دليلك لعمل خرائط ذهنية تساعدك على دراسة المقررات الصعبة

4 دقيقة
كيف تطوّر مهارة القراءة السريعة لتقرأ أكثر في وقت أقصر؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/eamesBot

تتولَّد الأفكار يومياً، وبعد تنسيقها وتدقيقها توضع في الكتب لكي يستفيد منها من يريد أن يتعلم أو يطوِّر ذاته أو أن يؤدي عمله. لكن قد يكون تذكّر التسلسل المنطقي للمواضيع الأساسية والفرعية صعباً، وكذلك تحديد ما هو الأهم وما هو الثانوي إن كنت تقرأ النص باعتباره كتلة واحدة. يعاني الطلاب من هذه الظاهرة جداً، خصوصاً عند دراسة المقرَّرات الضخمة والمعقدة. يمكن حل هذه المشكلة من خلال رسم الخرائط الذهنية، التي تجعل من الدراسة وتنسيق العمل أسرع وأفضل، وتعزِّز الفهم والذاكرة، ما يفيد في التفوق الأكاديمي والمهني.

اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تكون الدراسة المكثّفة قبيل الامتحانات فعّالة؟

ما هي الخرائط الذهنية؟

هي طريقة لترتيب الأفكار، تعتمد على وجود فكرة مركزية تتولَّد منها مجموعة من الأفكار الفرعية، ومن كل فكرة فرعية تتولَّد مجموعة أخرى من الأفكار الثانوية. وكلَّما ابتعدت عن الفكرة المركزية، أصبحت الأفكار أكثر تحديداً ودقَّة، ومع الاقتراب من الفكرة المركزية، تصبح الأفكار أكثر عموميَّة.

تساعد الخريطة الذهنية دماغنا على ربط الأفكار وفهم المواضيع من منظور تسلسلي ومنطقي، وتساعد أيضاً على تكوين أفكار جديدة بالاستناد إلى الأفكار السابقة في الخريطة.

كيف يمكن رسم الخرائط الذهنية لتلخيص الأفكار الصعبة؟

رسم الخرائط الذهنية بسيط، ويحتاج فقط إلى اتباع الخطوات التالية:

  1. تحضير ورقة فارغة.
  2. إضافة الفكرة المركزية من المادة التي تدرسها، ويمكن أن تضع بدل الكلمة رمزاً أو صورة تعبِّر عن الموضوع الأساسي، فليكن مثلاً تشريح القلب.
  3. إضافة الأفكار الفرعية الأساسية المتفرعة من الفكرة المركزية، وتوزيعها إما في اتجاه واحد أو اتجاهين انطلاقاً من الفكرة المركزية، ويمكن أن تكون الأفكار الفرعية في حالة تشريح القلب: صمامات القلب، وحجرات القلب، والأوعية الدموية في القلب.
  4. إضافة طبقة ثانية من الأفكار الفرعية، على أن تكون مشتقة من الأفكار التي تسبقها، ويجب عدم وضع أفكار فرعية ثانوية مكان الأفكار الفرعية الرئيسية، مثل وضع الشرايين في فرع رئيسي بجوار فكرة الأوعية الدموية في القلب، إذ يجب وضع الشرايين تحت فكرة الأوعية الدموية وليس بجوارها.
  5. الاستمرار بإضافة الطبقات الفرعية، وعندما تصبح كل الأفكار موجودة، يجري تنقيح الخريطة للتأكد من أنها صحيحة من حيث سلامة الأفكار وتسلسلها. 
حقوق الصورة: shutterstock.com/Azalee

يمكن رسم الخرائط الذهنية طولياً بشكل هرمي أو عرضياً أو إشعاعياً، ولكل نوع فوائده الخاصة وتطبيقاته، فالهرمي يفيد في توصيف المهام في الشركات وترتيب الأولويات، بينما يفيد التمثيل العرضي في تفكيك المكونات الرئيسية إلى فرعية، مثل تمثيل أجزاء محرِّك السيارة ودور كل جزء. أما الخريطة الإشعاعية فتسهم في توزيع أفكار متساوية في الأهمية والتفرُّع منها، مثل تعداد وظائف هرمون معين في الجسم.

اقرأ أيضاً: 13 نصيحة عملية للنجاح في امتحان الأتمتة القادم

نصائح عامة لتحسين كفاءة الخرائط الذهنية 

يمكن تحسين كفاءة الخرائط الذهنية التي تعدُّها باتباع النصائح التالية:

  • استخدم الرموز والصور إلى جانب الكلمات، ما يسهم في جعل تذكر الخريطة الذهنية أسهل، ويمكن أيضاً تعديل حجم الخط وزيادة سماكته واستخدام الألوان لتصنيف الأفكار.
  • اعتمد على الفهرس في تحديد الأفكار الشاملة للكتاب أو المقرَّر الدراسي، ويمكنك أيضاً عمل خريطة ذهنية للفقرات الداخلية، مثل تشريح الأعصاب وتحديد فروع كل عصب وما هو دور كل منها، وما هو المرض المرتبط به.
  • لا تستخدم جملة كاملة في أي من الفروع الثانوية، أي عبِّر عن الفروع الرئيسية والفرعية بكلمة أو كلمتين بوضوح ولا تكتب جملاً، فالهدف هو الاختصار وتركيز عرض المعلومات.
  • لا تستخدم أكثر من 4 كلمات لوصف فرع ثانوي، أي التعليق الذي تضعه تحت تبويبة الفرع، ويمكنك إيجاد رمز أو صورة مناسبة لتمثيل ما تريد توضيحه إن تطلب الأمر.

