يحدث الإغماء عندما لا ينجح الدماغ في تلقي كمية كافية من الدم لفترة وجيزة، ما يسبب فقدان الوعي. في كثيرٍ من الحالات تتم استعادة الوعي بسرعة وذلك اعتماداً على سبب حدوث الإغماء، بينما يحتاج بعض الأفراد إلى وقت أطول لاستعادة الوعي بشكلٍ تام.
من جهةٍ أخرى، قد لا يكون للإغماء أي أهمية طبية أو قد يكون السبب اضطراباً قلبياً ينبغي عدم إهماله. لهذا السبب، يُنصح بالتعامل مع الإغماء كحالةٍ طبية طارئة حتى تزول الأعراض ويُعرف السبب. فكيف يتم التصرف في حالات تتطلب تدخلات إسعافية كالإغماء؟
اقرأ أيضاً: دليلك للبقاء على قيد الحياة في الصحراء
كيف تتعامل في حالة إغماء شخص أمامك؟
في حال وجدتُ شخصاً أمامك بدأ بفقدان الوعي وسيغمى عليه، احرص على أن تُمسك به قبل أن يسقط وذلك تجنباً لحدوث أي رضوض على رأسه، مع ضرورة الالتزام بالقيام بالخطوات التالية تباعاً بعد طلب المساعدة الطبية:
- وضع الشخص المُغمى عليه على ظهره، وإن كان الشخص يتنفس ولا يوجد عليه أي علامات لأي إصابات جسدية جسيمة، عندئذ يتوجب رفع ساقيه إلى مستوى فوق القلب، أي بنحو 30 سم أعلى سطح الأرض.
- فك الأحزمة والياقات أو أي ملابس ضيقة أخرى.
- التحدث إلى الشخص ومحاولة إيقاظه.
- التحقق من التنفس ومن النبض، وإذا كان الشخص لا يتنفس فمن الضروري البدء بالإنعاش القلبي الرئوي إلى حين وصول المساعدة الطبية.
- قلّب الشخص إلى جانبه إن كان يتقيأ أو ينزف من فمه وذلك لتجنب حدوث حالات الاختناق. ومن الضروري قلب الشخص إلى جانبه في حالات الصرع والاختلاج أيضاً حتى لا يتم بلع اللسان والاختناق به.
من العلامات التي تُنبئ بخطورة سبب حدوث الإغماء، ترافق الإغماء مع ازرقاق الشفاه أو اضطراب النظم القلبي وصعوبة التنفس وعدم الاستجابة للمنبهات الصوتية، لهذا يتوجب عدم إهمال البحث عن السبب وراء حدوث الإغماء عند ترافقه مع هذه العلامات.
أمّا بعد أن يبدأ الشخص بالصحو، فمن المهم أن نقوم بالتالي:
- تشجيع الشخص على الجلوس أو الاستلقاء لمدة 10-15 دقيقة على الأقل، ويمكن اقتراح أن يجلس وأن يُخفّض رأسه تحت أكتافه أو بين ركبتيه.
- التحقق من وجود أي إصابات تحتاج إلى عناية طبية مثل إصابة في الرأس أو جرح عميق.
- تقديم الثلج أو الماء البارد.
- تقديم العصير أو محلول سكري في حال كان الشخص مصاباً بداء السكري.
العلامات المُنذرة لحدوث الإغماء
في بعض الأحيان قد تكون أنت الشخص الذي على وشك التعرض لحالة الإغماء، وبالطبع يمكنك أن تساعد نفسك، حتى لو لم تتمكن من تجنب حدوث الإغماء. عليك حماية نفسك من أي سقوط على الأرض وطلب المساعدة، وذلك من خلال:
- الاستلقاء أو الجلوس لتقليل فرصة الإغماء، وعدم النهوض بسرعة.
- وضع الرأس بين الركبتين في حال الجلوس.
- طلب المساعدة من المحيطين أو الاتصال بأحد المقربين لإعلامهم بموقعك.
اقرأ أيضاً: كيف تتصرف عند حدوث زلزال؟
وتشمل العلامات المُنذرة التي توجّه نحو احتمال حدوث الإغماء ما يلي:
- الدوار.
- الشعور ببرودة الأطراف.
- ضبابية الرؤية.
- سماع طنين في الأذنين.
- الضعف وعدم القدرة على الوقوف بشكلٍ سوي أو فتح العينين كما في الحالة الطبيعية، أي فقدان السيطرة على العضلات.
ما أسباب حدوث الإغماء؟
غالباً ما يصاب الشخص بالإغماء كرد فعل على الألم المبرح أو الإرهاق الشديد أو الجوع نتيجة انخفاض سكر الدم، كما قد يكون الإجهاد العاطفي أو فرط التوتر أحد الأسباب، كما يمكن أن يُصاب الأفراد بالإغماء بعد الوقوف المديد أو الجلوس بهدوء لفترة طويلة ثم الوقوف المفاجئ، ويُدعى ذلك بهبوط الضغط الانتصابي. نذكر فيما يلي أكثر الأسباب التي تقف وراء حدوث الإغماء شيوعاً:
- انخفاض ضغط الدم: السبب الأكثر شيوعاً للإغماء هو الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم، ما يقلل من تدفق الدم والأوكسجين إلى الدماغ.
- الإغماء القلبي: مسؤول عن 15% من حالات الإغماء، إذ يحدث الإغماء نتيجة وجود مشكلات قلبية تؤثّر في ضخ الدم المؤكسج إلى أنحاء الجسم.
- إغماء الجيوب السباتية: يحدث هذا النوع من الإغماء عندما يضغط جسم داخلي من الجسم أو خارجي على الشريان السباتي الموجودة في العنق، ما يؤدي إلى تضيقه والذي بدوره يعني ضعف وصول الدم إلى الدماغ، حيث يحدث هذا النوع من الإغماء عندما يرتدي الشخص طوقاً مشدوداً أو عند التمدد أو عطف الرقبة بشكلٍ مفرط لأحد الجانبين.
- الإغماء الوعائي المبهمي: هو فقدان الوعي نتيجة التعرض لحدث مرهق أو راضّ، مثل رؤية الدم أو الإجهاد العاطفي أو الصدمة الجسدية أو الصدمة العاطفية أو الألم الشديد. وفيه يتباطأ نبض القلب وينخفض معدل ضخ الدم وينخفض ضغط الدم في النهاية. من جهة أخرى، يؤدي التعرض للحرارة بشكلٍ مطول إلى تفعيل هذه الآلية أيضاً كما تتفعل عند السعال أو التمدد أو التغوط أو التبول.
اقرأ أيضاً: دليلك الصحي للتعامل مع الدوخة أثناء الصيام
ومن الأسباب المحتملة الأخرى للإغماء نذكر:
- استخدام بعض الأدوية مثل مدرات البول وحاصرات قنوات الكالسيوم ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وموسعات الأوعية ومضادات الهيستامين والمسكنات الأفيونية.
- التجفاف.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الاضطرابات العصبية مثل نوبة صرع أو السكتات الدماغية.
- الاضطرابات الوعائية مثل انسداد الشريان السباتي.
- نقص السكر في الدم كما يحدث عند مرضى السكري.
- فرط التنفس.
- تعاطي المخدرات.