ملخص: الفشار، الذي يرتبط غالباً بصالات السينما وليالي مشاهدة الأفلام في المنزل، يمكن أن يكون صحياً أو ضاراً اعتماداً على طرق التحضير، فالفشار المنفوخ بالهواء دون إضافات هو وجبة خفيفة مغذية ومنخفضة السعرات الحرارية مصنوعة من الحبوب الكاملة، أي تحتفظ بالعناصر الغذائية والألياف. كما يحتوي على مضادات أكسدة تعزز الدورة الدموية وتحسّن صحة الجهاز الهضمي، وتقلل مخاطر الإصابة بالسرطان. يساعد محتوى الألياف العالي في الفشار على الوقاية من مرض السكري من خلال الحفاظ على مستويات السكر في الدم ودعم صحة الأمعاء، كما أنه مفيد لصحة القلب لأن أليافه ترتبط بالكوليسترول الضار، ما يقلل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، فإن الفشار المصنّع بالزبدة أو الزيت والمضافات الغذائية، يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والصوديوم والدهون المشبعة، ما قد يزيد احتمالات التعرض لمخاطر صحية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وحتى مرض رئة الفشار بسبب ثنائي الأسيتيل في نكهة الزبدة. لذا فإن أفضل طريقة لتناول الفشار هي الاعتدال وتجنب الإضافات غير الصحية.
لطالما ارتبط الفشار بدور السينما وسهرات مشاهدة الأفلام العائلية في المنزل، وعلى الرغم من أنه وجبة طبيعية ومنزلية الصُنع، فإن طريقة إعداده التي تتضمن الكثير من الدهون والملح أو السكر، بالإضافة إلى عادات تناوله بما فيها من انغماس شره وغير واعٍ، قد تُثير تساؤلاً لدى البعض: هل الفشار وجبة صحية حقاً أمْ أنه مجرد متعة غذائية تؤدي إلى الشعور بالذنب وينبغي التخلي عنها؟ في الواقع يمكن أن يكون الفشار صحياً للغاية أو غير صحي على الإطلاق، اعتماداً على كيفية تحضيره. إليك أهم خصائص الفشار وآثاره الصحية.
كيف يتشكل الفشار؟
يمكن القول إن نصف متعة الفشار مصدرها في مشاهدته يتحول من حبة صفراء إلى قطعة بيضاء طرية ولذيذة الطعم. الفشار هو حبات ذرة كاملة تتكون من قطرة ماء صغيرة (13.5-14%)، محاطة بنشا طري، ثم قشرة خارجية صلبة. في الحقيقة لا يمكن لأنواع الذرة جميعها التحول إلى فشار، بل فقط النوع "زيا مايس إيفيرتا" (Zea mays everta). تبدأ عملية تحوّل حبة الذرة إلى فشار لدى ارتفاع درجة الحرارة، حيث تتحول الرطوبة الموجودة بداخلها إلى بخار عند درجة حرارة 100 درجة مئوية، ما يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الحبة. ومع تواصل ارتفاع درجة الحرارة، يستمر الضغط في الارتفاع حتى يصل إلى النقطة التي لا تتمكن القشرة الخارجية بعدها من احتوائه، وغالباً ما يكون ذلك عند درجة حرارة 175 درجة مئوية. فعند هذه النقطة، يصل الضغط المُطبَّق على القشرة إلى نحو 9.49 كيلوغرامات لكل سنتيمتر مربع، فينقلب النشا من الداخل إلى الخارج، ثم يبرد على الفور ويشكّل الفشار الرقيق الصالح للأكل.
يُدعى الفشار الخالي من أي مضافة بالفشار المنفوخ بالهواء، في المقابل يستخدم العديد من الناس الزبدة أو الجبنة أو الزيت مع الفشار، بالإضافة إلى الملح أو الكراميل.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى العلم الكامن وراء حبة الفشار
ممَّ يتكون الفشار؟
وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية، تحتوي كل 100 غرام من الفشار المنفوخ بالهواء والخالي من الملح أو السكريات أو أي دهون على ما يلي:
- طاقة: 387 سعرة حرارية.
- بروتين: 12.94 غراماً.
- دهون: 4.54 غرامات.
- الكربوهيدرات: 77.78 غراماً.
- ألياف: 14.5 غراماً.
- الكالسيوم: 7 مليغرامات.
- الحديد: 3.19 مليغرامات.
- المغنيزيوم: 144 مليغراماً.
- الفوسفور: 358 مليغراماً.
- البوتاسيوم: 329 مليغراماً.
- الصوديوم: 8 مليغرامات.
- فيتامين ب1 (الثيامين): 0.104 مليغرام.
- فيتامين ب3 (النياسين): 2.308 مليغرام.
