ما قصة المرض إكس الذي يرعب الجميع؟ وكيف يمكن الاستعداد له؟

تداول الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي عدة منشورات وفيديوهات عن المرض إكس أو الفيروس إكس الذي سيسبب وفاة الملايين حول العالم وسيتفشى مثل النار في الهشيم بين الناس، فما حقيقة هذا المرض وهل هو بالفعل كما يدّعي الناس؟

ما هو المرض إكس؟

هو اسم افتراضي أطلقه العلماء ومنظمة الصحة العالمية على مسببات المرض غير المعروفة والتي يمكن أن تظهر في المستقبل لتسبب وباءً أو جائحة عالمية خطيرة، ويدل الحرف إكس (X) على أن المرض مجهول ولا يوجد الكثير من المعلومات عنه.

أُدرِج اسم المرض إكس أول مرة في قائمة مخططات منظمة الصحة العالمية للأمراض التي يجب استثمار البحث فيها وتطوير أدوية خاصة بها كأولوية دولية عام 2018، ويُعدّ المرض إكس ضمن أولويات تحالف الابتكارات للاستعداد للأوبئة (CEPI) في مجال البحث والتطوير.

لماذا أصبح المرض إكس مهماً مؤخراً؟

بعد ظهور المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في 17 يناير/كانون الثاني عام 2024 بسويسرا، وحديثه عن المرض إكس وضرورة الاستثمار العالمي في التصدي له، ازدادت الأخبار والقصص والسيناريوهات المنشورة حول هذا المرض ومدى خطورته.

هل المرض إكس موجود حالياً؟

لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بنعم أو لا، فالمرض إكس بحد ذاته افتراضي وهو مصطلح يصف تهديداً حقيقياً لصحة الإنسان، ويجب على العالم أن يستعد بشكلٍ أفضل للاستجابة له، ويعتبر الخبراء فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2) الذي سبب مرض كوفيد-19 آخر مرض إكس تعرضنا له، وانتشر هذا المرض نتيجة عدم الاستعداد له بشكل كافٍ، ما أسفر عن مقتل الملايين في أنحاء العالم كافة.

متى سيُصيب المرض إكس الناس؟

لا يمكن التنبؤ أين ومتى سيظهر المرض إكس التالي، لكن المؤكد أنه قادم وسينتشر بين الناس، ومن المتوقع أنه سينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويبدأ بالتفشي ويسبب أعراضاً خطيرة والوفاة.

هل سيكون المرض إكس جديداً أم مشابهاً للأوبئة السابقة؟

لا يمكن الحسم، فمن المحتمل أن يكون المرض إكس جديداً ولم يسبق له أن أصاب البشر سابقاً، أو أن يكون متحوراً لمسببات الأمراض المعروفة، أو انتشاراً حاداً لمرض معروف في بقعة جغرافية محددة ليمتد ويُصيب الملايين حول العالم.

ما هو العامل إكس المتوقع أن يسبب مرض إكس؟

يُدعى مسبب المرض إكس باسم العامل إكس، ويمكن أن يكون فيروساً أو بكتيريا مقاومة للصادات الحيوية أو نوعاً من الفطريات، ولكن يعتقد العلماء أن مرض إكس التالي سيكون سببه غالباً فيروس جديد متحور من إحدى عائلات الفيروسات التي تظهر قدرة على إصابة البشر بالمرض، وتتصف الفيروسات التي قد تكون مرشحة لهذا المرض بأنها فيروسات حمض نووي ريبي (RNA)، ومن المحتمل أن تكون من الفيروسات التنفسية.

وتضم أبرز الفيروسات التي يمكن أن تكون عامل مرض إكس القادم ما يلي:

فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة - سارس 2 (يسبب مرض كوفيد-19).
فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
فيروس إيبولا.
فيروس ماربورغ.
فيروس حمى القرم والكونغو النزفية.
فيروس حمى لاسا.
فيروس زيكا.
فيروس نيباه.

هل من الممكن أن يكون المرض إكس مصنوعاً من قِبل البشر؟

على الرغم من أن سيناريو انتشار المرض إكس نتيجة فيروس مصنوع في المختبرات البحثية يبدو مشابهاً لقصص الخيال العلمي والأفلام الهوليودية، لكنه بالفعل ممكن ولا يمكن تجاهله، فالتقدم العلمي في مجال الهندسة الوراثية قد يؤدي إلى إطلاق مسببات مرض إكس من خلال الحوادث المخبرية أو أعمال الإرهاب البيولوجي، لذا من المهم اتخاذ تدابير صارمة تجاه هذه الأبحاث البيولوجية لمنع حدوث كارثة عالمية.

ما الخطوات المقترحة لمنع حدوث مرض إكس القادم؟

وفقاً لبحث من جامعة موناش منشور عام 2021، تضم أبرز المقترحات التي قد تقي من حدوث مرض إكس ما يلي:

تحديد العوامل الممرضة المحتملة للمرض إكس ورسم سيناريوهات لانتشارها والتصدي لها.
تطوير مبادئ توجيهية دولية للسيطرة على الإرهاب البيولوجي.
طلب مشورة الخبراء لمنع تفشي الأوبئة بالوقت المناسب دون أي قيود سياسية.
تنفيذ قيود سفر إلزامية وفورية وفحص المطارات لاحتواء انتشار العامل الممرض إكس عبر الحدود.
تعاون العلماء والأطباء وخبراء الأمراض المعدية في العالم للتحقيق في المرض ومكافحته والقضاء عليه في بداية انتشاره.
إجراء اختبارات تحليل واسعة النطاق وتتبع المخالطين بشكلٍ مكثّفٍ لاحتواء تفشي المرض بشكلٍ فعّال.
الاستثمار لتسريع تطوير التدابير الطبية المضادة وإتاحتها والموافقة عليها قبل الوباء وخلاله.
مراقبة مختبرات الفيروسات لتجنب أي تسرب محتمل لفيروس جديد.

كيف أتعامل مع الأخبار المنشورة عن المرض إكس في مواقع التواصل الاجتماعي؟

يهدف الكثير من منصات التواصل الاجتماعي أو الناشطين عليها إلى المبالغة في الحديث عن المرض إكس، ويصورونه بأنه فيروس مخيف سيُطلق قريباً ليسبب الكثير من الأذى، أو أنه ينتشر في إحدى بقاع العالم ويُخفى هذا الانتشار عن العامة، ولا تفيد هذه القصص سوى في نشر الرعب بين الناس دون الاستناد إلى كلام علمي من جهة موثوقة، وينبغي الحذر من السماح للأطفال بمشاهدة هذه المنشورات والفيديوهات لكي لا يصدقوها، ومن المهم الاعتماد على مصادر المعلومات الموثوقة مثل منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة الرسمية لمعرفة الجديد عن أخبار الأوبئة والفيروسات، واتخاذ إجراءات الوقاية الموصى بها من قِبل هذه الجهات.