كيف تستمتع بعطلتك وتتجنب التعب والمرض في أثناء السفر؟

ملخص:

المشكلة: يواجه العديد من المسافرين مشكلات صحية وتعباً في أثناء العطلات بسبب تغيير الأجواء والأطعمة والأوقات الزمنية، ما يعرّضهم لمشكلات مثل الإسهال أو الأمراض المعدية.

السبب: قد تؤدي اختلافات معايير النظافة والصحة والرعاية الطبية في الوجهات السياحية إلى تأثير سلبي في صحة المسافرين، بالإضافة إلى انتشار أوبئة أو أمراض معدية مثل الملاريا في بعض المناطق، أو احتوائها على كائنات ممرضة لم يسبق للجسم أن طوّر مناعة ضدها، والتعرض للإجهاد الناتج عن الثقافات المختلفة وتغيرات النظام الغذائي.

الحل: لتجنب هذه المشكلات، يُنصح باتباع عدة خطوات منها: التعرّف إلى الخدمات الصحية والمخاطر المحتملة في وجهة السفر، واستشارة مقدم الرعاية الصحية، وأخذ اللقاحات اللازمة، والحصول على تأمين صحي للسفر، وحمل الأوراق الطبية الضرورية، واتخاذ تدابير للتكيُّف مع الثقافات الجديدة، وتجنب تناول الأطعمة غير المطهية جيداً والمياه غير المعبأة.

يتطلع الكثيرون إلى قضاء عطلة للاسترخاء والتخفيف من المسؤوليات، فهي فرصة لتجديد النشاط، والتمتّع بتجارب متعددة. ومن أجل ذلك، قد يقرر بعض الأشخاص السفر لمشاهدة أماكن جديدة، وخوض مغامرات مختلفة. وعادة ما يبحث الأشخاص عن أفضل الوجهات السياحية والمطاعم وأماكن التسوق في الأماكن التي يودون زيارتها. لكن، قد يتعرض بعضهم إلى مشكلات بسبب تغيير الأجواء والأوقات الزمنية واختلاف الأطعمة والأشربة، ما قد يزعجهم ويشعرهم بالتعب والإجهاد، وقد يُصابون ببعض المشكلات الصحية مثل الإسهال أو الأمراض المعدية مثل الملاريا.

لذلك، عند التخطيط للعطلات، من المهم الاستعداد واتخاذ الخطوات اللازمة في حال التعرض إلى إصابة أو حادث أو مرض. في هذا المقال، نتناول أبرز النصائح التي يمكن اتباعها للحصول على عطلة ممتعة وصحية، وتجنب التعب، أو التقاط عدوى، أو الإصابة بأحد الأمراض.

7 نصائح عند التخطيط للسفر

يمكن أن تساعدك النصائح التالية على التخطيط قبل السفر:

1. تعرّف إلى خدمات الرعاية المختلفة: قد تختلف معايير النظافة والسلامة والرعاية من بلد إلى آخر، ما قد يؤثّر سلباً في صحتك، ويعوق حصولك على المساعدة الطبية عند الحاجة. لذلك، تعرّف إلى الخدمات الصحية في الوجهة التي تنوي الذهاب إليها، وكيفية الحصول عليها. وفي هذا السياق، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC بالولايات المتحدة الأميركية، دليلاً يحدَّث باستمرار، يشمل الإرشادات والتوصيات والمعلومات المتعلقة بالسفر الدولي، أسمته "الكتاب الأصفر".

2. تعرّف إلى المخاطر الصحية المحتملة: قد تنتشر أوبئة أو أمراض معدية مثل الملاريا في بعض البلدان الحارة والمناطق الاستوائية. بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي بعض البلدان على بكتيريا أو جراثيم أو فيروسات لا توجد عادة ضمن البلد الذي تعيش فيه، ما يعني أن جسمك لن يكون معتاداً عليها أو سبق أن طوّر مناعة ضدها. لذا، ينبغي أن تتعرّف إلى المخاطر الصحية المحتملة في البلدان التي تنوي زيارتها، وأن تسأل الطبيب عن الخطوات التي يجب عليك اتخاذها للوقاية من هذه المخاطر.

