شارك
الرئيسية
4 دقيقة
تظهر على تيك توك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي تحديات تتعلق بتناول الطعام، ينخرط فيها البالغون والمراهقون دون وعي منهم بآثار بعضها الجانبية، التي قد تكون مميتة. إليك بعض الأمثلة عن هذه التحديات، والتي يُنصح بعدم تجربتها والانجرار وراء موجة “الترند” الخاصة بها.
تحدي رقاقة باكوي الواحدة (Paqui One Chip)
يختبر تحدي الرقاقة الواحدة من باكوي “Pacqui” قدرة الشخص على تحمل التوابل. ويشمل التحدي تناول هذه الرقاقة (شيبس) ومن ثَمَّ البقاء أطول فترة ممكنة دون تناول نوع آخر من الطعام أو شرب الماء. الرقاقة منكّهة بنوعين من أنواع الفلفل الحار هما كارولينا ريبر وناجا فايبر. تُباع رقاقة باكوي للبالغين فقط، لكن استطاع الأطفال والمراهقون الحصول عليها والمشاركة في تحدي تيك توك، وهنا تكمن الخطورة.
يسبب تناول هذه الأنواع من الفلفل الحار التعرّق الشديد، وتوسّع الأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي محاولة الجسم التخلص من مادة الكابسيسين، وهو المُركّب الذي يجعل الطعام حاراً، إلى سيلان الأنف والدموع، ويمكن أيضاً أن يسبب الغثيان والقيء. وقد يكون تأثيره مميتاً على الأشخاص الذين يعانون حالات طبية كامنة أو الحساسية.
وقد توفي مراهق في الصف العاشر بسبب توقف التنفس بعد تناوله الرقاقة الحارة، ما دفع الشركة لسحب المنتج من الأسواق، وقبل ذلك احتاج 6 أطفال في مدرسة ابتدائية إلى رعاية طبية بعد ملامستهم الرقاقة. بالإضافة إلى المراهقين، لم يكن التحدي آمناً على البالغين أيضاً، فقد أدّى تناول بعض البالغين لها إلى أعراض مثل تقلصات المعدة والإسهال.
اقرأ أيضاً: هل تفيد الزيوت الشعر حقاً كما يُروَّج على تيك توك؟
تحدي القرفة
ظهر تحدي القرفة منذ أكثر من 20 عاماً، وما زال رائجاً حتى الآن، يتمثل في محاولة ابتلاع ملعقة من مسحوق القرفة دون ماء في دقيقة واحدة. يمكن أن يؤدي هذا التحدي إلى الاختناق، واستنشاق مسحوق القرفة إلى الرئتين، وتندب أنسجة الرئة وفشل الجهاز التنفسي، ما يؤدي إلى وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي في الحالات القصوى.
وتزداد خطورة التحدي لدى الأشخاص المصابين بالربو أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
تحتوي القرفة المطحونة على السليلوز، وهي مادة لا تتحلل بسهولة. ليس لها آثار تُذكر عند تناولها بكميات صغيرة جداً، إلّا أن الكميات الكبيرة المركزة من القرفة يمكن أن تسبب السعال والاختناق والشعور بالحرقان في الفم والأنف والحلق. وتشمل التفاعلات الأكثر خطورة القيء ونزيف الأنف وضيق الصدر.
تحدي السبرايت والموز
انتشر تحدي الموز والمشروب الغازي سبرايت على تيك توك منذ نحو عامين، أي في 2022، ويشمل تناول موزتين ثم شرب زجاجة سبرايت في أسرع وقت ممكن. ينتج عن الخوض في هذا التحدي ضرر للمعدة يسبب القيء نتيجة التفاعل الكيميائي الذي يحدث فيها. يحتوي الموز على البروتين، ويحتوي مشروب السبرايت على ثاني أكسيد الكربون، ويؤدي خلطهما بحمض المعدة إلى الارتجاع المعدي، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى طلب المساعدة الطبية. غالباً ما ترافق منشورات هذا التحدي على تيك توك تحذيراً بأنه يعرّض مَن يخوض فيه للأذى.