هناك مجموعة من الأدوات البرمجية المجانية والمعتمِدة على الذكاء الاصطناعي، تساعدك على إعداد خرائط ذهنية بسهولة، إذ يكفي وضع ملف نصي أو وضع نص في صندوق الإدخال، لكي تظهر لك خريطة ذهنية جاهزة في ثوانٍ معدودة. من أبرز هذه الأدوات "ماي ماب. أيه آي" (MyMap.AI).

هناك أيضاً أدوات مجانية لترسم الخرائط الذهنية بنفسك مثل "مايند موب" (Mindmup)، ويمكنك ببساطة أن تستخدم أدوات مثل شرائح جوجل أو باوربوينت من مايكروسوفت لعمل خريطة ذهنية.

اقرأ أيضاً: دليلك لاجتياز امتحاني الآيلتس والتوفل بنجاح

ما هي فوائد وتطبيقات الخرائط الذهنية؟

توفر الخرائط الذهنية وسيلة أسرع وأسهل لتمثيل فكرة ما بدلاً من كتابتها بالكامل، وتضيف عنصراً بصرياً إلى تكوين الأفكار وترتيبها، ما يزيد القدرة على تذكر المعلومات عند الدراسة للاختبارات، ويعزِّز الإبداع عند تصور أفكار جديدة. وتفيد الخرائط الذهنية على نحو أساسي في التطبيقات التالية:

  • العصف الذهني: الخرائط الذهنية مناسبة للأفكار الإبداعية، فبعد عملية العصف الذهني، تستطيع ترتيب الأفكار حسب أهميتها أو ارتباطها من خلال خريطة ذهنية.
  • تدوين الملاحظات: قد تكون وتيرة المحاضرات سريعة أو تحتوي على الكثير من السرد، وفي هاتين الحالتين، تساعد الخرائط الذهنية على تدوين الخلاصة المهمة من المحاضرات والمتابعة في التركيز بتفاصيل المحاضرة.
  • الدراسة: تساعد الخريطة الذهنية على تلخيص الكتب أو الفصول في المقررات الدراسية، ما يجعل من السهل دراستها لزيادة القدرة على فهم المادة وحفظ المعلومات فيها.
  • اتخاذ القرارات: يمكن للخريطة الذهنية أن تساعدك على تحديد الأفكار الرئيسية والثانوية، وأن تستنتج منها ما هي الفكرة الفرعية التالية، ما يفيد في اتخاذ القرارات والاستقراء على نحو أفضل.
  • التوضيح في العرض التقديمي: يعد فهم الخرائط الذهنية أسهل للجمهور من قراءة الجمل أو الفقرات الكاملة، لذا يمكن وضعها بسهولة في العروض التقديمية.
  • تحديد الأهداف: يمكن للخرائط الذهنية أن تساعد على تحديد المسار الأفضل في تحديد أهدافك المهنية والأكاديمية بالاستناد إلى الخبرات السابقة التي وضعتها في الخريطة الذهنية، والمسار الذي يظهر ملائماً لتوجهاتك.
  • كتابة المحتوى: يحتاج الكاتب إلى تنظيم أفكاره على نحو تسلسلي ومنطقي، وتسهم الخريطة الذهنية في صياغة حبكة أو تطوير قصص وسيناريوهات أو مقالات منهجية.
  • التخطيط والتنظيم: الخرائط الذهنية وسيلة مناسبة لتنظيم المناسبات والمشاريع والاجتماعات، وتوزيع المهام الملائمة على كل شخص.
  • رسم المخططات البيانية: توضَّح الخريطة الذهنية البيانات والمعلومات على نحو يسمح بتنظيمها واختيار الشكل الأنسب لعرضها في مخططات بيانية.
  • التحقيقات الجنائية: عند مشاهدتك الأفلام أو المسلسلات المتعلقة بكشف الجرائم، مثلاً، تشاهد المحققين يستخدمون خريطة ذهنية على لوح أمامهم طيلة مدة حلّ القضية، حيث يعلَّقون عليها صورة الضحية ويكتبون تفاصيل عن الأدلة، ويربطون بخطوط صور المشتبه بهم وحجج كل شخص منهم والأدلة التي تشير إليه، ما يساعد في تشكيل فكرة شاملة عن الجريمة ويسهم في حلِّها على نحو أسرع.

اقرأ أيضاً: 9 أدوات تساعدك على توثيق المراجع تلقائياً في نهاية المشاريع البحثية

 يشارك المؤثر السعودي المهتم بنشر المعرفة الرقمية وتبسيطها، عبد العزيز الحمادي، عبر منصة إكس منشوراً يعرض به أدوات تستخدم لرسم الخرائط الذهنية مع فيديو توضيحي لها.

المحتوى محمي