3. استشِر مقدم الرعاية الصحية: قبل السفر، خاصة إلى خارج البلاد، قد تتطلب بعض البلدان أخذ لقاحات قبل السفر إليها، وقد تحتاج إلى أكثر من جرعة، ولا يمكن بطبيعة الحال إعطائها في الوقت نفسه. لذلك استشِر مقدم الرعاية الصحية قبل السفر بـ 6 أسابيع على الأقل، لأخذ الجرعات الكاملة لك ولأطفالك، وإتاحة الوقت الكافي لاستصدار الوثائق المطلوبة. كذلك، أحضر نسخة من سجل التطعيمات لك ولأطفالك.

4. احصل على تأمين صحي للسفر: في حال مرضك أو إصابتك بالخارج، وكان لديك تأمين صحي في بلدك، فقد لا يغطي هذا التأمين النفقات خارج منطقتك، لذلك تأكد من حصولك على تأمين صحي للسفر من خلال التواصل مع السلطات الصحية في منطقتك.

5. أحضر الأوراق الطبية اللازمة: عند حمل أدويتك خلال السفر، خاصة التي تتطلب وصفة طبية، أحضر مذكرة من مقدم الرعاية الصحية تثبت سبب حمل الأدوية، مع ذكر اسم المستشفى والصيدلية على حاويات الدواء الأصلية، واسم الدواء، والجرعة، ونسخة من الوصفة الطبية، ويحب ذكر الأسماء العامة والعلامات التجارية للدواء؛ حتى يسهل التعرف إليها، إذ قد تباع تحت مسميات تجارية مختلفة. وإذا كان الدواء يتضمن إبراً ومحاقن، فقد يعرّضك الأمر إلى خطر الاعتقال أو الاحتجاز، تبعاً إلى لوائح الفحص الأمني التي يمكن أن تختلف من بلد إلى آخر، وقد تتغير دون سابق إنذار. لذلك، يجب ذكر سبب حملها معك في المذكرة الصحية أو الشهادة الطبية.

كذلك، أحضر معك نسخة من ملفك الطبي، وجهز قائمة شخصية إضافية بالأسماء العامة للأدوية مع أسمائها التجارية، تشمل الجرعات، وسبب تناولها، وأي حساسيات تعانيها، وفصيلة الدم، ومعلومات الاتصال بالطوارئ، ومقدم الرعاية الصحية إليك. وإذا كنت ترتدي نظارات خاصة، أو عدسات لاصقة، سيسهل عليك حمل الوصفة الطبية أمر استبدالها، إذا لزم الأمر، كما يمكن أن يفيدك ذلك بصفة خاصة في حال فقدان الدواء.

6. أحضر إمدادات إضافية: احمل الأدوية في حقيبتين مختلفتين حتى لا تفقدها كلّها في حال فقدان إحدى الحقيبتين، واحزم كمية إضافية من الأدوية والإبر والمحاقن تحسباً لاستمرار عطلتك مدة أطول من المتوقع، إذ قد يصعب شراؤها من الخارج. واحمل معك أدوية إضافية للتعامل مع الإصابات والأمراض الطفيفة مثل، الصداع والبرد والإسهال والحساسية والجفاف والدوار. عند سفر أطفالك معك، أحضر ما يكفي من منتجات الأطفال مثل الحليب الصناعي، وتعرّف إلى المشكلات الصحية التي قد يتعرض إليها أطفالك، واعرف ما يجب عليك فعله، وخطوات التعامل، إذا تفاقم الأمر.

7. اتخذ تدابير للتكيُّف مع تغيرات الثقافات: قد يُثير السفر إلى أماكن مختلفة عن المحيط المألوف شعوراً بالإجهاد والتوتر، خاصة مع غياب دائرة الدعم الشخصية، وقد تتفاقم الحالات النفسية الموجودة مسبقاً بسبب مشاعر عدم اليقين أو القلق عند الوجود في أماكن غير مألوفة، والتعرض إلى ثقافات مختلفة. لذلك، استشِر مقدم الرعاية الصحية النفسية للتعرّف إلى الخطوات الاحترازية التي يمكنك اتخاذها.

