قبل بدء فصل الصيف رسمياً في 20 يونيو/حزيران، اجتاحت موجة حر أماكن عديدة في العالم، وأدّت إلى وفاة المئات، واندلاع حرائق غابات واسعة النطاق من البرتغال إلى اليونان وشمال إفريقيا. حيث وصلت درجات الحرارة في العديد من الدول العربية، ومنها مصر والسعودية والإمارات وقطر والكويت، إلى 51 درجة مئوية. وتُشير المعلومات إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية قد تتجاوز تلك المسجلة في الصيف الماضي، والذي كان الأكثر حرارة منذ أكثر من عقدين، مع تحذيرات من مخاطر موجات الحر الشديدة على الصحة العامة والبيئة.
اقرأ أيضاً: كيف تحمي نفسك من الجحيم المناخي المرتقب هذا الصيف؟
موجات الحر وسببها
تحدث موجات الحر عند حدوث ارتفاع غير عادي في درجات الحرارة لأكثر من 32.2 درجة مئوية مدة 3 أيام متتالية أو أكثر، وغالباً يصاحب هذه الموجات ارتفاع مستوى الرطوبة. ويُعرف العبء الحراري الشديد عند ارتفاع درجة حرارة أكثر من 30 درجة مئوية، وتخطي نسبة الرطوبة 70%.
تُشير البيانات إلى ازدياد تواتر موجات الحر في المستقبل وشدتها بسبب تغيّر المناخ. وفي العادة، تنخفض درجات الحرارة خلال ساعات الليل، لكن يُحذّر العلماء من أن تغيّر المناخ يسبب ارتفاع درجات الحرارة حتى بعد غروب الشمس، وهو ما تؤكده دراسة أجرتها جامعة إكستر Exeter البريطانية.
وتوقع الرئيس التنفيذي لمركز طقس العرب، محمد الشاكر، عودة درجات الحرارة إلى معدلاتها الطبيعية خلال الأيام القليلة القادمة في أغلب بلاد الشام ومصر وليبيا، لكن يُضيف أن الجزائر وتونس وأجزاءً من المغرب ستشهد ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، خاصةً على السواحل، بحلول نهاية يونيو/حزيران.
مخاطر موجات الحر
قد يؤدي تعرض الشخص إلى درجات حرارة عالية ومستوى رطوبة مرتفع، سواء كان في أثناء ممارسة الرياضة أو العمل أو غير ذلك، إلى الإصابة بإحدى الحالات التالية:
- الجفاف: إذ يُعدُّ حالة شائعة خلال موجات الحر، ويمكن أن تُؤدي إلى الشعور بالضعف والتعب والإرهاق، وقد تسبب الإغماء، وحدوث مشكلات في الكلى، وتفاقم الحالات الطبية الأخرى. ومن أعراض الإصابة بالجفاف العطش وجفاف الفم والدوخة والصداع والتهيج أو صعوبة التفكير بوضوح، إلى جانب قلة كمية البول عن المعتاد، واغمقاق لونه وقوة رائحته.
- الإنهاك/الإجهاد الحراري: قد يشعر الشخص بالدوار والتعب، ومن أعراضه التعرق الشديد وشحوب الجلد وتشنجات العضلات والضعف والصداع والغثيان والقيء والإغماء وسرعة النبض وضعفه والتنفس السريع.
- التشنجات الحرارية: وهي آلام أو تشنجات في العضلات، عادةً ما تكون في البطن أو الذراعين أو الساقين.
- الطفح الحراري: قد يحدث احمرار وتورّم خفيف في الجلد، وقد تظهر مجموعة من البقع الحمراء الصغيرة في المنطقة المصابة، تسبب الحكة والإحساس بالوخز.
- صدمة الحرارة أو ضربة الشمس: تُعدُّ من أشد مخاطر موجات الحر، حيث يمكن أن تؤدي إلى الوفاة. وتحدث عندما تتخطى درجات الحرارة 41 درجة مئوية. ومن أعراض الإصابة بها الارتباك أو فقدان الوعي والتعرّق الغزير أو سخونة الجلد وجفافه؛ فقد يتوقف الشخص المصاب بضربة الشمس عن التعرق على الرغم من ارتفاع درجة حرارة جسمه التي يمكن أن تزيد على 40 درجة مئوية، إلى جانب ارتعاش العضلات أو حدوث نوبات صرع، والتنفس السريع، وسرعة النبض.
