الكمتشي الكوري: طبق تقليدي قد يصبح وسيلة ممتازة لمحاربة السمنة

يتمتع طبق الكمتشي الكوري بنكهة فريدة تجمع بين الحامض والمالح والحار، لكن فوائده الغذائية العالية جعلت منه طبقاً عالمياً، فهو غني بالعناصر الغذائية ويعزز نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة، علاوة على أنه قد يصبح وسيلة فعالة لمحاربة السمنة وخفض الوزن.

ما هو الكمتشي؟

الكمتشي هو طبق كوري تقليدي يتكون من خضروات مملحة ومخمرة، يتمتع بنكهاته الحامضة والمالحة والتوابل المميزة، ما يجعله عنصراً أساسياً في المطبخ الكوري، وغالباً ما يُقدّم باعتباره طبقاً جانبياً مع كل وجبة تقريباً إلى جانب الأرز المطهو على البخار، أو مع الحساء وأطباق الخضروات أو اللحوم أو المأكولات البحرية الأخرى.

يتكوّن من الملفوف الصيني والملح والثوم والزنجبيل والبصل الأخضر ورقائق الفلفل الحار الكوري، التي تمنحه لونه الأحمر المميز وتضيف له النكهة الحارة. قد يُضاف له صلصة السمك أو الجمبري المملح لإبراز نكهة الأومامي.

فوائد تناول الكمتشي

يمتلك الكمتشي فوائد عديدة، أبرزها:

غناه بالعناصر الغذائية

يعد الكمتشي طبقاً منخفض السعرات الحرارية والدهون والكربوهيدرات، وغنيّاً بالعناصر الغذائية في مكوناته المختلفة، وتشمل الفيتامينات وخاصة فيتامين أ وسي وك ومجموعة فيتامين ب، وحمض الفوليك، بالإضافة إلى الحديد والبوتاسيوم والكالسيوم، والأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة والألياف.

في المقابل، يحتوي الكمتشي على نسبة عالية من الصوديوم، لذا يُنصح بعدم الإفراط في تناوله، وتقليل الصوديوم في الوجبات الأخرى، والحد من استخدام الملح لمنع زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وزيادة تناول الأطعمة النباتية التي تحتوي على البوتاسيوم الذي يعدّل تأثير الصوديوم.

غناه بالبروبيوتيك

كغيره من الأطعمة المخمّرة، يخلق الكمتشي بيئة تسمح للبكتيريا المفيدة بالازدهار والتكاثر، وخاصة بكتيريا البروبيوتيك، التي تقدم فوائد صحية كثيرة عند تناولها بكميات كبيرة، فهي تقي من بعض أنواع السرطان، ونزلات البرد الشائعة، وتساعد على التخلص من الإمساك، وتعزز صحة الجهاز الهضمي وصحة القلب والدماغ.

فوائد عديدة أخرى

يمتلك الكمتشي أيضاً فوائد عديدة محتملة، لكنها في حاجة إلى المزيد من الدراسات، ومنها:

وجود البكتيريا اللبنية (Lactobacillus plantarum) التي لها تأثيرات معززة للمناعة.
تحسين ضغط الدم ونسبة الدهون في الجسم، ما يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
احتواؤه على مركب حمض 3-(4'-هيدروكسي-3',5'-دايميثوكسي فينيل) بروبيونيك (HDMPPA) الذي يكافح الالتهابات في الجسم ويحسن صحة الأوعية الدموية.
الوقاية من عدوى خميرة المبيضات المهبلية المقاومة للصادات الحيوية.
خفض مستويات الكوليسترول الضار.
خفض مستويات السكر في الدم.
إبطاء عملية الشيخوخة.

الكمتشي وسيلة واعدة لمحاربة السمنة

على الرغم من فوائده المحتملة السابقة، فقد برز باعتباره طبقاً محارباً للسمنة، فقد أشارت دراسة من جامعة تشونغ أنغ الكورية، والمنشورة في دورية "بي إم جيه أوبن" (BMJ Open)، إلى أن تناول ما يصل إلى ثلاث حصص من الكمتشي يومياً يرتبط بانخفاض معدل السمنة بين الرجال والنساء، وخاصة في منطقة البطن. شملت الدراسة أكثر من 115 ألف مشارك من الرجال والنساء البالغين الكوريين فوق سن الأربعين. وأظهرت النتائج أن تناول 3 حصص يومية من الكمتشي يقلل الإصابة بالسمنة بنسبة 11% مقارنة بتناول أقل من حصة يومية واحدة.

يُعزى السبب في قدرة الكمتشي على خفض الوزن إلى أنه غذاء صحي غني بالألياف التي تزيد الشعور بالشبع وتمنع الجوع، بالإضافة إلى غناه بالفيتامينات وبكتيريا البروبيوتيك، وانخفاض محتواه من السعرات الحرارية.

علاوة على ذلك، وجد تحليل مكثف للبيانات المجموعة على مدى 13 عاماً من دراسة كوريا للجينوم والوبائيات (KoGES) أن تناول الكمتشي المناسب يرتبط بانخفاض مؤشر كتلة الجسم وانخفاض حالات السمنة بين الذكور والنساء، كما ارتبط أيضاً بانخفاض الكوليسترول الضار والبروتينات الدهنية والشحوم الثلاثية في الدم.

توالت الدراسات الرامية لإثبات قدرة الكمتشي على إنقاص الوزن، وقد كان آخرها دراسة منشورة في دورية الأغذية الوظيفية (Journal of Functional Foods) أجراها المعهد العالمي للكمتشي، بالتعاون مع مستشفى جامعة بوسان الوطنية في كوريا الجنوبية.

تناول المشاركون في هذه الدراسة، وعددهم 55 بالغاً يعانون زيادة الوزن، 3 كبسولات في كل وجبة يومياً مدة 3 أشهر. تحتوي الكبسولات على مسحوق الكمتشي، المُنتَج عن طريق تجفيف كمتشي الملفوف بالتجميد وتخميره عند درجة حرارة 4 درجات مئوية مدة أسبوعين. وأظهرت النتائج انخفاضاً في دهون الجسم بنسبة 2.6%، بينما ازدادت النسبة عند أولئك الذين لم يتناولوا الكبسولات.

أظهر تحليل ميكروبيوم الأمعاء للمشاركين أن استهلاك الكمتشي أدى إلى زيادة وفرة بكتيريا الأمعاء المفيدة، وانخفاض في تعداد البكتيريا المرتبطة بالسمنة. ما يدل على أن الكمتشي يقلل السمنة من خلال تعديل ميكروبات الأمعاء.