطل الروابط بين شبكات الخلايا العصبية، وينكمش حجم العديد من مناطق الدماغ. 

ويحدث في حالة مرض آلزهايمر نقص في الناقل العصبي أستيل كولين (ACh)؛ الذي يساعد عادةً على التحكم في حركات العضلات ونقل الذكريات بين الدماغ والحبل الشوكي.

9. النوم الجيد

يُعد النوم الجيد من المؤشرات غير المباشرة إلى جودة عمل الذاكرة؛ إذ يساعد النوم في الحفاظ على مرونة المشابك العصبية التي تُعد مهمة للغاية لتخزين الذكريات واسترجاعها، ويساعد النوم على تجميع الذكريات الجديدة من اليوم السابق مع الذكريات القديمة للشخص.

مؤشرات غير بيولوجية إلى جودة عمل الذاكرة 

بالتوازي مع المؤشرات البيولوجية، توجد مؤشرات غير بيولوجية إلى جودة الذاكرة؛ إذ يمكن أن تدل شخصية الفرد على قوة ذاكرته، فوفقاً لدراسة من جامعة ولاية فلوريدا نُشِرت عام 2021؛ ترتبط سمات الشخصية بالذاكرة، فالأفراد الذين يُبدون وعياً أعلى وانفتاحاً على ما حولهم، والأقل عصبية، يميلون إلى الأداء على نحو أفضل في مهام استرجاع الذاكرة.

وشملت الدراسة نحو 70 ألف شخص في سنّ تبلغ 67 عاماً في المتوسط، وكانت نسبة النساء المشاركات في الدراسة 57%، وهدفت الدراسة إلى فحص التأثيرات الاجتماعية والنفسية في أداء الذاكرة في الدول ذات الموارد الاقتصادية القليلة، ووجدوا أن الحالتَين الاقتصادية (الدخل) والاجتماعية (التعليم) لا تؤثران في الذاكرة بقدر ما تؤثر طباع الشخص. 

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: الاستخدام الطويل الأمد لمضادات الحساسية يسيء للذاكرة

بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب والتوتر ضعفَ الذاكرة القصيرة المدى؛ حيث يؤثر الاكتئاب في الذاكرة العاملة والتبادلات الكيميائية للناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين.