كيف تحمي نفسك من الجحيم المناخي المرتقب هذا الصيف؟

4 دقيقة
كيف تحمي نفسك من الجحيم المناخي المرتقب هذا الصيف؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.

بمناسبة يوم البيئة العالمي، الذي صادف 5 حزيران/يونيو 2024، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (António Guterres)، إلى اتخاذ إجراءات فورية لتجنب دخول العالم إلى ما أطلق عليه "الجحيم المناخي". جاء ذلك على إثر ما ورد في تقرير خدمة كوبرنيكوس لتغيّر المناخ (Copernicus Climate Change Service) أو (C3S) التابعة للمفوضية الأوروبية، والذي حذّر من أن شهر مايو/أيار كان الشهر الثاني عشر على التوالي الذي تجاوز فيه متوسط ​​درجات الحرارة العالمية منذ عام 1850، حيث تجاوز متوسط ​​درجات الحرارة العالمية مستويات ما قبل الصناعة بنحو 1.6 درجة مئوية.

وفي خطابه الذي حاول فيه توضيح الحلول الممكنة، حذّر غوتيريش قائلاً: "إننا نقف عند لحظة الحقيقة. في حالة المناخ، نحن لسنا الديناصورات، نحن النيزك. نحن لسنا في خطر فحسب، بل نحن الخطر. لكننا الحل أيضاً". وأضاف: "أننا نلعب الروليت الروسية مع كوكبنا.. نحن بحاجة إلى منعطف للخروج من الطريق السريع إلى جحيم المناخ، والحقيقة هي أننا نسيطر على عجلة القيادة".

اقرأ أيضاً: كيف يؤثّر التغيّر المناخي في الحمل والأجنة؟

كيف دخل العالم منطقة الجحيم المناخي؟

أشار غوتيريش في خطابه الذي ألقاه في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، إلى أننا اليوم وبعد 10 سنوات على اتفاقية باريس التي تهدف إلى الحد من ارتفاع متوسط ​​درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، لسنا على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف، بل يزداد تحقيقه صعوبة بسبب انبعاثات غازات الدفيئة المتزايدة. 

لمزيد من التوضيح، أشار غوتيريش في خطابه إلى أحدث بيانات علماء المناخ في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، التي تشير إلى أن "ميزان الكربون"؛ وهو الحد الأقصى لكمية انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون (CO2) التي يمكن إطلاقها في الغلاف الجوي مع وجود فرصة معقولة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند درجة حرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، يبلغ 200 مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون. 

هذا يعني أنه إذا أصدرنا أكثر من هذه الكمية من ثاني أوكسيد الكربون، فإننا نخاطر بتجاوز حد الاحترار البالغ 1.5 درجة مئوية.

والحقيقة التي توضحها بيانات العلماء، أننا نُطلق 40 مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً عن طريق حرق الوقود الأحفوري. وبعمليات حسابية بسيطة نستنتج أننا إذا واصلنا انبعاث ثاني أوكسيد الكربون بالمعدل الحالي، سنستنفد هذه الميزانية قبل عام 2030.

الحل الذي اقترحه غوتيريش هو خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون العالمية بنحو 9% كل عام حتى 2030، لكن ما حدث هو العكس، إذ ازدادت انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون العالمية بنحو 1% عام 2023. ويقول: "الحقيقة هي أن المعركة من أجل الحفاظ على درجة حرارة 1.5 درجة مئوية سوف نكسبها أو نخسرها في عشرينيات هذا القرن، تحت أنظار القادة اليوم. وهذا كلّه يتوقف على القرارات التي يتخذها هؤلاء القادة، أو يفشلون في اتخاذها، وخاصة في الأشهر الثمانية عشر المقبلة".

ما آثار ارتفاع درجات الحرارة؟

وفقاً لغوتيريش، قد يؤدي ارتفاع درجة حرارة الكوكب نصف درجة إلى:

  • اختفاء بعض المجتمعات الساحلية أو الدول الجزرية.
  • ابيضاض المرجان، واختفاء أنظمة الشعاب المرجانية.
  • انهيار الصفائح الجليدية غرب القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند، ما قد يسبب ارتفاعاً كارثياً في ​​مستوى سطح البحر.
  • تعطيل النُظم البيئية، ما يؤثّر في التنوع الحيوي وموائل الحياة البرية.
  • الطقس المتطرف، خاصة في منطقة شرق آسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من العالم؛ مثل الأعاصير وموجات الحر، ما يؤدي إلى إزهاق الأرواح، وتراجع الصحة العامة، وضرب الاقتصادات. على سبيل المثال، تسببت درجات الحرارة العالية التي ضربت آسيا هذا العام، بذبول المحاصيل وإغلاق المدارس، كما شهدت منطقة الخليج العربي وسلطنة عُمان منخفض الهدير المدمّر مؤخراً.
  • انعدام الأمن الغذائي العالمي.