- فيتامين ب6 (بيريدوكسين): 0.157 مليغرام.
هل الفشار صحي؟
يُعدّ الفشار المنفوخ بالهواء وغير المحمّل بمكونات أخرى، وجبة خفيفة صحية ومنخفضة السعرات الحرارية، إذ يُصنع الفشار من الحبوب الكاملة. وعلى عكس الحبوب المكررة، التي تتعرّض لإزالة النخالة والجنين منها في أثناء المعالجة، تحتفظ الحبوب الكاملة بمغذياتها وأليافها الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الفشار على أحماض فينولية وغيرها العديد من مضادات الأكسدة. لذا، فإنه قد يساعد على تحسين الدورة الدموية وصحة الجهاز الهضمي، ويقلل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
من أهم الفوائد الصحية للفشار:
تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
نظراً إلى أن الفشار من الحبوب الكاملة، فهو غني بالألياف. في الحقيقة، تحتوي حصة الفشار على 3 أضعاف محتوى خبز القمح الكامل من الألياف. تقلل الألياف خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، حيث أشارت الدراسة الحديثة المنشورة في دورية بحوث الدورة الدموية (Circulation Research)، إلى أن تناول الحبوب الكاملة قد يقي من مرض السكري من النوع الثاني من خلال تعزيز البكتيريا المعوية المفيدة وما تنتجه من مستقلبات لعملية التمثيل الغذائي.
كما يتمتّع الفشار بمؤشر غلايسيمي منخفض؛ أي أنه يحافظ على مستويات مناسبة من السكر في الدم، ما قد يحمي المصابين بمرض السكري من النوع الثاني من الارتفاع المفاجئ في سكر الدم.
علاوة على ذلك، أشارت الأستاذة المساعدة في علوم السكان والصحة الكمية في كلية طب يوماس تشان بجامعة ماساتشوستس، باربرا أوليندزكي (Barbara Olendzki)، إلى أنه من المفيد إضافة الزيت أو الزبدة للفشار في أثناء تحضيره، لأنه يُبطئ امتصاص الكربوهيدرات إلى مجرى الدم، ما يمنح البنكرياس الوقت الكافي للتعامل معها.
تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب
يحمي الفشار من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث ترتبط أليافه بجزيئات الكوليسترول الضار في الأمعاء الدقيقة، وتمنعه من الوصول إلى مجرى الدم، كما يحمي الفشار الخالي من الملح أو غيره من الإضافات، من الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
إدارة الوزن
بالنسبة إلى مَن يشعر برغبة في تناول الوجبات السريعة، يمثّل الفشار حلاً ملائماً، حيث يساعد بمحتواه العالي من الألياف على منح شعور بالشبع، بالإضافة إلى أنه قليل المحتوى بالسعرات الحرارية.
اقرأ أيضاً: 7 أغذية مشبعة للغاية لتقلل الشعور بالجوع بين الوجبات
متى يجب الحذر من تناول الفشار؟
على الرغم من الفوائد الصحية للفشار، فإنها ارتبطت في معظمها بالفشار الخالي من المنكهات، لكن الحقيقة أن فشار السينما يختلف عن الفشار المنفوخ بالهواء. عموماً ينبغي الحذر من النقاط التالية:
- أشارت جمعية القلب الأميركية (American Heart Association)، إلى أن علبة الفشار المخصصة للسينما قد تحتوي على نحو 1090 سعرة حرارية و2650 مليغراماً من الصوديوم، ما يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.
- قد يؤدي الفشار إلى الإصابة بما يُعرف بمرض رئة الفشار، فقد يُصاب الفرد بضيق التنفس والصفير، بسبب استنشاق كميات كبيرة من مادة ثنائي الأسيتيل، التي توجد عادة في الزبدة والزبادي، وتسبب تلفاً في المجاري التنفسية.
- يزيد استخدام الزبدة في تصنيع الفشار نسبة الدهون المشبعة فيه، لتصل إلى ما بين 20-57 غراماً في 3 علب منه مخصصة للسينما، ما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب.
- ينغمس المستهلك في تناول الفشار نظراً لطعمه اللذيذ وقوامه المقرمش وقدرته على التهدئة، دون أن تصله إشارة من دماغه أو أمعائه بالتوقف، لذا يتناوله بكميات كبيرة، ما يزيد مخاطر استهلاكه خاصة إذا كان يحتوي على الكثير من الملح والزبدة، وما إلى ذلك من مواد مضافة.
خلاصة القول إن الفشار وجبة خفيفة صحية، طالما أنك تتناولها باعتدال، وتتجنب إضافة الملح أو الزبدة لها، أو حاول استبدال الزبدة بدهون صحية، مثل زيت الكانولا أو زيت الزيتون.