هل يساعد مشروب الأوتزمبيك الطبيعي على خسارة الوزن حقاً كما يُروَّج له على تيك توك؟

3 دقيقة
مشروب جديد لخسارة الوزن: ماذا تعرف عنه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/extripod
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

“أوتزميبك” (Oatzempic) هو الترند الجديد على تيك توك ووسائل التواصل الاجتماعي، ويدّعي قدرة مشروب يحمل الاسم ذاته على المساعدة في خسارة نحو 18 كيلوغراماً من وزن الجسم خلال شهرين فقط. تجمع التسمية بين اسم الشوفان (Oat) وعقار أوزمبيك (Ozempic) المُستخدَم لعلاج داء السكري وفقدان الوزن أيضاً، لكن ما هو بالضبط أوتزمبيك؟ وهل يساعد حقاً على التخلص من الوزن الزائد؟ إليك ما يقوله الخبراء.

اقرأ أيضاً: هل يكون دواء السكري أوزمبيك هو الحل السحري لإنقاص الوزن؟

ما هو أوتزمبيك؟

أوتزمبيك هو مشروب يتكون من 3 عناصر رئيسية هي الشوفان وعصير الليمون والماء، مع تباين بسيط في نسب المكونات وفقاً للوصفة المستخدمة.

وعلى الرغم من أن التسمية تتضمن اسم عقار أوزمبيك، فإنه لا يدخل في تكوين الشراب، فلماذا استخدم الاسم إذاً؟ 

يعتقد بعض المؤثرين وروّاد وسائل التواصل الاجتماعي أنه يمكن لمشروب الشوفان المساعدة على خسارة الوزن بآلية وفاعلية مماثلة لعقار أوزمبيك، حيث يُستخدَم عقار أوزمبيك عادة للسيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، ويحتوي على مادة سيماغلوتايد التي تحثّ البنكرياس على إنتاج المزيد من هرمون الإنسولين عندما يكون سكر الدم مرتفعاً.

تساعد هذه المادة الفعّالة ذاتها أيضاً على خفض الوزن بآليتين، هما:

  • التأثير على مراكز الجوع في الدماغ، ما يقلل الشعور بالجوع والشهية لتناول الطعام. 
  • إبطاء معدل إفراغ المعدة، ما يطيل من الشعور بالامتلاء والشبع بعد الوجبات.

كيف يساعد مشروب الشوفان (الأوتزمبيك) على فقدان الوزن؟

وفقاً لمختصة التغذية ومرض السكري الطبيبة أرشانا باترا (Archana Batra)، يمكن لشراب الشوفان أو أوتزمبيك أن يساعد على فقدان الوزن لعدة أسباب:

  • غني بالألياف: يحتوي كوب واحد من الشوفان على نحو 8 غرامات من الألياف، بما في ذلك ألياف البيتا غلوكان، وهي ألياف قابلة للذوبان في الماء فتمتصه وتتحول إلى هلام، ما يُبطئ عملية الهضم، ويعزز الشعور بالامتلاء ويحد من الرغبة في تناول الطعام.
  • تنظيم هرمونات الجوع: أفادت دراسة منشورة في دورية كارنت نيوتريشن ريبورتس (Current Nutrition Reports) بأن ألياف البيتا غلوكان تؤثّر في إفراز الجسم للهرمونات التي تنظّم الجوع والشهية.
  •  تنظيم مستويات الطاقة: وفقاً للمراجعة المنشورة في دورية مراجعات التغذية (Nutrition Reviews)، يساعد الشوفان على الحفاظ على الوزن ومؤشر كتلة الجسم، وتقليل نسبة الدهون فيه، وتنظيم الشهية والطاقة.
  • مجال استخدام واسع: يمكن استخدام الشوفان كقاعدة أساسية لمختلف أنواع الأغذية، مثل الأطعمة الغنية بالبروتين كالحليب والبذور والمكسرات، حيث وضحت الدراسة المنشورة في مجلة التغذية (The Journal of Nutrition) قدرة البروتين على تعزيز الشعور بالشبع.
  • محتوى منخفض السعرات الحرارية: يحتوي الشوفان على نحو 140 سعرة حرارية، وهو أقل مما يستهلكه معظم الناس في وجبة واحدة، مع الحفاظ على الشعور بالشبع فترة طويلة نسبياً.

