"تناول تفاحة يومياً يغنيك عن زيارة الطبيب"، مقولة ظهرت منذ بدايات القرن التاسع عشر، توارثها الناس عبر الأجيال، وسمعناها من أجدادنا وأهالينا، لكن ما رأي العلم فيها؟ لتأكيد صحتها أو كشف خطئها، وجدت الأبحاث أدلة تفيد بأن التفاح يقلل زيارات الطبيب لكنه لا يمنعها، وإليك الأسباب.
فوائد التفاح
التفاح من الفاكهة الغنية بالعناصر الغذائية المهمة؛ فهو يحتوي على الألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. وتوفّر تفاحة متوسطة الحجم 95 سعرة حرارية، و25 غراماً من الكربوهيدرات، و4.5 غرامات من الألياف، و9% من المدخول اليومي من فيتامين سي، بالإضافة إلى البوتاسيوم والنحاس وفيتامين ك، والقليل جداً من البروتينات والدهون، كما يُعدّ مصدراً لمضادات الأكسدة.
اقرأ أيضاً: هل تختلف الفاكهة المجففة عن الطازجة؟ وكيف يمكن الحفاظ على قيمتها الغذائية؟
إن احتواء التفاح على هذه العناصر الغذائية ربط تناوله بانخفاض خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب، وانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وذلك لوجود مُركّبات الفلافونويد التي تقلل الالتهاب وتحمي صحة القلب. بالإضافة إلى الألياف القابلة للذوبان التي تمنع تراكم الكوليسترول على جدران الشرايين، كما يساعد التفاح على تقليل ضغط الدم لاحتوائه على البوتاسيوم.
يحتوي التفاح أيضاً على العديد من المُركّبات التي قد تساعد على منع الإصابة بالسرطان مثل سرطان الرئة والقولون والمستقيم وغيرها من السرطانات، بما في ذلك مضادات الأكسدة والفلافونويد. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك التفاح فوائد عديدة منها:
- تعزيز الشعور بالامتلاء نظراً لمحتواه من الألياف، ما يقلل من مدخول السعرات الحرارية، وبالتالي يعزز فقدان الوزن.
- تحسين صحة العظام عبر زيادة كثافة المعادن وانخفاض خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- تعزيز وظيفة الدماغ عبر تقليل الإجهاد التأكسدي، ومنع التدهور العقلي، وإبطاء علامات الشيخوخة.
- انخفاض خطر الإصابة بالربو.
- تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- تعزيز صحة الأمعاء لغناه بالألياف، بما في ذلك البكتين، الذي يعزز نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
- دعم جهاز المناعة بسبب محتواه الغذائي وخصائصه المضادة للأكسدة.
تقدّم الفواكه والخضروات الأخرى فوائد صحية مماثلة، لذلك من المهم تناول العديد من الأصناف لإضافة المزيد من النكهة والقيمة الغذائية، بما في ذلك الموز والتوت والبروكلي وغيرها.
اقرأ أيضاً: هل يفيد خل التفاح والبصل في التخفيف من أعراض ضخامة البروستات؟
لا تكثر من تناول التفاح
على الرغم من هذه الفوائد، فإنه يجب الاعتدال في تناول فاكهة التفاح، إذ يؤدي تناول عدة تفاحات كل يوم إلى زيادة في مدخول الجسم من الألياف، ما يسبب أعراضاً مثل الغازات والانتفاخ وآلام في المعدة، كما يؤدي تناول الكثير من التفاح إلى استهلاك كمية كبيرة من الكربوهيدرات. ويجب على الأشخاص الذين يعانون عدم تحمل سكر الفركتوز تجنب تناول التفاح لأنه غني بهذا النوع من السكر.
هل يغنينا التفاح عن زيارة الطبيب بالفعل؟
ركزت العديد من الدراسات على منع زيارة الطبيب عند تناول تفاحة واحدة يومياً، منها دراسة منشورة في دورية جاما للطب الباطني عام 2015 جمعت بيانات 8400 رجل وامرأة، نحو 10% منهم يتناولون تفاحة يومياً. وجدت الدراسة أن هذه الممارسة لم تمنعهم من زيارة الطبيب، ولكنها قللت عدد الأدوية الموصوفة لهم.
بناءً على ذلك، لا يُعدّ تناول تفاحة واحدة يومياً كافياً للاستغناء عن زيارة الطبيب. فعلى الرغم من غناه بالمواد الغذائية، فإنه لا يحتوي على العناصر جميعها التي يحتاج إليها الجسم، كما أن التفاح يمكن أن يعزز الصحة ويقي من الأمراض، ولكن العلاقة المباشرة بين استهلاك التفاح وتقليل الحاجة إلى الزيارات الطبية ليست ثابتة.
اقرأ أيضاً: الحواس قد تجعل البصل والتفاح لا يختلفان عن بعضهما كثيراً
على الرغم من أن تناول المزيد من التفاح قد لا يرتبط فعلياً بزيارات أقل للطبيب، فإن التفاح غني بالمواد المغذية ويقدّم العديد من الفوائد للوقاية من الأمراض والصحة على المدى الطويل. فإن لم يمنع تناول تفاحة واحدة في اليوم من زيارة الطبيب، يمكنه على الأقل تقليل هذه الزيارات أو جعلها أقل سلبية.