هل ينافس الدواء الجديد ماريتايد عقار أوزمبيك وغيره من أدوية تخفيض الوزن؟

3 دقيقة
هل ينافس الدواء الجديد ماريتايد عقار أوزمبيك وغيره من أدوية تخفيض الوزن؟
حقوق الصورة: رو بيكسلز

أعلنت شركة أمجين (AMGEN) الأميركية نجاحها في تطوير عقار ماريتايد (MariTide) الذي يساعد على تخفيض الوزن، ويحافظ على هذا الانخفاض الطويل الأمد، مع أعراض جانبية بسيطة، مقارنة بالأدوية الأخرى المنتشرة حالياً، والتي تسعى لتحقيق الهدف ذاته.

عُرّف الدواء سابقاً باسم AMG 133، ويسمى اليوم ماريتايد اختصاراً لماريدبارت كافراغلوتايد (maridebart cafraglutide)، وهو يعزز فقدان الوزن بشكل كبير، ويمكن استخدامه يجرعات تتراوح بين 21 مليغراماً إلى 840 مليغراماً بأمان.

كيف طورت إمجين عقار ماريتايد؟

استخدمت شركة أمجين البيانات البشرية، بما في ذلك علم الوراثة والبروتينات والاستقلاب والتصوير، لتطوير الدواء الذي يستهدف التمثيل الغذائي غير المنظم المرتبط بالسمنة، فاعتمدت على تحليل البيانات البشرية للبحث عن أهداف أدوية السمنة. بما في ذلك:

  • علم الوراثة وعلم الجينوم: للعثور على تغيرات في الجينات التي تؤدي إلى زيادة الوزن أو فقدانه والتي يمكن أن تصبح أهدافاً محتملة للأدوية.
  • علم البروتينات: لاكتشاف البروتينات في الدم التي تتنبأ بمسار الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل أمراض القلب والاستجابة للعلاج.
  • علم التمثيل الغذائي: لفهم واستهداف العمليات الكيميائية المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي غير الطبيعي للخلايا المرتبطة بالسمنة بشكل أفضل.
  • التصوير: لتحديد موقع رواسب الدهون في أنحاء الجسم كافة، وكيف يمكن أن يحدد ذلك أشكال السمنة التي تتطلب علاجات محددة.

يستهدف ماريتايد هرموناً معيناً يسمى GLP-1 (الببتيد الشبيه بالغلوكاغون 1)، وهو بروتين يشارك في إشارات الإنسولين والشهية وتناول الطعام. يتفاعل GLP-1 مع العديد من الأعضاء في  أنحاء الجسم كافة، بما في ذلك منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، لتقليل الشهية وتناول الطعام.

اعتمدت الأبحاث أيضاً على متغيرات في جين GIPR، وهي مستقبلات عديد الببتيد المثبطة للمعدة. يشارك GIP وهذه المستقبلات في تنظيم مستويات الإنسولين بعد تناول الطعام. وقد وُجِد أن الأفراد الذين لديهم متغيرات محددة في هذا الجين قللت من نشاطهم كان لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل. 

يُطلق على كل من GIP وGLP-1 اسم هرمون إنكريتين، تفرزهما الأمعاء بعد تناول الطعام للمساعدة على تحفيز إفراز الإنسولين وتفكيك السكريات في الطعام والمساعدة على قمع الشهية. لذا أصبح هرمون إنكريتين هدفاً دوائياً لضبط التمثيل الغذائي. ينشط ماريتايد GLP-1 ويعطل مستقبلات GIP. 

اقرأ أيضاً: هل يكون دواء السكري أوزمبيك هو الحل السحري لإنقاص الوزن؟ 

نتائج أبحاث أمجين على عقار ماريتايد 

يعاني المرضى الذين عُولجوا بمستحضر ماريتايد في أثناء التجارب من السمنة المفرطة، لكنهم لا يعانون أمراضاً إضافية مثل السكري، وذلك حسب نتائج الدراسة (التي أُجريت على القرود والفئران، وأظهرت التجارب على البشر نتائج مماثلة) المنشورة في دورية نيتشر في 5 فبراير/شباط 2024، وقد ساعدتهم الجرعات العالية من العقار على فقدان وزن الجسم بنسبة 14.5% بحلول اليوم الـ 85 مقارنة بفقدان وزن الجسم بنسبة 1.5% لدى أولئك الذين تناولوا دواءً وهمياً. كما أدت الجرعات الأقل إلى فقدان 7.4% من وزن الجسم بعد الجرعة الثالثة.

أظهرت البيانات المستمدة من تجربة المرحلة الأولى الصغيرة أنه عند أعلى جرعة شهرية اختُبرت، مُعطاة لمدة 12 أسبوعاً، أدى ماريتايد إلى متوسط فقدان للوزن بنسبة 14.5%، والذي تم الحفاظ عليه لمدة 70 يوماً. حافظ المرضى الذين تلقوا ماريتايد أيضاً على فقدان الوزن لمدة تصل إلى 150 يوماً بعد آخر جرعة منه، وتم الحفاظ على الحد الأقصى لفقدان الوزن لمدة شهرين بعد الجرعة الأخيرة.

من غير الواضح حتى الآن نوع الجهاز الذي سيستخدم لحقن الدواء، لكن تقول الشركة إنه جهاز حاقن تلقائي مريح ومحمول وصديق للمريض مع حقنة واحدة شهرية، أو أقل تكراراً.

اقرأ أيضاً: 6 حقائق مهمة عن دواء أوزمبيك تبرر رواجه الهائل

بماذا يختلف ماريتايد عن عقاقير تخفيض الوزن المشابهة؟

مقارنة بأدوية تخفيض الوزن الأخرى، شهد المشاركون في التجارب السريرية لسيماغلوتيد semaglutide (ويغوفي Wegovy) من نوفو نورديسك Novo Nordisk، وزيباوند Zepbound (تيرزيباتيد tirzepatide) من إلي ليلي Eli Lilly، فقداناً في وزن الجسم بنسبة 15% إلى 21% على التوالي بعد تناول الأدوية لمدة عام، كما أن التوقف عن تناول هذه الأدوية يؤدي إلى انتعاش حاد في زيادة الوزن. بينما يتميز عقار ماريتايد بأن نتائجه أكثر ثباتاً مع تقدم الوقت، كما يمكن إنقاص الجرعات لاحقاً. 

اقرأ أيضاً: زيباوند: دواء جديد لإنقاص الوزن ينال موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية 

لكن كما هو الحال مع أدوية السمنة الأخرى، أدى تناول عقار ماريتايد إلى ظهور أعراض جانبية بسيطة مثل الغثيان الخفيف والإقياء. 

تُجري أمجين حالياً تجارب المرحلة الثانية من الدراسة، وتعمل على تقييم فاعلية الجرعات الأقل كثافة من ماريتايد، ومن المتوقع ظهور نتائج التجربة في وقت لاحق من هذا العام، كما أنها مستمرة في من البحث لتحسين نظام جرعات ماريتايد لفقدان الوزن والتأثيرات الأيضية الأخرى. وتخطط الشركة أيضاً لبرنامج واسع النطاق للمرحلة الثالثة، لتشمل مرضى السكري، سواء كانوا يعانون من السمنة أو لا.

المحتوى محمي