اقرأ أيضاً: كيف تتسبب البدانة في حدوث داء السكري؟

ما مدى فاعلية أوتزمبيك في إنقاص الوزن؟

من الناحية النظرية، يمكن لشراب أوتزمبيك أن يساعد على إنقاص الوزن، إذ قد يكون بديلاً مثالياً لوجبة إفطار عالية المحتوى بالسعرات الحرارية. لكن وفقاً لعضو الجمعية الأميركية لجراحة السمنة (American Society for Bariatric Surgery)، والمدير الطبي لمركز ميموريال كير الجراحي في كاليفورنيا، الجراح مير علي  (Mir Ali)، فإن شراب الشوفان ليس حلاً مستداماً لإنقاص الوزن. يوضّح الطبيب علي، أنه لا يمكن استخدام شراب أوتزمبيك بديلاً لعقار أوزمبيك، إذ بينما يؤثّر الدواء في الدماغ والجهاز الهضمي لمنح إحساس مطوّل بالشبع والامتلاء قد يستمر مدة أسبوع، فإن تأثير شراب الشوفان في الجوع والإحساس بالشبع يستمر بضع ساعات فقط.

وتُضيف مختصة إنقاص الوزن في نيويورك، الطبيبة سو ديكوتيس (Sue Decotiis)، أنه لا توجد مكونات طبية ومواد فعّالة في الشراب، بل إن تأثيره يماثل إلى حد كبير تأثير الحميات الغذائية القائمة على تقييد السعرات الحرارية بتناول نوع غذائي محدد، حيث يفقد الجسم بهذا الأسلوب وزن الماء والعضلات فقط. أمّا مع أدوية التخسيس مثل أوزمبيك، فإنها تساعد على فقدان وزن الدهون بالإضافة إلى تنظيم الشهية. 

اقرأ أيضاً: هل أدوية تخفيف الوزن الجديدة آمنة على المدى الطويل؟

مخاطر شراب الشوفان وسلبياته

يرتبط تقييد النظام الغذائي بشرب شراب الشوفان فقط ببعض المخاطر الصحية، مثل:

  •  نقص في العناصر الغذائية، بسبب استبدال شراب الشوفان بالوجبات جميعها، ما قد يكون سبباً للإصابة بالإمساك والجفاف والدوار واضطراب الدورة الشهرية.
  • ممانعة حركة مضغ الطعام، حيث أشار خبير التغذية السلوكية الطبيب كريم جمال، إلى أن عملية المضغ تؤدي دوراً مهماً في زيادة الشعور بالشبع على مدار اليوم.
  • زيادة مستوى السكر في الدم لأنه يتكون من الكربوهيدرات على نحو أساسي، خاصة إذا استُخدِم الشوفان السريع التحضير عوضاً عن الشوفان الكامل، ما يمثّل خطراً على صحة المصابين بمرض السكري.
  • من غير الصحي فقدان 18 كيلوغراماً في شهرين، حيث ينصح مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها (CDC) بفقدان نحو كيلوغرام واحد كل أسبوع، باعتباره الخطة الأمثل للحفاظ على فقدان الوزن. كما تشير مختصة الغدد الصماء الطبيبة أفانتيكا وارنغ (Avantika Waring)، إلى أنه لدى التوقف عن اتباع نظام غذائي يعتمد على شراب الشوفان، فمن المرجّح أن يكتسب الجسم ما فقده بسرعة وسهولة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تكرار فقدان الوزن واستعادته إلى مشكلات صحية مثل:
    • فقدان الأنسجة العضلية الخالية من الدهون
    • تساقط الشعر.
    • تراجع قدرة الجسم على تنظيم درجة حرار