كيف تستمتع بنشاطات فصل الصيف دون أمراض؟

4 دقيقة
كيف تستمتع بنشاطات فصل الصيف دون أمراض؟
الجراثيم تتربص في كل مكان.

مع تفتح الأزهار وارتفاع درجات الحرارة، يتوق الكثيرون إلى ممارسة النشاطات الخارجية مجدداً. لكن على الرغم من أن الشمس قد تكون مشرقة، فإن هناك عوامل تجعل النشاطات في الأماكن المفتوحة خطيرة؛ إذ تتربص الجراثيم في الغابات والتربة الماء والطعام، ومن الممكن أن تفسد النشاطات الصيفية بسهولة.

أنا أستاذ علم الأحياء الدقيقة في كلية الطب في جامعة إنديانا، حيث أدرس الأمراض المعدية وأدرّسها. سأتحدث في هذا المقال عن بعض الأفكار التي عليك أن تأخذها في الاعتبار لتحمي نفسك وأحباءك من الأمراض في أثناء الاستمتاع بالأنشطة الصيفية.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي نفسك من الجحيم المناخي المرتقب هذا الصيف؟

جراثيم الفناء الخلفي

ليس هناك ما يضاهي رائحة الأطعمة المشوية والطازجة التي تنبعث من حديقة المنزل. يمكنك التأكد من أن الأشخاص يغادرون حفلتك بذكريات سارة بأن تكون على دراية بالجراثيم المرتبطة عادةً بالتسمم الغذائي، التي يمكن أن تتسبب بالإسهال والتشنجات والغثيان والقيء والحمى.

تحتوي اللحوم مثل الأسماك والدواجن غالباً على بكتيريا ضارة مثل السالمونيلا أو الإشريكية القولونية أو الليستيريا. يمكن أن تلوث اللحوم النيئة أي شيء تتلامس معه، لذا تأكد من غسل يديك وتطهير الأسطح والأواني. يمكنك تجنب التلوث العرضي من خلال الامتناع عن تخزين اللحوم غير المطبوخة بالقرب من الأطعمة المحضّرة. يجب طهو منتجات اللحوم على درجات حرارة مناسبة لضمان القضاء على الجراثيم الضارة قبل تناولها.

بالإضافة إلى البكتيريا، يمكن أن يسبب طفيلي يُسمَّى "المقوسة الغوندية" (التوكسوبلازما) بالتسمم الغذائي الحاد. تُطرح هذه الطفيليات على شكل بويضات متكيسة مجهرية في براز القطط المصابة. تعيش هذه البويضات في البيئة مدة عام أو أكثر، ويمكن أن تبتلعها الحيوانات الأخرى، ومنها البشر، عن غير قصد.

تشكّل المقوسة الغوندية كُييسات نسيجية في لحم الحيوانات التي يتغذّى عليها البشر بعد أن تصيبها، وهذا سبب آخر يدفعك لطهو اللحوم جيداً. يجب على النساء الحوامل توخي الحذر بصورة خاصة لتجنب المقوسة الغوندية، وذلك لأن هذا الطفيلي يستطيع عبور المشيمة والتسبب بالإجهاض أو العيوب الخلقية.

يمكن تجنب الإصابة بداء المقوسات الناجم عن البويضات المتكيسة من خلال ارتداء القفازات في أثناء أعمال البستنة، وغسل الفواكه والخضروات والتأكد من خلو صناديق الرمل من فضلات القطط وتغطيتها عند عدم الاستخدام.

جراثيم المياه

تُعدّ مرافق المياه الترفيهية، مثل المسابح والحدائق المائية والنوافير، وسيلة رائعة للتعامل مع حر الصيف. رائحة الكلور هي علامة على أن المياه خضعت للمعالجة بهدف قتل العديد من أنواع الجراثيم.

لسوء الحظ، يمكن أن يظل بعض الجراثيم معدياً في الكلور عدة دقائق أو أيام، وهو وقت كافٍ لانتقال هذه الجراثيم من شخص إلى آخر. تشمل هذه الجراثيم الفيروسات مثل النوروفيروس والبكتيريا مثل الإشريكية القولونية والطفيليات مثل خفية الأبواغ (كريبتوسبوريديوم) والجياردية.

اقرأ أيضاً: كيف يستنزف التلوث المياه العذبة؟

يمكن أن يتسبب الابتلاع العرضي لهذه الجراثيم بمشكلات معديّة مثل الإسهال، الذي يمكن أن يصبح خطيراً إذا أدّى إلى الجفاف. يمكنك وقاية نفسك من الإصابة بالعدوى من خلال الذهاب إلى المرافق التي تخضع للصيانة العالية الجودة وتجنب ابتلاع الماء. ويمكنك تجنب نقل العدوى للآخرين من خلال الامتناع عن الذهاب إلى المسابح العامة مدة أسبوع على الأقل إذا كنت تعاني الإسهال.