اقرأ ايضاً: كيف غذّى التغيّر المناخي الفيضانات المدمرة في الباكستان؟

الحلول: كيف يمكننا التعامل مع الجحيم المناخي الذي تحذّر منه الأمم المتحدة هذا الصيف؟

يؤكد غوتيريش خطورة الوضع وضرورة اتخاذ تدابير فورية ومهمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. ومع ذلك، يوفّر هذا التحدي فرصاً للتنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي. على سبيل المثال، يخلق التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون فرص عمل جديدة ويحفّز الابتكار ويعزز العدالة الاجتماعية. وهذا يؤكد الترابط بين القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية، والحاجة إلى حلول متكاملة. ومن الحلول التي اقترحها للحد من الاحتباس الحراري والجحيم المناخي ما يلي:

خفض انبعاثات الوقود الأحفوري

اليوم، تتحمل دول مجموعة العشرين المسؤولية عن 80% من انبعاثات غازات الدفيئة، لكنها تتمتّع بالقدرة أيضاً على الحد منها، نظراً إلى ما تتمتّع به من اقتصاد قوي. عموماً، يتعين على حكومات العالم:

  • تقديم الدول المتقدمة الدعم التكنولوجي والمالي لاقتصادات البلدان النامية والناشئة.
  • وضع خطط وطنية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة خلال السنوات القادمة.
  • التخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري، بحيث يُخفض الإنتاج والاستهلاك العالمي لأنواع الوقود الأحفوري جميعها بنسبة 30%، وإنهاء استخدام الطاقة التي تعتمد على الفحم بحلول عام 2040، وخفض العرض والطلب على النفط والغاز بنحو 60% بحلول عام 2035.
  • تحويل الدعم عن الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.
  • إيقاف إزالة الغابات، وزرع المزيد منها.
  • مضاعفة كفاءة استخدام الطاقة للحد من الفاقد.
  • زيادة مصادر الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف.
  • تبني التكنولوجيات النظيفة.

اقرأ أيضاً: ما تأثير التغيّر المناخي في المحيطات؟

تكثيف الحماية من الفوضى المناخية اليوم وغداً

من المفارقات المناخية أن الأفراد الأقل مسؤولية عن الأزمة هم الأكثر تضرراً؛ مثل الفقراء في البلدان الضعيفة اقتصادياً، والسكان الأصليين والنساء والفتيات. في المقابل، يُصدر 1% من أغنياء العالم نحو ثلثي انبعاثات البشرية. لذا ليس من المنطقي أن يعيش الأغنياء في فقاعة مكيفة من الهواء، بينما يعاني الفقراء هجمات التغيّرات المناخية.

يوصي غوتيريش بأنه على البلدان المتقدمة جميعها، حماية كل شخص على وجه الأرض من خلال نظام للإنذار المبكر بحلول عام 2027، وذلك عبر:

  • مضاعفة مخصصات أموال التكيُّف مع التغيّرات المناخية إلى ما لا يقل عن 40 مليار دولار سنوياً. وأموال التكيُّف هي التمويل المخصص للإجراءات التي تساعد المجتمعات على تقليل المخاطر التي تواجهها والأضرار التي قد تتعرض لها بسبب المخاطر المناخية مثل العواصف أو الجفاف. يمكن أن تشمل تدابير مثل بناء مساكن أقوى، أو تطوير محاصيل أكثر تحملاً للجفاف، أو إنشاء شبكات أمان اجتماعي، أو تحسين عملية صنع القرار بشأن المخاطر المرتبطة بالمناخ. حيث ينبغي على البلدان المتقدمة مساعدة البلدان المنخفضة الدخل على دعم البنية التحتية والنُظم البيئية التي يعتمد البشر عليها لتصبح أكثر قدرة على الصمود في مواجهة آثار تغيّر المناخ.
  • وضع خطة مدروسة لسد الفجوة في تمويل التكيُّف.
  • مساعدة الدول النامية على سداد ديونها التي تعوق تخصيص أموال للعمل المناخي، والاستثمار في الطاقة المتجددة.
  • فرض ضريبة على أرباح شركات الوقود الأحفوري.

اقرأ أيضاً: كيف أصبحت الصحة العامة تحت رحمة الوقود الأحفوري؟ علماء يدقون ناقوس الخطر

معالجة صناعة الوقود الأحفوري

ينبغي حث قادة صناعة الوقود الأحفوري على المزيد من الاستثمار في صناعة الطاقة النظيفة؛ حيث لم يتجاوز استثمار صناعة النفط والغاز نسبة 2.5% من إجمالي إنفاقها الرأسمالي على الطاقة النظيفة في العام الماضي. لذا لا بُدَّ للمؤسسات المالية من التوقف عن:

  • دعم صناعة الوقود الأحفوري أو استقطاب عملاء جدد، والتوجه نحو التخلي عن عملائها الحاليين.
  • دعم شركات الوقود الأحفوري وفرض حظر على إعلاناتها.

نصائح تساعدك في التغلب على حرارة الصيف

  1. شرب كميات كافية من الماء.
  2. تجنب المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين.
  3. تجنب الأغذية الغنية بالبروتين.
  4. تجديد الإلكتروليتات.
  5. استخدام الواقي الشمسي.
  6. مضادات الأكسدة الفموية والموضعية.
  7. البحث عن الظل.
  8. ارتداء ملابس واقية من الشمس.