المصعد أم الدرج؟ أيهما أفضل لصحتك؟

2 دقيقة
المصعد أو الدرج؟ أيهما أفضل لصحتك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Real Vector

خلال فعاليات مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، قُدِمت دراسة تفيد بأن صعود السلالم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 39%، ويقلل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ما يؤدي بالتالي إلى إطالة العمر، مقارنة باستخدام المصعد.

جاءت هذه الدراسة مؤكدة لحقيقة أن صعود الدرج أفضل للصحة من استخدام المصعد التي أُثبتت سابقاً، فقد وُجِد أن صعود الدرج من ست إلى عشر مرات يومياً يرتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة. وأن صعود أكثر من 50 درجة يومياً يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 20%. 

اقرأ أيضاً: كيف تعزز الرياضة من صحة العضلة القلبية؟ وما خصوصية ممارستها عند مرضى القلب؟

صعود السلالم أفضل لصحة القلب من استخدام المصعد 

قادت الدراسة الحديثة الدكتورة صوفي بادوك، من جامعة إيست أنجليا ونورفولك ومؤسسة مستشفى جامعة نورويتش في المملكة المتحدة، والتي عملت مع فريقها على تحليل بيانات نحو 480 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين منتصف الثلاثينيات ومنتصف الثمانينيات، ونصفهم تقريباً من النساء، ووجدت أن النتائج تتناسب مع مجموعة من الأدلة التي تشير إلى فوائد التمارين متوسطة الشدة، إذ يحسّن صعود السلالم صحة القلب وذلك لأنه يرفع معدل ضربات القلب، ويحسّن الدورة الدموية.

ركّز الباحثون على عوامل تؤدي إلى أمراض القلب عادةً، إذ شملت ضغط الدم والكوليسترول والتدخين والتاريخ العائلي وعوامل الخطر الجينية، بالإضافة إلى أسلوب الحياة بشكلٍ عام وممارسة الرياضة وصعود السلالم، وذلك على مدار 12 عاماً. فقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعتمدون على صعود السلالم أفضل في مقاومة أمراض القلب

جدير بالذكر أن الأشخاص الذين توقفوا عن صعود السلالم خلال مدة الدراسة شهدوا ارتفاعاً في مخاطر الإصابة بهذه الأمراض.

فوائد صعود السلالم والتخلي عن المصعد

يُعدّ صعود السلالم أحد أشكال النشاط البدني القوي والمتقطع، والذي له مجموعة من الفوائد بما في ذلك تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان والوفيات، وهو طريقة سهلة غير مكلفة لتعزيز النشاط البدني الضروري يومياً، تجمع بين التمارين الهوائية وتمارين القوة.

اقرأ أيضاً: التمارين الرياضية يمكنها مساعدتك إذا كانت جيناتك تعرضك لخطر الإصابة بأمراض القلب

تظهر فوائد صعود السلالم بسرعة في تحسين مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ تتحسن حالة الجسم العامة خلال 4 - 8 أسابيع، بالإضافة إلى تحسن ضغط الدم وحساسية الجسم للإنسولين.

يشبه أثر صعود السلالم أثر ممارسة التمارين الرياضية السريعة، فهو يشكّل مزيجاً رائعاً من التمارين الرياضية وتدريبات المقاومة، ويُعدّ وسيلة جيدة لمَن لا يجد الكثير من الوقت للرياضة، لكن يُنصح بإضافة رياضات أخرى مثل ركوب الدراجة أو المشي أو الركض للحصول على فائدة ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً. 

من فوائد صعود السلالم أيضاً:

  • يقلل صعود السلالم من خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مقدمة محتملة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • يعادل صعود السلالم ثلاثة أضعاف فائدة المشي على أرض مستوية لأنه يشمل تحريك الجسم عكس الجاذبية، ما يساعد على بناء عضلات الجزء السفلي من الجسم والظهر.
  • يسهم صعود السلالم في حرق السعرات الحرارية، وتحسين كثافة العظام وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام.
  • يُطلق النشاط البدني "الإندورفين" وهو مُركّب طبيعي يحسّن المزاج ويعزز مشاعر السعادة ويقلل مستويات التوتر.
  • يوفّر صعود السلالم عدة مرات كل يوم استراحة من روتين العمل أو الدراسة ويسهم في تحسين التركيز والإنتاجية.
  • يفيد اختيار السلالم المجتمع من خلال تقليل الاعتماد على المصاعد، وبالتالي تخفيف الازدحام في المباني وتقليل استهلاك الطاقة المرتبط بتشغيل المصاعد.

اقرأ أيضاً: كيف يعزز النوم الجيد صحة القلب؟

متى يُفضل استخدام المصعد على الدرج؟

في بعض الحالات، يفضل استخدام المصعد على الدرج، ومنها: 

  • الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في الحركة أو حالات طبية معينة، فهؤلاء يواجهون صعوبة في صعود الدرج، وهو غير آمن بالنسبة لهم.
  • السلم غير مستوي الدرجات، أو ذو الإضاءة الضعيفة، أو الدرج الذي لا توجد له حماية حيث يزداد خطر الحوادث والسقوط. 
  • ضيق الوقت، أو عند حمل أشياء ثقيلة.

باختصار، يساعد صعود السلالم على خفض وزن الجسم، وتحسين الحالة الاستقلابية للجسم، وتقليل الالتهابات، والأمراض التي قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، لذا عندما تخرج من منزلك في المرة القادمة جرب استخدام السلالم بدل المصعد لتعزيز صحتك العامة.