- تفاقم الحالات الصحية والأمراض المزمنة: تُؤثّر الحرارة في جودة الهواء بسبب انخفاض نسبة الأوكسجين، ما قد يؤدي إلى صعوبة التنفس، وتفاقم أمراض الحساسية والربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى لدى الأشخاص المصابين بها، خاصة في وجود تلوث الهواء أو الدخان، إلى جانب تفاقم أمراض القلب والكلى والأوعية الدموية. وقد تسبب موجات الحرارة الشديدة السكتات القلبية أو الدماغية، التي قد تحدث بسبب الجهد الزائد الذي يبذله القلب في محاولة تبريد الجسم، نتيجة الحرارة والجفاف الشديدين.
- مخاطر صحية أخرى: يمكن أن يؤدي تعرض النساء إلى موجات الحر الشديدة إلى حدوث تغيّرات في الدورة الشهرية لديهن، وقد تُصاب المرأة الحامل بمضاعفات مثل الإصابة بسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم أو المخاض المبكر أو نقص وزن الطفل عند الولادة، أو حتى ولادة طفل ميت.
اقرأ أيضاً: مميتة للإنسان ومهددة للبيئة: ما هي القبة الحرارية التي تُخيّم على بعض البلدان العربية؟
الفئات الأكثر عرضة لمخاطر موجات الحر
تزداد شدة تأثير المخاطر السابقة في عددٍ من الفئات على نحو خاص، حيث يُعدُّ الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن والأشخاص الذين يعانون ضعفاً في الحركة أو أمراضاً مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى والسكري والأمراض العقلية ومرضى الخَرَف والأشخاص الذين لديهم تاريخ سابق للمرض المرتبط بالحرارة، أكثر عرضة للتأثر بموجات الحر.
إلى جانب الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم لأنهم قد لا يحظون بالدعم الكافي في أثناء موجات الحر، أو الذين لا مأوى لهم، أو سكان الطوابق العليا في المباني. بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعملون في بيئات حارة ورطبة مثل عمال البناء والرياضيين والعمال العسكريين ورجال الإطفاء وعمال تنسيق الحدائق والمزارعين وعمال الصيانة وعمال المرافق.
كذلك قد يتأثر الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة على نحو أكبر بسبب موجات الحر؛ فبعض هذه الأدوية تؤثّر في قدرة الجسم على التعامل مع الحرارة والتبريد ذاتياً، مثل مدرات البول التي تزيد كمية المياه التي يطردها الجسم، ما يفاقم مخاطر الجفاف واختلال التوازن في المعادن الرئيسية بالجسم، إلى جانب الأدوية ذات الخصائص المضادة للكولين، وحاصرات بيتا، ومنشّطات الجهاز العصبي المركزي، والأدوية الخافضة لضغط الدم، وأدوية الصرع والشلل الرعاش، حيث تُغلق مسام التعرّق، ما يُصعّب عملية تبريد الجسم ذاتياً. كما قد يزداد تركيز بعض مُركّبات الأدوية، مثل الليثيوم والستاتين، في الدم في حالة فقدان الجسم للسوائل، ما يمكن أن يسبب مشكلات صحية.
اقرأ أيضاً: مَن هم المرضى الأضعف في مواجهة موجات الحر الشديد؟ وكيف يواجهونها؟
نصائح للوقاية من مخاطر موجات الحر القاسية
يمكن للنصائح التالية أن تساعدك على مواجهة مخاطر الإصابة بأمراض الحرارة:
- تابع توقعات الطقس: اعرف ما ستكون عليه الحرارة والرطوبة في أثناء اليوم وخلال الأسبوع وعلى مدار الشهر في منطقتك، لمساعدتك على تخطيط الأنشطة داخل المنزل وخارجه، وتحديد الأماكن التي يمكن الذهاب إليها في أثناء ارتفاع درجات الحرارة أو انقطاع التيار الكهربائي، وتوفير ما يكفي من الإمدادات مثل الماء والطعام والأدوية، وإعداد ما يلزم.
- حافظ على برودة منزلك: أسدل الستائر لمنع دخول أشعة الشمس، ويمكنك تظليل النوافذ أو لصق مواد عاكسة عليها. حافظ على تهوية البيت بفتح النوافذ واستخدام المراوح لتدوير الهواء، مع الحرص على إبقائها على مسافة آمنة من الأسرّة، وعدم توجيهها مباشرة نحو الجسم. كذلك يجب مراعاة أن المراوح قد تخفف الشعور بالحر، لكنها ليست فعّالة في تبريد الجسم عندما تكون حرارة الغرفة أعلى من 35 درجة مئوية، لذلك استخدم التكييف الهوائي، إذا توفر، عند ساعات الذروة، أو توجه إلى مكان عام مكيّف.