تحدي الملح والثلج
لا يشمل تحدي الملح والثلج تناول الطعام، بل وضعه على الجلد. يضع الشخص ملح الطعام على الجلد المكشوف، ويضيف مكعباً من الثلج ويبقيه على الجلد طالما أنه يستطيع تحمل الألم. يسبب هذا التحدي مضاعفات صحية تصل إلى الحرق من الدرجة الثانية والثالثة أو حتى قضمة الصقيع وتلف الأعصاب، وقد أصدرت الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال (NSPCC) في المملكة المتحدة تحذيراً للآباء والمعلمين بسبب خطورته.
يخفّض الملح درجة حرارة الجليد إلى -17 درجة مئوية. يسحب الثلج الحرارة من أي شيء قريب منه، وفي هذا التحدي، يجد الثلج جلد الشخص أقرب مصدر للحرارة، ما يسبب الضرر له. وفي بعض الأحيان، يكون الضرر شديداً للغاية ويتطلب علاجه ترقيع الجلد.
اقرأ أيضاً: جديد التيك توك: تأخير الدورة الشهرية باستخدام دواء «إيبوبروفين» فما صحة ذلك؟
تحدي تايد بود
يشتمل تحدي تايد بود تناول كبسولات الغسيل السائلة الملونة المعروفة باسم “Tide pods”، التي تحتوي على منظف سام عالي التركيز، وقد انتشر منذ نحو 10 سنوات، وما زال يكرره بعض الأطفال والمراهقين حتى الآن. من الواضح أن هذا التحدي يشكّل خطراً كبيراً على الأطفال والبالغين، ويؤدي إلى تسمم خطير، ويحذّر الخبراء من هذا السلوك ويصفونه بالخطير.
عام 2017، تلقت مراكز مكافحة السموم الأميركية تقارير عن تعرض أكثر من 10,500 طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات للكبسولات. وفي العام نفسه، أُبلغ عن تعرض ما يقرب من 220 مراهقاً لها، 25% من تلك الحالات متعمدة.
تؤدي المشاركة في هذا التحدي إلى الدخول إلى المستشفى بسبب القيء وصعوبة التنفس وفقدان الوعي، وتغير في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. وقد تكون العواقب أسوأ بكثير. فمنذ عام 2012، أُبلغ عن ثماني حالات وفاة بين الأطفال، تبلغ أعمارهم 5 سنوات أو أقل.
أعربت الشركة المصنّعة لهذه الكبسولات عن قلقها بسبب هذه الظاهرة وأصدرت إعلاناً على وسائل التواصل الاجتماعي يحث الناس على عدم المشاركة في هذا التحدي الخطير، كما دفع انتشاره لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأميركية (USCPSC) إلى نشر تحذيرات أيضاً.
تحدي مسحوق البروتين الجاف Dry Scooping
يشجّع تحدٍ آخر انتشر على تيك توك مؤخراً على تناول ملعقة كبيرة من مساحيق البروتين التي يتناولها الرياضيون قبل التمرين دون ماء، على الرغم من الآثار الجانبية التي قد تنطوي على هذا التحدي، مثل خفقان القلب، وتلف الرئة، والعدوى، بالإضافة إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي. كما أن استنشاق القليل من المسحوق في أثناء تناوله قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل صعوبة التنفس والنوبات القلبية، أو أعراض أخرى مرتبطة بالقلب بسبب محتواه العالي من الكافيين. ولأن غالبية المشاركين في التحدي من المراهقين ذوي الصحة الجيدة، لا يعتقدون أن يُحدِث هذا التحدي أثراً سلبياً فيهم، لذلك يشاركون فيه، ومن ثَمَّ يعانون أعراضه الخطيرة.
يجدر بالذكر أنه عندما يُمزج المسحوق مع الماء، فإنه يُشرب تدريجياً، ما يحد من كمية الكافيين المُستهلَكة. ولكن عندما يتناول شخصٌ ما حصةً كاملةً من المسحوق في لقمة واحدة، فإنه يتناول ما يعادل الكافيين الموجود في عدة فناجين من القهوة دفعة واحدة.
اقرأ أيضاً: تحدٍ على تيك توك يدفع الأطفال لاستنشاق مواد سامة تودي بحياتهم
غالباً ما يحمل كل تحدٍ من التحديات التي يُروّج لها على تيك توك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي أخطاراً وآثاراً جانبية، تتراوح من البسيطة إلى المميتة، ومن التأثيرات المعوية إلى التنفسية والقلبية، لذلك على البالغين والمراهقين الحذر منها، وعدم ركوب موجة التحديات الرائجة، حفاظاً على السلامة.