ما أعراض الإصابة بحمى الوادي المتصدع؟ وما علاجها؟

3 دقيقة
ما أعراض الإصابة بحمى الوادي المتصدع؟ وما علاجها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Helena Nechaeva

تحمل حمى الوادي أسماء عدّة منها الفطار الكرواني أو داء الكروانيات أو حمى الوادي المتصدع، وعلى اختلاف الأسماء يبقى العامل الممرض واحداً، وهو فطريات الكوكسيديا. ينمو هذا العامل المُسبب للمرض في التربة، وخاصة تربة جنوب غرب الولايات المتحدة الأميركية وأجزاء من ولاية واشنطن، كما ينتشر في أميركا الوسطى والجنوبية، وفي الحقيقة أتت تسمية هذا المرض نسبة إلى وادي سان هواكين في كاليفورنيا، حيث اكتُشف العامل المُسبب أول مرة.

تصل فطور التربة إلى الإنسان عن طريق جهازه التنفسي، مُسببة حدوث مشكلات في عمله، إلّا أن هذا ليس القاعدة الدائمة، ففي الوقت الذي يُسبب فيه هذا المرض أعراضاً متوسطة إلى شديدة عند البعض، لا يشكو آخرون من أي أعراض بخصوصه.

اقرأ أيضاً: ما هي متلازمة الشرق الأوسط "التنفسية"؟ وكيف تتعامل مع المصاب بها؟

كيف تُصاب بحمى الوادي المتصدع؟

تتقدم الإصابة بحمى الوادي من خلال مجموعة من المراحل، ففي المرحلة الأولى لا تظهر أي أعراض غالباً أو تظهر أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا. قد لا تقف الإصابة عند هذا الحد وإنما تتطور إلى مراحل أكثر خطورة، حيث تنقسم فطريات الكروانيات إلى أجزاء تكاثرية مجهرية تنتقل عبر الهواء، لهذا قد تستقر في الممرات الهوائية في الرئتين وتستمر بالتكاثر والنمو، ويُطلق على هذه المرحلة اسم "داء الكروانيات الرئوي المزمن".

الاحتمال الآخر هو أن تستمر العوامل الممرضة بالتكاثر والتضاعف بحيث تُرسَل أعداد منها من الرئتين إلى أجزاء أخرى من الجسم، أي تنتشر الفطريات في الجسم وتُصبح الإصابة منتشرة.

من المهم تسليط الضوء على أن السبيل التنفسي ليس الطريق الوحيد للإصابة، إذ يمكن أن يصل العامل الممرض إلى جسم الإنسان عن طريق الجروح المفتوحة، إلّا أن هذا غير مُرجح الحدوث كما هو استنشاق العوامل الممرضة.

ما أعراض الإصابة بحمى الوادي المتصدع؟

تُشابه حمى الوادي مرضين تنفسيين أولهما الإنفلونزا وثانيهما السل، ففي العادة تكون أعراض حمى الوادي خفيفة أو تشبه أعراض الإنفلونزا، وقد لا تظهر أي أعراض حتى. بينما تُسبب الأشكال المتقدمة من المرض أعراضاً إضافية مشابهة للأعراض التي تحدث عند الإصابة بالسل، وهي سعال الدم وفقدان الوزن وألم في الصدر. ويمكن تلخيص أعراض حمى الوادي المتصدع بالأعراض التالية:

  • تعب ووهن.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • تعرق ليلي.
  • سعال.
  • ضيق في النفس. 
  • صداع.
  • ألم العضلات والمفاصل.
  • طفح جلدي يتظاهر على شكل حمامى عقدية أي احمرار في الجلد مع ظهور عقيدات تحت الجلد، وعندما تُرى هذه الحمامى العقدية جنباً إلى جنب مع ارتفاع درجة الحرارة فيُطلق على الحالة اسم الروماتيزم الصحراوي.

اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع مريض القصور الكلوي المزمن؟

تختفي هذه الأعراض في العادة من تلقاء نفسها خلال أسابيع أو أشهر، ومع ذلك يعاني عدد قليل من الأشخاص مرضاً مستمراً في رئاتهم، وهنا تُدعى الحالة بـ "لفطار الكرواني الرئوي المزمن" بدلاً من حمى الوادي، والتي تتميز بحدوث كلٍّ من:

  • سعال مزمن.
  • سعال مترافق مع فقدان الدم والذي يُدعى بـ "نفث الدم".
  • فقدان الوزن.
  • ألم في الصدر.
  • ضيق في التنفس.

ما الفئة الأكثر عرضة للإصابة بحمى الوادي المتصدع؟

أي شخص يستنشق فطور الكوكسيديا يُمكن أن يصاب بهذا الإنتان، إلّا أن حمى الوادي أكثر شيوعاً عند البالغين الذين تجاوزوا الستين عاماً. ومن الأشخاص المعرضين لخطر أكبر للإصابة أيضاً:

  • ذوو البشرة الداكنة والفلبينيون.
  • الأفراد الذين يعانون ضعفاً في الجهاز المناعي الناجم عن الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية أو الإصابة بفيروس الإيدز أو عن تناول الأدوية المُثبطة للمناعة.
  • النساء الحوامل في الثُلث الثالث من الحمل.
  • مرضى السكري.
  • العمال ممن يتعرضون باستمرار لغبار التربة.
  • أي فرد سافر مؤخراً أو انتقل للعيش في منطقة تكثر فيها فطريات التربة.

مضاعفات حمى الوادي المتصدع 

من غير الشائع أن تترافق الإصابة بحمى وادي الصدع مع المضاعفات، وإن حدث ذلك فإن المضاعفات التي يمكن أن تحدث هي:

  • التهاب في الرئتين.
  • تراكم السوائل أو القيح في تجويف الصدر والذي يُعرف بانصباب الجنب أو تقيح الجنب.
  • متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
  • تهوي الصدر أو ريح صدرية.
  • انتشار المرض خارج الرئتين والذي يُعرف بالفطار الكرواني المنتشر، إذ يمكن أن تنتشر العوامل الممرضة إلى الجلد والعظام والمفاصل والكبد والبنكرياس والكلى.
  • التهاب السحايا الفطري الذي يحدث عن وصول الفطريات إلى الدماغ، وتشتمل أعراضه على الصداع وعدم وضوح الرؤية والحساسية للضوء بالإضافة إلى تصلب الرقبة والارتباك الذهني.

كيف تُعالّج حمى الوادي المتصدع؟

يعتمد علاج حمى الوادي على خطورة الحالة، وفي البداية يراقب مقدمو الرعاية الصحية أعراض المريض قبل وصف الأدوية، لأن هذا الإنتان قد يزول من تلقاء نفسه. ولكن بما يتعلق بالأفراد ذوي الخطورة العالية كما كبار السن أو المضعفين مناعياً أو الحوامل، فيُتعامل مع المرض بطريقة مختلفة.

حيث يميلُ الأطباء للبدء بالعلاج لتقليل خطر تقدم الإصابة، لهذا يصفُ مقدمو الرعاية الصحية الأدوية المضادة للفطور عند وجود حالة التهابية شديدة الفاعلية أو عند ظهور أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن. 

اقرأ أيضاً: ما آخر ما توصلت إليه الأبحاث حول فوائد صيام شهر رمضان؟

ومن أهم الأدوية المضادة للفطور والتي تنجح في كبح تقدم حمى وادي الصدع "الفلوكونازول" و"إيتراكونازول" و"الأمفوتريسين-B". وتتراوح فترة العلاج بهذه الأدوية بين 3 و6 أشهر وقد تستمر فترة أطول اعتماداً على الحالة.

المحتوى محمي