- حافظ على رطوبة جسمك: لا تنتظر حتى الشعور بالعطش وتناول نحو 2 إلى 4 كؤوس إضافية من الماء مع كمية السوائل اليومية الأساسية المُوصى بها، حيث توصي الأكاديميات الوطنية الأميركية للعلوم والهندسة والطب البالغين الأصحاء الذين يعيشون في مناخ معتدل، بتناول نحو 15.5 كوباً (3.7 لترات) من السوائل يومياً للرجال، وتناول نحو 11.5 كوباً (2.7 لتر) من السوائل في اليوم للنساء، وتشمل هذه السوائل الماء والمشروبات والأطعمة الأخرى.
- تجنّب المشروبات المُحلّاة أو التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين أو الكحول: فهي تزيد الجفاف، واختر الأطعمة المرطبة مثل الفواكه والخضروات الغنية بالسوائل، كالبطيخ والخوخ والعنب والبرتقال والخيار والكرفس والزيتون، وتجنّب الأطعمة الحارة فهي تزيد درجة حرارة الجسم، وتناول وجبات خفيفة ومتوازنة وعلى فترات متقاربة.
- استحمّ بماء بارد لتبريد الجسم سريعاً: كذلك يمكنك غمس القدمين في الماء البارد بضع دقائق، فهذا يسهم في خفض درجة حرارة الجسم، والحفاظ على صحة الأعضاء، كما يقلّل التورّم في الكاحلين والقدمين.
- استخدم ملاءات قطنية خفيفة: للحصول على نوم أكثر راحة خلال موجات الحر، ويمكن أن تبرّد جواربك في الثلاجة قبل ارتدائها.
- قلِّل النشاطات الجسدية وممارسة الرياضة الشاقة خلال موجات الحر: يمكنك ممارسة السباحة لحماية جسمك من الحرارة والحفاظ على رطوبته.
- خطط للأنشطة الخارجية في الصباح الباكر أو في المساء: وتجنّب الخروج بين الساعة 12 و2 بعد الظهيرة، حيث تكون أشعة الشمس عمودية ودرجة الحرارة في ذروتها. وعند الاضطرار إلى الخروج خلال هذه الفترة، تجنّب التعرّض إلى أشعة الشمس المباشرة، وارتدِ ملابس قطنية وفضفاضة وفاتحة اللون وخفيفة ومريحة، واستخدم قبعة عريضة الحواف، وارتدِ نظارات شمسية، ولا تنسَ وضع كريم واقٍ من الشمس بمعامل حماية لا يقل عن 50 على الأقل. وابحث عن مكان مُظلّل أو مُكيّف عند الانتظار، واستخدم وسائل النقل في التحرك، واحمل معك قارورة ماء وقطعة قماش يمكنك ترطيبها لتبريد جسمك.
- جهّز حقيبة الإسعافات الأولية: وفّر عبوات أملاح الإماهة الفموية التي تُستخدم في علاج الجفاف وتعويض الجسم عن الأملاح والمعادن التي فقدها، وميزان حرارة وقوارير ماء وقطع قماش لتبليلها ومروحة يدوية وبخاخ ماء وقائمة مرجعية لتحديد أعراض أمراض الحرارة وعلاجها، وتعرّف إلى رقم أقرب مزود للرعاية الصحية أو خدمة إسعاف أو نقل عند الحاجة.
- اطمئن على أصدقائك وعائلتك وجيرانك المسنين: وتأكد من أنهم بخير واتخاذهم الاحتياطات اللازمة، وتوفر وسيلة تبريد مناسبة في منزلهم وشجّعهم على البقاء في البيت خاصة خلال ساعات ذروة الحر، وساعدهم على إعداد الطعام والماء، واحتفظ ببياناتهم الشخصية، واطلب المساعدة من مقدمي خدمات الرعاية الصحية إذا لزم الأمر.
- إذا كنت تعمل في إحدى الوظائف التي تحتم عليك الوجود في الطرقات فترات طويلة، أو في أماكن لا تتمتّع بالتهوية والتبريد الجيد، فاطلب من زملائك في العمل تفقدك، أو الإنابة عنك في أثناء ساعات العمل، على فترات دورية.
- إذا كنت تعيش بمفردك أو تعاني مشكلة صحية مزمنة مثلاً، فاطلب من صديق أو قريب أو جار أن يطمئن عليك مرتين يومياً على الأقل.
- قدّم للحيوانات الأليفة المزيد من الماء، وضع طبق الماء في منطقة مظللة، إذا كان بالخارج، وتأكد من وجود مكان مظلل يمكن للحيوانات الأليفة الاحتماء فيه بعيداً عن أشعة الشمس.
- تجنّب البقاء في سيارة مغلقة أو ترك الأطفال أو كبار السن أو الحيوانات الأليفة فيها، حتى لو فترة قصيرة.
