النقرس هو أحد أشكال التهاب المفاصل، ويحدث بسبب تراكم بلورات حادة فيها، وينجم عن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات الحيوانية والكحول، لذا كان يُصيب الملوك الذين يفرطون في تناول هذه الأطعمة في الماضي، فأُطلِق عليه اسم "داء الملوك". تعرّف أكثر إلى هذا المرض وأعراضه وطرق علاجه.
ما هو النقرس؟
النقرس هو شكل من أشكال التهاب المفاصل، إذ يسبب الألم والتورم فيها؛ وذلك نتيجة تراكم حمض البول (اليوريك أسيد) في الجسم، وخاصة في إبهام القدم، وبشكلٍ أقل شيوعاً في الركبتين والكاحلين واليدين والمعصمين والمرفقين.
يتخلص الجسم عادة من حمض البول عن طريق الكليتين، لكن عندما تضطرب الكليتان، ولا تتخلصان منه بالسرعة المطلوبة، يترسب على شكل بلورات تستقر في المفاصل، مُحدِثة ألماً حاداً يظهر ويختفي فجأة على شكل نوبات، تستمر عادةً مدة أسبوع أو أسبوعين.
اقرأ أيضاً: هل يمكن تقليل كمية اللحوم المستهلكة باستخدام الصُّور التحذيرية؟
ما أعراض النقرس؟
تشمل أعراض النقرس في المفاصل المصابة ما يلي:
- الألم.
- تغير اللون أو الاحمرار.
- التكزز والتورم.
- الحمى والقشعريرة.
- الألم، حتى عند اللمس الخفيف.
- الشعور بحرارة شديدة في المفصل.
- وجود كتل صلبة تحت الجلد.
تقتصر الأعراض على وقت حدوث النوبات فقط، ولا تظهر بين النوبات.
يُصبح المصاب بالنقرس أيضاً أكثر عرضة لتشكيل حصوات وأمراض الكلى.
ما أسباب الإصابة بالنقرس؟
يُصيب النقرس عادة الذكور، بينما تُصاب به الإناث بعد انقطاع الطمث. وتزيد بعض العوامل من خطر الإصابة مثل السمنة وفشل القلب الاحتقاني والسكري وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى وسرطان الدم، والعوامل الوراثية، بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية مثل مدرات البول ومثبطات المناعة.
اقرأ أيضاً: ما مضاعفات مرض السكري على المفاصل والعظام؟ وكيف تُعالج؟
يؤدي تناول بعض الأطعمة والمشروبات أيضاً إلى ارتفاع مستويات حمض البول في الجسم، ما يزيد خطورة الإصابة بالنقرس، ومنها:
- المشروبات السكرية مثل شراب الذرة، والحلويات.
- الكحول لأنه يمنع الكليتين من التخلص من حمض البول.
- لحوم الأعضاء مثل الكبد والمخ والكلى.
- لحوم الطرائد مثل الأوز ولحم العجل ولحم الغزال.
- بعض المأكولات البحرية مثل سمك الرنجة، وبلح البحر، وسمك القد، والتونة، والسلمون المرقط.
- اللحوم الحمراء ومنها لحم البقر، ولحم الضأن.
- الديك الرومي.
- صلصات المرق واللحوم.
- الفاصولياء والبازلاء المجففة.
تشخيص النقرس
يُشخَّص النقرس عبر الفحص البدني، والاعتماد على الأعراض، وعدد مرات تكرار نوباتها، بالإضافة إلى تصوير المفاصل بالأشعة السينية والموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب، وإجراء اختبار حمض البول في الدم، وبزل سائل المفصل وفحصه.
العلاج
يبدأ علاج النقرس بتغيير العادات الغذائية، وتقليل تناول الأطعمة السابقة الذكر التي ترفع مستويات حمض البول، فتزيد احتمالية الإصابة وتكرار النوبات. قد يَصِف الطبيب بعض الأدوية أيضاً مثل:
- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين لتقليل الألم والتورم في أثناء نوبة النقرس.
- الكولشيسين الذي يقلل الالتهاب والألم أيضاً عند تناوله خلال 24 ساعة من نوبة النقرس.
- الستيروئيدات القشرية (الكورتيكوستيرويدات) والتي تقلل الالتهاب، وتأتي في شكل حبوب أو حقن في المفاصل المصابة أو في العضلات القريبة من المفصل.
- أدوية مساعدة على خفض مستويات حمض البول.
عندما تبدأ نوبة النقرس، يُنصح المرضى بتجنب شرب الكحول والمشروبات السكرية، وشرب الكثير من الماء. ويساعد على تخفيف الألم رفع المفاصل إلى مستوى القلب قدر المستطاع، أو وضع كمادة باردة على المفصل مدة 15-20 دقيقة، عدة مرات في اليوم، أو وضع كيس من الثلج عليها ملفوفاً بمنشفة رقيقة. كما يجب الحد من الضغط على المفصل عن طريق تجنب ممارسة التمارين الرياضية المكثفة أو الأنشطة البدنية.
اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي المناسب لمرضى النقرس؟
يمكن الوقاية من النقرس بضبط تناول الأطعمة والمشروبات التي تسبب تراكم حمض البول، بالإضافة إلى شرب الكثير من الماء لمساعدة الكلى على العمل بشكلٍ أفضل وتجنب الجفاف، كما يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تقليل الضغط على المفاصل وتقليل خطر الإصابة بالسمنة والحالات الصحية الأخرى التي تزيد خطر الإصابة.