دليلك الشامل للتعرف إلى الفرق بين الماء الأزرق والأبيض في العين وكيفية علاج كل منهما

4 دقيقة
دليلك الشامل للتعرف إلى الفرق بين الماء الأزرق والأبيض في العين وكيفية علاج كل منهما
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.

هناك احتمال كبير أن تسمع بأن أحد أقربائك من كبار السن سيخضع لعملية إزالة الماء الأزرق أو الماء الأبيض من العين، لكنك قد لا تعرف بالضبط ما هاتين الحالتين المرضيتين، لذا إليك دليلاً شاملاً عن الماء الأزرق والأبيض في العين وكيف يمكن علاجه ومتى تستوجب الحالة الجراحة.

اقرأ أيضاً: هل النظر إلى الكسوف يؤذي العينين؟

ما هي حالة الماء الأزرق؟

تدعى أيضاً الزَرَق أو المياه الزرقاء أو الغلوكوما، وهي مجموعة من الحالات التي يتعرض فيها العصب البصري للضرر بسبب زيادة الضغط داخل العين ما يؤدي إلى عدم القدرة على الإبصار، وفي حال أهمل المريض تناول الدواء المخصص له بانتظام قد يصاب بالعمى. دعيت هذه الحالة باسم الماء الأزرق لأن المريض يرى فيها أحياناً هالات زرقاء حول مصادر الضوء.

ما أسباب حدوث الماء الأزرق؟

تحدث ظاهرة الماء الأزرق عندما تفشل العين في الحفاظ على ضغط السوائل بها، إذ تقوم العين بإفراز سائل مائي داخل كرة العين باستمرار لتحافظ على شكلها الكروي، ويُصرَّف هذا السائل من خلال قنوات صغيرة موجودة في زاوية العين، أي بين القزحية الملونة والقرنية الشفافة للحفاظ على مستوى ضغط العين ضمن الحدود الطبيعية، وعند عدم التوازن بين الكمية المفرزة لهذا السائل ومعدل تصريفه بسبب تضيق قنوات التفريغ، يتراكم في داخل العين ويرتفع الضغط داخل العين، ويسبب ضغطاً ضاراً على العصب البصري والشبكية و يؤدي إلى تلف تدريجي للعصب البصري.

ما أنواع الماء الأزرق؟

تشمل أشهر أنواع الغلوكوما أو الماء الأزرق ما يلي:

  • الماء الأزرق ذو الزاوية المغلقة: غالباً ما يظهر هذا النوع النادر فجأة، ويحدث عندما تكون الزاوية بين القزحية والقرنية ضيقة، حيث تُسَد قنوات التصريف ما يمنع السائل المائي من مغادرة العين، فيرتفع ضغط العين.
  • الماء الأزرق مفتوح الزاوية: هو النوع هو الأكثر شيوعاً وتظهر الزاوية بأنها مفتوحة لكن تصريفها ضعيف، وتتميز هذه الحالة بضعف تدريجي في الرؤية دون الشعور بأي ألم، ثم تتطور الحالة تدريجياً.
  • الماء الأزرق الخلقي: يولد بعض الأطفال بقنوات تصريف سوائل العين غير متشكلة بشكل صحيح في الرحم.

اقرأ أيضاً: ما أسباب حرقة العين وكيف يمكن علاجها؟

أعراض الماء الأزرق

من أهم أعراض الماء الأزرق ما يلي:

  • الألم أو الشعور بضغط في العين.
  • الصداع.
  • ظهور هالات بألوان قوس قزح حول الأضواء.
  • ضعف الرؤية وعدم وضوح الرؤية أو الرؤية النفقية أو وجود بقع في ساحة النظر لا يمكن رؤية الموجود بها.
  • القيء والغثيان .
  • احمرار العيون.

مَن الأشخاص المعرضون للإصابة بالماء الأزرق؟

تضم لائحة الأشخاص المؤهبين للإصابة بالماء الأزرق في العين ما يلي:

  • مَن يعاني من ارتفاع ضغط الدم في العين.
  • كبار السن.
  • الناس من العرق الإفريقي.
  • من لديه تاريخ عائلي للإصابة بالماء الأزرق.
  • المصابون بأمراض مثل السكري واضطرابات القلب وارتفاع ضغط الدم والغدة الدرقية.
  • المصابون بأمراض العين مثل الأورام وانفصال الشبكية وقصر النظر وإصابات العين.
  • من يستخدم دواء الكورتيزون، وخاصة قطرات العين لفترة طويلة.

كيف يُشخَّص الماء الأزرق في العين؟

يمكن تشخيص الإصابة بالماء الأزرق من خلال إجراء الفحوصات التالية:

  • قياس ضغط العين.
  • فحص العصب البصري للكشف عن التغيرات الطفيفة التي قد تشير إلى بداية الإصابة بالغلوكوما.
  • اختبار المجال البصري، أي القدرة على رؤية مجال واسع بصرياً وليس فقط نطاق أنبوبياً.
  • اختبار حدة البصر.
  • قياس سماكة القرنية.

