ما أسباب اهتزاز اليدين وكيف يتم علاجه؟

نحتاج يومياً لاستخدام أيدينا بثبات، سواء من أجل كتابة تغريدة على الهاتف أو سكب فنجان القهوة، لكن هذه الأمور البسيطة قد تصبح صعبة أحياناً عند وجود رجفة أو رعشة باليد، وفي بعض الأحيان تكون الرجفة عائقاً أمام التوظيف أو إنجاز عمل معين.

ما المهن التي تحتاج إلى يد ثابتة؟

معظم المهن والأعمال اليومية تحتاج لأيدي ثابتة، لكن هناك بعض الوظائف التي تحتاج المزيد من الثبات وقد تؤدي الرجفة إلى إنهاء العمل نظراً لتأثيرها بشكل بالغ على الإنتاجية، ومن أهم هذه المجالات ما يلي:

صائغ المجوهرات.
الطبيب الجراح، وبشكل خاص الجراحة التجميلية وجراحة الأعصاب وجراحة الفم والفكين.
المصور.
فني سحب الدم.
فني الإلكترونيات.
الرسام والمزخرف.
صانع الآلات الموسيقية، إذ تحتاج إلى دقة كبيرة في توليفها.
صانع الساعات.
الخطاط.
فني المختبرات السنية والبيولوجية والكيميائية.

وغيرهم الكثير ممن يتطلب عملهم براعة ودقة في استخدام اليدين.

ما أسباب رجفان اليد؟

قد ينجم رجفان اليد عن عدة عوامل، قد تكون مرضية أو عرضية يمكن التخلص منها، ويمكن تلخيص أسباب الرجفان بما يلي:

التقدم بالعمر: يمكن أن يصبح الجهاز العصبي ضعيفاً ويقل التحكم بالعضلات ما يؤدي لحدوث رجفة اليدين، ويزيد احتمال التعرض لرجفان اليد بعد سن الـ 40.
السموم الغذائية: وقد تكون ناجمة عن المبيدات الملوثة للطعام أو السموم الفطرية العصبية التي تؤثر على تنسيق حركات الجسم.
نقص فيتامين ب 12: وهو فيتامين أساسي لعمل الجهاز العصبي، لذا من الممكن أن يسبب فقدانه رجفة اليد وغيرها من الأعراض.
الإفراط في شرب القهوة والمنبهات: تؤدي زيادة كمية القهوة التي نشربها يومياً إلى تراكم مادة الكافيين المنبهة التي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي، ما يحدث رجفة اليدين أو الرعاش الفيزيولوجي.
بعض الأدوية: وبشكل خاص الأدوية التي تحجب مادة الدوبامين الضرورية لنقل المعلومات بين أجزاء الدماغ، ومن أشهر أنواع الأدوية من هذا النوع مضادات الاكتئاب وأدوية الربو.
تدخين السجائر: حيث يؤثر النيكوتين الموجود في السجائر على سلامة أداء الجهاز العصبي ما يحدث زيادة في وتيرة ارتعاش اليدين.
رعشة الكحول: ويصيب مدمني الكحول عندما يتوقفون عن شربه بعد نحو 5-6 ساعات نتيجة اختلال النواقل العصبية بعد التوقف عن الشرب.
استجابةً للبرودة: يقوم الجسم بتقلص العضلات فترتجف من أجل استهلاك الطاقة المختزنة وتوليد الحرارة لتدفئة الجسم.
انخفاض نسبة السكر في الدم: ويلاحظ الشخص الذي لم يتناول الطعام لفترة طويلة بأن يده ترتجف نتيجة انخفاض سكر الدم، وهذه الرجفة هي استجابة طبيعية للجسم، حيث يؤدي انخفاض السكر لإطلاق هرمونات الأدرينالين والنورادرينالين التي ترفع من سكر الدم، وتحدث أعراضاً مثل الرجفة وتسرع القلب.
الحرمان من النوم: يؤدي الاستيقاظ لفترة طويلة إلى إنهاك العضلات والأعصاب المختلفة في الجسم، ما يحدث ردود فعل مختلفة ومنها رجفة اليد.
التوتر والإجهاد: إذ يعتبر الجسم التوتر كوسيلة للهروب من خطر معين، فتقوم أجهزة الجسم بالتأهب لرد الهروب أو القتال، وتتطلب هذه العملية تنشيط العضلات لاتخاذ رد الفعل المناسب، ما يحدث رجفة اليدين أو الاهتزاز اللاشعوري لغيرها من أعضاء الجسم.
داء باركنسون: ويدعى أيضاً الشلل الرعاشي، وقد تكون رجفة اليدين إحدى علامات الإنذار المبكر للإصابة بهذا المرض الذي يصيب نحو 10 ملايين شخص حول العالم، ويمكن تمييز رجفة اليدين الناجمة عن باركنسون بأنها تحدث وقت الراحة عكس نوع الارتعاش الفيزيولوجي الذي يحدث عند استخدام اليدين.
تلف الأعصاب: وهي حالة مرضية عصبية، تدعى الاعتلال العصبي المحيطي وتؤثر بشكل كبير على رجفان اليدين والقدمين.
أورام الدماغ: بالرغم من أنها غير شائعة، لكن قد تسبب بعض أورام الدماغ رجفة اليد، وبشكل خاص عندما تصيب المخيخ أو المهاد.
اختلال نشاط الغدة الدرقية: ويعد الارتجاف من أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية.