يمكن أن تتسبب البكتيريا المائية التي تعلق في الأذن بعدوى مؤلمة تُعرف باسم "التهاب الأذن الخارجية" (أو أذن السبّاح)، التي يمكن الوقاية منها من خلال ارتداء سدادات الأذن في الماء.

قد تعيش هذه الجراثيم المسببة للإسهال في البرك والأنهار والبحيرات أيضاً. وقد تحتوي المياه العذبة الدافئة أيضاً على النيجلرية الدجاجية، أو ما يُسمّى "الأميبا الآكلة للدماغ". على الرغم من أن هذه الطفيليات نادرة للغاية، فإن استنشاق الماء الذي يحتوي عليها مميت دائماً تقريباً. يمكن أن يساعد ارتداء سدادات الأنف على الوقاية من العدوى.

إذا أردت الذهاب إلى الشاطئ، احرص على استخدام الضمادات المقاومة للماء إذا أُصِبت بجرح مفتوح أو إذا كنتِ ترتدين الأقراط أو إذا كان لديك أي وشم. أدّى الاحتباس الحراري إلى ارتفاع أعداد ما يسمى "البكتيريا الآكلة للحم"، التي تتسبب بحالة خطيرة تُسمَّى "الالتهاب اللفافي الناخر". قد يكون علاج حالات العدوى هذه صعباً للغاية، كما أنها قد تتطلب الاستئصال الجراحي للأنسجة أو الأطراف المصابة.

ترشّح الأسماك الصدفية مثل المحار والبطلينوس وبلح البحر مياه المحيط في أثناء التغذّي، ما يؤدي إلى احتجاز الجراثيم داخل أجسامها. يمكن أن يؤدي استهلاك المحار النيء إلى تسمم غذائي خطير نتيجة الإصابة بالبكتيريا أو بويضات المقوسة الغوندية.

جراثيم الدروب

في أثناء ممارسة رياضة المشي مسافات طويلة أو التخييم، قد تصادف تجمعات مائية تبدو نظيفة بما يكفي لتكون صالحة للشرب، لكن عليك ألّا تشرب منها.

احرص على غلي الماء الذي تريد شربه أو ترشيحه بالطريقة الصحيحة لتجنب البكتيريا مثل الإشريكية القولونية والطفيليات مثل الجياردية وخفية الأبواغ. تتسبب العوامل الممرضة المعوية هذه بالتشنجات والغثيان والإسهال، وهذه أعراض مزعجة بصورة خاصة عند عدم توافر الحمامات الداخلية.

بعد الشتاء المعتدل للغاية لعام 2024، من الطبيعي أن ينتشر الكثير من القرادات والبعوض في الصيف، وكلاهما ناقل لأمراض خطرة. تحقن القرادات البكتيريا التي تتسبب بداء لايم أو حمى الجبال الصخرية المبقّعة في الدم عند تغذّيها عليه. تنقل هذه الحشرات أيضاً الطفيلي الذي يتسبب بداء البابِسيّات. ينبغي تقييم أعراض المرض بعد لدغة القراد على الفور من قبل الطبيب.

يمكن أن يحمل البعوض العديد من الفيروسات التي يحقنها في مجرى الدم في أثناء تغذّيه عليه. تشمل الفيروسات الرائجة التي ينقلها البعوض في الولايات المتحدة فيروس غرب النيل وفيروس التهاب الدماغ الخيلي الشرقي وفيروس زيكا. تتسبب هذه الفيروسات غالباً بأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا وتزول عادةً من تلقاء نفسها. مع ذلك، يمكن أن تؤدي الإصابة بفيروس زيكا في أثناء الحمل إلى تشوهات خلقية، ويمكن أن يتسبب فيروس غرب النيل بحمى شديدة وأعراض عصبية لدى البعض.

اقرأ أيضاً: 10 نصائح لمنع ظهور الحشرات في المنزل أثناء سفرك بالعطلة الصيفية

يمكنك استخدام طارد الحشرات والحفاظ على تغطية البشرة كلما أمكن ذلك لتجنب لدغات القرادات والبعوض. احرص على ارتداء الألوان الفاتحة حتى تكون الحشرات مرئية أكثر بالنسبة لك. تفضّل القرادات الظل والعشب العالي، لذا احرص على جز عشب الحديقة ليصبح بطول 5 سنتيمترات تقريباً. احرص على فحص جسمك وفروة رأسك بحثاً عن القرادات بعد قضاء الوقت في الأماكن المفتوحة.

يجب أن تتابع التقارير الإخبارية المحلية حول تفشي العوامل المعدية في منطقتك أو وجهة سفرك. مع أخذ هذه الاحتياطات في الاعتبار، يمكنك أن تضمن قضاء وقت ممتع دون أن تعرض نفسك لخطر جراثيم الصيف.