3 نصائح لتجنب مشكلات السفر المرتبطة بالغذاء

عند السفر، قد يقل التزام الكثيرين بالنظام الغذائي المعتاد، ويسعون إلى تجربة الأطعمة المحلية والشعبية. لكن قد تؤدي تغيرات النظام الغذائي إلى مشكلات صحية، والإصابة ببعض أنواع العدوى عند تناول الطعام والشرب الملوث. لذلك، يمكن أن تساعدك النصائح التالية على تجنب هذه المشكلات:

اغسل يديك باستمرار: اغسل يديك بالصابون تحت الماء الجاري الدافئ مدة 20 ثانية على الأقل، قبل الأكل أو الشرب، أو استخدم معقمات اليدين التي تحتوي على الكحول، إذا لم تتمكن من غسل يديك.
تناول الأطعمة المطبوخة جيداً فقط: تناول الطعام المطبوخ جيداً، والذي لا يزال ساخناً عند تقديمه، ويُفضَّل تناول الفواكه والخضروات التي يمكن تقشيرها. وتجنب الأطعمة النيئة مثل، المحار، والسلطات، والأطعمة عند الباعة المتجولين، ومنتجات الألبان غير المبسترة، والآيس كريم، وابتعد عن الأسواق المزدحمة والمفتوحة، حيث يقل فيها الالتزام بمعايير السلامة والنظافة.
استخدم المياه المعبأة والمغلية: قد لا تكون مياه الصنبور في بعض البلدان صالحة للشرب، أو لاحتياجات التنظيف. لذلك، استخدم المياه المعبأة تجارياً في حاويات مغلقة عند الشرب وتنظيف الأسنان. وتناول السوائل المعلبة مثل، العصائر والمشروبات الغازية والمشروبات المصنوعة من الماء المغلي؛ مثل، الشاي والقهوة، ولا تستخدم الثلج في مشروباتك إلّا إذا كان مصنوعاً من الماء النقي.

5 نصائح للوقاية من اللدغات والأمراض المعدية

الوقاية خيرٌ من العلاج. لذلك، يمكن لاتخاذ التدابير التالية أن يقيك مخاطر الإصابة بالعدوى والأمراض المختلفة:

احمِ نفسك من لدغات الحشرات: للوقاية من لدغات القراد والبعوض والأمراض التي قد تحملها، ارتدِ ملابس فاتحة اللون، وفضفاضة، ذات أكمام طويلة، وسراويل طويلة لتغطية الجلد المكشوف، وأحذية مغلقة، وقبعة، واستخدم بخاخاً طارداً الحشرات على الجلد المكشوف، لكن ضع الكريم الواقي من الشمس أولاً، إذا لزم الأمر، قبل وضع المادة الطاردة. ويمكنك أيضاً استخدام ناموسية السرير قبل النوم، ورشها كذلك بالمادة الطاردة. كذلك، تجنّب النوم في الأماكن المفتوحة، أو وضع العطور.
تجنّب السباحة في هذه الحالات: لا تسبح أو تستحم في المياه العذبة أو الجداول أو البحيرات التي قد تحتوي على مياه الصرف الصحي، أو براز الحيوانات. وبدلاً من ذلك، يمكنك السباحة في حمامات السباحة المكلورة التي تُعدّ آمنة إلى حد كبير.
تجنّب الاتصال المباشر مع الحيوانات: تجنّب لمس الحيوانات البرية أو الأليفة، أو ملاعبتها، خاصة الكلاب والقردة في البلدان النامية، واغسل يديك إذا لامستها. وإذا تعرضت إلى العض من حيوان تحتمل إصابته بالسعار، فاغسل الجرح بالماء والصابون، واحصل على رعاية طبية طارئة على الفور.
ارتدِ كمامة: عند السعال أو العطس، غطِّ أنفك وفمك بذراعك لتقليل انتشار الجراثيم، وتخلص من المناديل بعد استخدامها مباشرة، واغسل يديك بعدها. ينصح أستاذ أمراض الباطنة، عبد الهادي خضر، بارتداء كمامة الوجه لحماية النفس والغير، خاصة في الأماكن المكتظة، حيث قد يسعل بعض الأشخاص أو يعطس.
احرص على نظافة يديك باستمرار: قد تكون الأسطح العامة ملوثة. لذلك، تأكد من نظافة يديك بعد لمس هذه الأسطح، وقبل لمس وجهك أو فمك، وحافظ على نظافة الأسطح المشتركة.