اقرأ أيضاً: العين أيضاً تصاب بالجلطة: تعرف إلى أسبابها

كيف تمكن الوقاية من الإصابة بالماء الأزرق؟

تمكن الوقاية من الإصابة بالماء الأزرق من خلال اتخاذ التدابير التالية:

  • فحص الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً لعيونهم كل 3-5 سنوات.
  • فحص الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً أعينهم سنوياً.
  • علاج ارتفاع ضغط العين.
  • تناول الغذاء الصحي والمحافظة على ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية.
  • تجنب إصابات العين الشديدة من خلال ارتداء نظارات الحماية.

كيف يمكن علاج حالة الماء الأزرق؟

تشمل إجراءات علاج الغلوكوما ما يلي:

  • العلاج الدوائي: توصف أدوية الغلوكوما على شكل قطرات تعمل على تقليل ضغط العين إما عن طريق التقليل من إنتاج السوائل في العين أو المساعدة على تصريف المزيد من السوائل في العين.
  • جراحة الليزر: تسهم في تصريف السوائل من داخل العين.
  • الجراحة التقليدية: وتهدف لإنشاء منفذ جديد للسائل الموجود في العين.

ما هو الماء الأبيض؟

يدعى أيضاً الساد أو المياه البيضاء أو إعتام عدسة العين، وهي حالة تصبح فيها عدسة العين باهتة، وليست شفافة كما يجب أن تكون في حالتها الطبيعية، إذ إن عدسة العين تقع خلف حدقة العين، وهي المسؤولة عن تركيز أشعة الضوء وكسر الأشعة بدقة إلى مركز الشبكية للإبصار بشكل جيد.

أسباب الإصابة بالماء الأبيض

يحدث الماء الأبيض أو إعتام عدسة العين بسبب تشكل مناطق غائمة على عدسة العين مع التقدم في السن، والعدسة هي عبارة عن بنية شفافة ومرنة تتكون في معظمها من البروتينات التي ندعوها البلورات. تتحلل البروتينات الموجودة في العدسة، وتشكل بقعاً غائمة تؤثر على الرؤية، وتشمل عوامل خطر الإصابة بحالة الماء الأبيض في العين ما يلي:

  • التقدم بالعمر، حيث تحدث عادةً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و80 عاماً.
  • التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة.
  • وجود تاريخ عائلي وراثي للإصابة بإعتام عدسة العين في سن مبكرة.
  • مرض السكري.
  • وجود التهاب داخل العين، مثل التهاب القزحية.
  • تناول بعض الأدوية، وخاصة الستيرويدات.
  • التعرض لصدمة وإصابة في منطقة الرأس والوجه، وبشكل خاص الضربة المباشرة للعين.
  • التعرض للإشعاع في منطقة الرأس والوجه.

علاج الماء الأبيض

يقوم طبيب العيون بجراحة لإزالة العدسة المعتمة ويستبدلها بعدسة صناعية يزرعها داخل العين (IOL) بشكل دائم، ويستغرق التعافي الكامل من 4-8 أسابيع.

يفضل إجراء الجراحة في اللحظة التي تسبب فيها المياه البيضاء اضطراباً يعوق القيام بالمهام اليومية مثل القيادة أو القراءة أو مشاهدة التلفزيون، وتعتبر هذه العملية عاجلة بشكل خاص عندما لا تكون هناك إمكانية لتصحيح الرؤية من خلال النظارات، وتبلغ نسبة نجاح العملية نحو 95% ويكون الشفاء سريعاً.

اقرأ أيضاً: ما أسباب احمرار العينين وكيف يُعالَج؟

الوقاية من الماء الأبيض

يمكن الوقاية أو تأخير ظهور الماء الأبيض مع التقدم بالعمر من خلال ما يلي:

معلومات خاطئة حول عملية إزالة الماء الأبيض

من أبرز المعلومات الخاطئة عن الماء الأبيض ما يلي:

  • "من الأفضل ترك الماء الأبيض حتى يتحجر ثم يُزال من العين". هذه العملية ضارة إذ يسهم ترك الماء الأبيض ليتصلب داخل العين في زيادة احتمال حدوث مضاعفات ضارة في العين بعد الجراحة، ويؤكد على ذلك الدكتور حافظ الفالح استشاري طب وجراحة العيون وعمليات تصحيح النظر في السعودية في فيديو توعوي أطلقه على حسابه في منصة إكس.

  • "يمكن أن يعود إعتام عدسة العين بعد إزالته". والصحيح هو أن إعتام عدسة العين لا يعود بعد إجراء الجراحة.
  • "يوجد علاج غير جراحي بالأعشاب وغيرها للماء الأبيض". في الواقع يعد التدخل الجراحي أفضل طريقة فعالة لعلاج الماء الأبيض.
  • "عملية إزالة الماء الأبيض طويلة ومؤلمة وسيبقى الألم موجوداً مدة طويلة". هذا غير صحيح، فمدة العملية نحو 15 دقيقة ولا يشعر الشخص بألم أثناءها أو بعدها ويكون التخدير موضعياً، ويمكن للشخص العودة لحياته الطبيعية بعد أسبوع من العملية.