كيف يمكن علاج رجفة اليد؟

تختلف طريقة العلاج تبعاً لسبب حدوث رجفة اليد، لكن تشمل العلاجات الخاصة بالحالات المرضية لرجفة اليد ما يلي:

الأدوية: وتشمل حاصرات بيتا والأدوية المضادة للتشنج.
الأجهزة الطبية المساعدة الخارجية: ومنها أجهزة تحفيز الأعصاب الطرفية التي يمكن ارتداؤها لمدة 40 دقيقة مثل سوار معصم مرتين في اليوم، وتعمل عن طريق إرسال نبضات عصبية متواترة للمهاد ما يخفف من الرعشة.
حقن توكسين البوتولينوم: وتقوم هذه الحقنة بإضعاف العضلات مؤقتاً لتخفيف حدة الارتعاش.
زرع جهاز التحفيز العميق للدماغ: وهو جهاز يشبه منظم خطى القلب، تتم زراعته بالجسم ويقوم بإرسال النبضات الكهربائية المعاكسة لإشارات تنبيه الرجفة الصادرة عن المهاد في الدماغ، ما يعوق إشارات الارتعاش من التأثير على اليد، وقد يخفف هذا الجهاز من الأعراض بنسبة 90%.
العلاج بالموجات فوق الصوتية المركزة: حيث يتم تسليط أمواج صوتية ذات تردد عالٍ على منطقة الدماغ المسؤولة عن رجفة اليد ما يحسّن من ثبات اليد.

ما الطرائق البسيطة التي يمكن أن تزيد من ثبات اليد؟

يمكن زيادة ثبات اليد بالرغم من وجود الرجفة باتباع النصائح التالية:

القيام بتمارين لمرونة اليدين: كاستخدام كرة مرنة للضغط عليها، أو تمارين ليونة اليدين بفتحها وإغلاقها بوضعيات مختلفة.
تدفئة اليدين والعناية بهما: إذ يمكن نقع اليدين بماء دافئ أو تدليك الأصابع واليدين.
إسناد اليدين: قد يسبب إمساك أدوات معينة رجفة اليدين، لذا يمكن استخدام عدة نقاط لتثبيت اليدين مثل استخدام مسند أو وضع الزند على منصة صغيرة تريح اليد في عملها ولا تسمح لها بالتعلق بالهواء.
الاسترخاء وتقليل الجهد: ويتم عن طريق أخذ استراحات بسيطة في أثناء استخدام اليدين.
تمرين اليدين على الثبات: يقوم بعض الجراحين بالتمرين عن طريق تقطيع الفواكه أو الخياطة على القماش لزيادة ثبات أيديهم أثناء العمل.
تناول الغذاء المتوازن: يذكر الدكتور نيكولاوس سكارميس في البحث المنشور عام 2007 بدورية نوروإيبيدمولوجي (Neuroepidemiology)، أن النظام الغذائي لحوض البحر الأبيض المتوسط يقي من حدوث رجفة اليدين، نظراً لاحتوائه على فيتامين ب 12 باللحوم والأسماك والدواجن، والعناصر كافة مثل الكربوهيدرات والبروتينات والمعادن اللازمة لفعالية اليدين بشكل أفضل.
اختبار ثباتية اليد: يمكن استخدام لعبة السلك والمتاهة لمعرفة مدى ثبات اليد في أثناء الحركة، ويمكنك صنعها بأدوات بسيطة بالمنزل، ولزيادة الدقة تستطيع تضييق الحلقة وإطالة المسار.

اختبار ثباتية اليد. حقوق الصورة: shutterstock.com/ Fouad A. Saad

ليس من السهل التخلص من رجفة اليد، لكن قد يصبح الأمر ممكناً عند معرفة سبب الرجفة، لذلك لا تتردد في استشارة الطبيب لتحديد السبب، فقد يكون عرضاً على تدهور صحي في جسمك يمكن علاجه أو التعامل معه بشكل أفضل إذا تم تشخيصه مبكراً.