- استشِر طبيبك: تحدث إلى مقدم الرعاية الصحية إذا كنت تعاني أمراضاً مزمنة، أو تتناول أدوية معينة، ولا تُغيرها أو تتوقف عن تناول هذه الأدوية دون استشارة الطبيب.
- ألبس طفلك ملابس فضفاضة: لمنع الطفح الجلدي الناجم عن الحرارة، وتابع طفلك بانتظام لمعرفة ما إذا كان يشعر بالعطش أو الحرارة أو يتعرق أو يتقيأ أو يعاني جفافاً في فمه أو صداع. في حال لاحظت علامات مثل عدم الاستجابة بطريقة ملائمة أو ارتفاع درجة الحرارة أو الدوخة أو التنفس بسرعة، فاصطحب طفلك فوراً إلى مرفق للرعاية الصحية.
- تأكد من شرب طفلك كميات كافية من الماء على مدار اليوم لمنع الجفاف: يُوصى بحصول الرضّع دون سن ستة أشهر على السوائل المطلوبة من خلال الرضاعة الطبيعية الخالصة، وتُنصح الأمهات المرضعات بشرب كميات كافية من السوائل؛ فالجفاف يؤثّر في كمية لبن الرضاعة.
- لا تترك الرضع والأطفال في أماكن مغلقة دون تهوية: مثل الغرف المغلقة النوافذ، ولا تدع أطفالك يلعبون في الخارج ساعات طويلة عندما تكون الحرارة عالية دون مراقبتهم، واجعلهم يرتاحون كل 30 دقيقة عند ممارستهم الرياضة أو اللعب خارجياً.
اقرأ أيضاً: 10 نصائح عملية لتجهز منزلك ضد موجة الحر القادمة
خطوات الإسعافات الأولية عند التعرض إلى أحد الأمراض المرتبطة بموجات الحر
في العادة، لا تُعدّ معظم أمراض الحرارة خطيرة إذا خُفِّضت درجة حرارة الجسم خلال نصف ساعة، لكن إذا لم يتحسن الشخص خلال هذه المدة، فقد يُصاب بضربة شمس وهي حالة طبية طارئة تتطلب الاتصال بالطوارئ.
ويمكن لاتباع خطوات الإسعافات الأولية التالية أن يساعد على منع تفاقم هذه الحالات:
- إذا شعرت بأحد أعراض أمراض الحرارة، انتقل إلى منطقة باردة وجيدة التهوية، واشرب الكثير من السوائل، وأزِل الملابس غير الضرورية، وبرّد جسمك بترطيب الجلد بماء بارد.
- استرح بضع ساعات قبل العودة إلى النشاط الذي كنت تزاوله، واطلب المساعدة الطبية إذا لم تشعر بالتحسن.
- إذا تعرض شخص آخر إلى أحد أمراض الحرارة، انقله إلى مكان بارد، وشغّل المروحة أو مكيف الهواء إذا توفر، وأعطِه ماءً بارداً لشربه إذا كان في كامل وعيه ويمكنه البلع، وتُعدّ المشروبات الرياضية أو مشروبات معالجة الجفاف خيارات جيدة أيضاً.
- رش مياه فاترة على الجسم وجففها بالمروحة، وضع قطع قماش مبللة على الجسم، خصوصاً على الرأس والرقبة والإبطين وأعلى الفخذين، واستبدل القطع المبللة بانتظام، أو أعد غمسها في ماء بارد كل بضع دقائق.
- امنح الأطفال حماماً بارداً، إذا توفر ذلك، لكن يجب ألّا يكون الماء مثلجاً.
- وإذا كان الشخص فاقداً الوعي، ضعه على جانبه وتأكد أنه يتنفس طبيعياً، وأجرِ الإنعاش القلبي الرئوي إذا لزم الأمر واتصل بالطوارئ.
- حافظ على المنطقة المصابة جافة في حالة الإصابة بالطفح الحراري. وبصفة عامة، لا تُعطِ المصاب أدوية دون استشارة مزود الرعاية الصحية.
اقرأ أيضاً: كيف يمكنك حماية أطفالك في موجات الحر الشديدة؟
عادةً ما يشفى الشخص بسرعة عند التعرض إلى الطفح الحراري والتشنجات الحرارية والإنهاك الحراري، وتعتمد مدة التعافي على السن والحالة البدنية وسرعة تلقي الرعاية الطبية. ويمكن أن يستغرق التعافي من ضربة الشمس بضعة أيام، وقد تزداد حساسية الشخص للحرارة مدة أسبوع.
وتُعدّ أمراض الحرارة حالات مؤقتة ولا تؤثّر في نوعية حياتك فترة طويلة، إلّا إذا كانت هناك مضاعفات ناجمة عن ضربة الشمس، مثل اختلال وظائف الكبد، أو الفشل الكلوي الحاد.