نتفق جميعنا في أننا نرغب بأن نخلد لفراشنا ليلاً ونحن نشعر بحالة من الرضا عن أنفسنا وعن يومنا بكل جوانبه، وبمعنى آخر إن الوصول إلى نمط حياة يرضي واجبنا تجاه أجسامنا وصحتنا النفسية وعملنا وعائلاتنا هو هدف الجميع.
إلّا أننا نحتاج لتعديل عدة مفاهيم أُسيء فهمها في وقتنا الحاضر، وعلى رأسها تعريف "نمط الحياة الصحي"، فمثلاً قد اُنصح بأن عدم التقيد الدقيق والمثالي بعدد من النصائح والخطوات سيجعل من نمط حياتك غير صحي، وبالطبع هذا اتهام خاطئ، ففي النهاية هذا الضغط النفسي الذي يقبع في مثالية التقيد يسيء إلى صحتنا وسلامتنا النفسية، الأمر الذي يبعدنا خطوةً عن الوصول إلى نمط الحياة الذي نرغب به، إذ أصبح مصطلح "الحفاظ على نمط حياة صحي" منمقاً للغاية، ويعدله كثيرون بما يتناسب مع نمط حياتهم، الأمر الذي أدى إلى ضياع الجوهر الحقيقي لمعنى هذا المصطلح، ألا وهو "التوازن والاعتدال".
أدرجت منظمة الصحة العالمية مجموعة من النصائح الطبية العامة التي ترفع من نوعية سلوكنا الغذائي والبدني والنفسي، وهي:
1- شرب الماء
يشكل الماء 70% من أجسامنا، وهو وبدون مبالغة يدخل في كل عملية حيوية تقوم بها خلايانا، ولذلك على البالغ الذي يزن 70 كغ أن يشرب لترين من الماء، أي ما يعادل 8 أكواب كبيرة الحجم يومياً.
2- الغذاء المتوازن
يعتبر الغذاء الذي يحتوي على حصص متوازنة من النشويات والبروتينات والدسم الإضافة الأهم في تحسين نمط الحياة، كما أن دعم الجسم بالفيتامينات والمعادن كتلك الموجودة في الفاكهة والخضروات والبقوليات والمكسرات والحبوب الكاملة أساسيٌ في التقليل من خطر الإصابة بسوء التغذية والأمراض غير المعدية مثل السكري وأمراض القلب والسرطان، لذلك من المهم الحصول على 4 حصص من الخضار والفاكهة بشكل يومي.
اقرأ أيضاً: “الجينات المدهشة” يمكنها أن تقوم بالكثير لمواجهة نمط الحياة غير الصحي
3- الحد من استهلاك الملح والسكر
يعرضنا الاستهلاك غير المضبوط للملح لخطر أعلى للإصابة بارتفاع ضغط الدم، والذي بدوره يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. وكما أوصت منظمة الصحة العالمية، يجب ألّا يتجاوز استهلاكنا للملح أكثر من 5 ميلي غرام يومياً، أي ما يُعادل ملعقة صغيرة، وهذا يشمل التوابل نظراً لكونها عالية الصوديوم. لا يُوصى حذف الملح من حياتك بشكل كامل، لكن يجب أن تراقب غذائك، فإن تناولتَ وجبةً مالحةً البارحة، قلل من ملح وجبتك لليوم.
وبالمقابل، لتناول كميات كبيرة من السكريات آثارٌ سلبيةٌ تنطوي على زيادة الوزن غير الصحية. ونظراً لكون البدانة هي المسببة لمعظم أمراض هذا العصر، أوصت منظمة الصحة العالمية بتحديد استهلاك السكر بــ 12 ملعقة صغيرة يومياً، والحد من تناول الوجبات الخفيفة السكرية والمشروبات المحلاة بالسكر.
4- الصيام المتقطع
للصيام المتقطع أشكال متعددة، إلا أن الشكل الأكثر اتباعاً هو نظام 6 إلى 18، أي وجود نافذة 6 ساعات يُسمح باستهلاك الطعام خلالها تحددها أنت في أي وقت يناسبك من النهار، ومن ثم الصيام لمدة 18 ساعة عن الطعام والمشروبات المحلاة متضمناً ذلك ساعات النوم. وما يجعله ليس بالصعب، أنه من المسموح استهلاك الماء واي نوع من المشروبات الخالية من السكر وعديمة الحريرات خلال أي وقت من النهار.
للصيام المتقطع آثار إيجابية عظيمة على أجسامنا، فهي تقلل من حدوث مقاومة الإنسولين وتزيد من حرق الدهون، ولذلك يُنصح مرضى الداء السكري باتباعها بعد استشارة طبيب التغذية الخاص بهم.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين سلامة وجودة الغذاء؟
5- كُن نشيطاً
ويعني ممارسة أي نشاط بدني يتطلب صرف طاقة، كالتمارين الرياضية والأنشطة الترفيهية وحتّى الرقص. يجب على البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً ممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل الشدة طوال الأسبوع.