7 نصائح إضافية قبل السفر مباشرة

يمكن أن تساعدك النصائح الإضافية التالية على تجنب أي إزعاج أو توتر، خاصة مع اقتراب موعد السفر:

تحقق من أوراقك ولا تتأخر: راجع أوراقك المختلفة، واطبع صورة من جواز السفر لتحملها في الأوقات كافة، واحتفظ بجواز السفر الأصلي في مكان إقامتك في بلد الوصول. وأحضر في موعدك؛ فتأخرك لا يعرّضك لتفويت موعد الطائرة أو الوسيلة التي ستقلك وحسب، بل يزيد شعورك بالتوتر.
احمل الأشياء الضرورية معك: قد تتأخر أمتعتك في أثناء الفحص أو تتعرض إلى الفقدان أو السرقة. لذلك، احمل معك الأشياء الضرورية؛ مثل الأدوية في حقيبتك المحمولة.
نل قسطاً كافياً من الراحة: يمكن أن يتوتر البعض ليلة السفر، لذلك حاول الاسترخاء، وتناول المشروبات المهدئة، وتجنب شرب المنبهات؛ مثل، القهوة والمشروبات الغازية قبل السفر، واشرب كميات كافية من الماء؛ إذ قد تتزايد مخاطر تعرضك إلى الجفاف عند السفر. وإذا كنت ممن يجد صعوبة في النوم على متن الطائرات ووسائل السفر المختلفة، فاشترِ قناعاً للنوم، ووسادة رقبة، وسدادات أذن لمساعدتك على النوم.
اضبط ساعتك: عند السفر إلى مناطق زمنية مختلفة، قد تضطرب ساعتك البيولوجية، وتعاني صعوبات في النوم. لذلك، اضبط ساعتك على النطاق الزمني لبلد الوصول، بمجرد ركوب وسيلة السفر المحددة. ومن ثَمَّ؛ تناول طعامك، ونم في مواعيدك المعتادة. وإذا كنت تتناول أدوية في مواعيد معينة، فاستشِر طبيبك بشأن تغييرات الوقت في حال السفر إلى بلدان ذات مناطق زمنية مختلفة. ولا تتوقف عن تناول أدويتك، أو تقلل جرعتها دون استشارة الطبيب، حتى لو شعرت بالتحسن.
ارتدِ الجوارب الضاغطة: عند السفر إلى وجهات بعيدة، قد يؤدي الجلوس فترات طويلة إلى تورم القدمين. لذلك، يمكن أن تقلل الجوارب الضاغطة تورم الساقين. كذلك، حاول النهوض كل ساعتين على الأقل، والمشي في ممر الطائرة إذا أمكن، أو تحريك ساقيك.
التزم بالسلوكيات المراعية للغير: قد يمارس بعض الأشخاص سلوكيات يمكن أن تزعج الآخرين؛ مثل، دفع المقعد كثيراً إلى الوراء، ما يقيّد حرية الراكب في الخلف. كذلك، لا تفرط في وضع العطر؛ الذي قد يسبب إزعاجاً لدى البعض خاصة في الأماكن المكتظة.
خطط مسبقاً: يفترض أن تكون الإجازات فرصة للراحة، لكن قد تضطر إلى العمل أوقات إضافية، والسهر إلى وقت متأخر للوفاء بالتزامات العمل خلال غيابك أو للتحضير للإجازة. لذلك، خطط مسبقاً، واتخذ التدابير اللازمة لتغطية فترة غيابك عن العمل. وإذا كنت لا تسافر باستمرار، فأبلغ البنك لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع الاحتيال، وحظر المعاملات غير المعتادة، حتى تستمتع بإجازة سعيدة خالية من القلق.

ختاماً، في العادة، تزول معظم أعراض التعب خلال السفر في غضون عدة أيام، وفي حال استمرار الأعراض أو تزايد شدتها، يجب الحصول على الرعاية الصحية.