6- ممارسة التأمل
لا يمكن إنكار الدور الكبير لممارسة التأمل أو أي شكل من أشكال الاسترخاء في تنظيم توجيه تركيزنا وجعل وقتنا أكثر فعالية، كما أنها تخفف التوتر وتقلل الأعباء النفسية.
7- قلل من استهلاكك للكحول وامتنع عن التدخين
لا يوجد مستوى آمن لشرب الكحول، إذ يمكن أن يؤدي استهلاك الكحول إلى مشاكل صحية مثل الاضطرابات العقلية والسلوكية، وقد ينتهي الأمر بالإدمان على الكحول، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تليف الكبد وأمراض القلب، ولذلك لا يُنصح باستهلاكه.
كما يعتبر التدخين المسبب الأول لأشيع سرطانات جسم الإنسان، ألا وهو "سرطان الرئة". إذا كنت مدخناً في الوقت الراهن، لم يفت الأوان بعد للإقلاع عن التدخين، وبمجرد القيام بذلك ستلاحظ التحسن في وظيفة رئتيك. وإن لم تكن مدخناً، فهذا رائع. ساهم بتوعية من حولك للإقلاع عن التدخين ضماناً لحقك في استنشاق هواء خالٍ من دخان التبغ.
اقرأ أيضاً: لماذا يعاني الشخص الذي يشرب الكحول من الاحتقان؟
8- لا تنسَ حياتك الاجتماعية
الإنسان اجتماعي بالفطرة، فلا شيء يعوضه عن الالتقاء بأصدقائه لتبادل أطراف الحديث ومشاركة تجاربه ومشاعره، إذ تلعب هذه المشاركة دوراً كبيراً في تعزيز الصحة النفسية لدى الأفراد.
9- التقيد بمواعيد المراجعة الطبية
مهما كنت مشغولاً، لا تنسَ موعد طبيبك حتى ولو كنت تشعر بأفضل حال. إن المتابعة الروتينية لقياس ضغط الدم وقياس سكر الدم تساعد في الكشف المبكر عن أمراض القلب والسكري، وبالاكتشاف المبكر لها أنت تقي نفسك من أي عواقب متقدمة أنتَ بغنى عنها.
إضافةً إلى عدم إهمال أدويتك، يعتبر تناول الدواء على النحو الموصوف أو الالتزام بالأدوية بشكل عام أمراً مهماً للسيطرة على الحالات المزمنة وعلاج الحالات المؤقتة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على صحتك العامة وقدرتك على الاستمتاع بالحياة.
10- الحفاظ على سلامة الكوكب
قد يبدو هذا البند للوهلة الأولى غريباً، فكيف للحفاظ على سلامة الكوكب أن يكون ذو فائدةٍ لك؟ يدفع التلوث البيئي وتلوث الهواء بكوكبنا نحو الهاوية بهدوء، يمكنك البدء باستبدال أكياس البلاستيك بأخرى ورقية وبقيادة الدراجة بدلاً من سيارتك وبتنظيم نفاياتك ضمن الحاويات المخصصة دعماً لإعادة التدوير. قد لا تبدو آثار هذه التعديلات السلوكية عظيمة على المدى القصير إلا أنها تُحدث أثراً، ومن الطبيعي أن تتساءل "هل حقاً أنا قادر على عكس ذلك؟"، والإجابة، طبعاً أنت قادر وجميعنا قادرون.
11- النظافة الشخصية
بغض النظر عن الدور الجمالي للاهتمام بالنظافة الشخصية، تعتبر النظافة الشخصية الجيدة أفضل عادة يكتسبها أي شخص على الإطلاق، فهي تعد من أفضل طرق الحماية من الإصابة بالأمراض المعدية، ولذلك يتوجب علينا غسل اليدين بالماء والصابون بشكل جيد بعد العودة إلى المنزل.
اقرأ أيضاً: هل تؤثر «النظافة المفرطة» خلال جائحة كورونا على مناعتنا؟
12- النوم الكافي
يعتبر النوم وظيفة أساسية تسمح لجسمك وعقلك بإعادة الشحن حتى تبقى يقظاً خلال النهار، كما يساعد الحصول على ساعات نوم كافية على إبقاء الجسم بصحة جيدة ودرء الأمراض، إذ يرمم الجسم كل الخلايا الضعيفة ويتخلص من الخلايا الميتة خلال ساعات راحته هذه. وإضافة لذلك، لا يمكن للدماغ أن يعمل بشكل صحيح بدون نوم كافٍ حيث تتراجع الخلايا العصبية بشكل تدريجي الأمر الذي يؤدي لازدياد القابلية للإصابة بالأمراض التنكسية كالخرف مستقبلاً.
13- ساعد صديق يحتاجك واطلب المساعدة إن احتجتها
من المهم أن نطمئن بشكل دائم على من نحب وأن نطلب مساعدة المقربين عندما نحتاجها، لأن كبت الأفكار السلبية والمزعجة أو المؤلمة يجعلها ذات تأثير أقوى وذات سلطة أكبر على صحتنا النفسية. حفاظاً عليها، تحدث إلى شخص تثق به مثل أحد أفراد العائلة أو صديقك أو طبيبك النفسي حول ما تشعر به.